لا يزال الأهمال والتردى يسيطر على المنظومة الصحية بجميع قرى ومراكز المنيا، ليغيب عن المشهد تماماً دور مديرية الصحة فى ضبط ايقاع عمل تلك المنظومة بعد أن التزمت وكيلة وزارة الصحة بالمحافظة الصمت ازاء هذا التدهور المستمر لأوضاع المستشفيات العامة بالمراكز والوحدات الصحية بالقرى أو التجاوزات الفجة داخل العيادات الخاصة حتى فى أخطر المشكلات الصحية التى تتعرض لها، فالحالة السائدة هو غياب تام للاطباء من داخل الوحدات، وعدم توافر الادوية والامصال، وما زاد الأمر سوءا هو قرار المديرية بأغلاق الوحدات الصحية بالقرى خلال الفترة المسائية التى تبدأ من الساعة الثامنة مساءً وحتى الثامنة صباحاً، ويتم الغلق، رغم أن تلك الوحدات جميعها تخدم القرى والعزب والنجوع. الغريب أن مثل تلك القرارات أثرت على أهالى القرى واثارت استياءهم فى ظل حالة الانفلات الامنى التى تمر بها البلاد، وأصبحوا يواجهون الموت لعدم قدرتهم للذهاب للمستشفيات ليلاً أو ايجاد الرعاية الصحية والاسعافات داخل الوحدات التى اغلقت أبوابها. تقول أسماء مصطفى ربة منزل من قرية طوة بمركز المنيا : لديها طفلة عمرها شهران وجاء موعد تطعيمها وذهبت فى الموعد المحدد للوحدة الصحية لتطعيمها فقيل لها لابد أن تجمع 10 أطفال حتى يمكن فتح المصل وطالبوا بعودتها بعد أسبوع، وبعد الاسبوع ذهبت فقالوا لها نفس الكلام ومر شهر ولم يتم تطعيم ابنتها واصبح الاطفال مهددون بعودة تلك الامراض فى حال عدم تطعيمهم ويضيف نادى جمعة حاصل على دبلوم ومقيم بقرية دفش أن الغلابة بالقرى يواجهون الموت البطىء بسبب وجود المستشفيات العامة بالمدن، وعدم توافر وسائل المواصلات ليلاً لنقل الحالات الطارئة وخاصة لرفض السيارات التحرك ليلا خوفاً من الانفلات الأمنى، والغريب أن اهالى القرى هم أكثر المواطنين تعرضاً للإصابة بلدغ الحشرات لقرب منازلهم للحقول، واذا وجدت الوحدة الصحية فانها خالية تماما من أمصال العقارب والثعابين. الغريب كما يروى سكان عدد كبير من القرى أن الوحدات الصحية قديما وقبل تطويرها كانت تعمل بكامل طاقتها ولكن الأن أصبح من المعجزات أن تجدد طبيب داخل الوحدة دائما الطبيب غائب ولا توجد أدوية ولا نوبتجيات حتى أبسط الأمور فالتطوير طال الشكل والاسم وترك الجوهر وكأن المبنى أنشأ وطور ليكون مبنى ديكورى داخل القرية. وبسبب الغياب التام للأطباء داخل الوحدات الصحية فتطالعك دايما الاخبار فهجوم أهالى قرية على وحدة صحية وتكسيرها لعدم وجود طبيب ولا أدوية وتعرض أحد ذويهم للخطر ففى قرية جوادة قام العشرات من أهالى القرية بإقتحام الوحدة الصحية وتكسيرها احتجاجا على عدم وجود طبيب وقدم الاهالى شكوى لنيابة المركز بتضررهم من عدم وجود طبيب وتحرر محضر بذلك رقم 2892 مركز شرطة مطاى الحال لا يختلف كثيرا من قرية إلى أخري، فيقول محمد عبد النعيم أن الوحدة الصحية بقرية ماقوسة مغلقة فى أغلب الوقت وعندما تسأل عن الطبيب يؤكد لك عامل الوحدة لا يوجد طبيب. ويلفت ابراهيم عبد الواحد مزارع من اهالى قرية نزلة البدرمان إلى أن الوحدة الصحية بلا أطباء ولا عمال نظافة ولا أجهزة والكلمة التى تقال لاهالى القرية عند ترددهم عليها فوت علينا بكرة الدكتور مش موجود ويرى خالد أحمد موظف أن الصحة تحتاج إلى ثورة وأن يتولى مسئولون أكفاء عن العمل بمديرية الصحة تكون الجولات الميدانية المستمرة هو نظام عملهم لاحكامهم الرقابة على الوحدات الصحية والمستشفيات والحد من تغيب الأطباء خاصة فى الوحدات الصحية بالمناطق النائية والتى يتعرض مواطنى تلك القرى للاصابات والطؤارى بعد أن جاءت لحظة العمل ليشعر المواطن بالتحسن بالخدمات داخل القرى.