الصوفية تعنى المحبة، فما دمت وصلت لدرجة المحبة لما تفعله فأنت صوفى، فالصوفية أن تحب ما تفعله، وليست فقط علاقة الوصل بين العبد والرب، وبعد انتشار الأغانى الشعبية وانحدار كلمات الاغانى التى نسمعها فى هذه الأيام، عادت الاغانى الصوفية مرة أخرى بكلماتها الراقية التى تهذب النفوس، وترتقى بالعقول من خلال مجموعة من المطربين الموهوبين، ولكل منهم طريقته وأدائه المميز، بالرغم من انهم يغنون نفس الأغانى التى حفظها التراث، حيث لم يعد هناك شعراء الآن يكتبون كلمات الأغانى الصوفية، ولكن كل ما نسمعه هذه الأيام هو من التراث القديم، بالاضافة الى بعض التعديلات البسيطة لتناسب تطورات هذه الايام الحالية. وتأتى فى البداية المطربة «دينا الوديدى» والتى اشتهرت بتقديمها الأغانى الصوفى التراثية،وكانت بدايتها حين انضمت لفرقة «الورشة» وتعلمت غناء السيرة الهلالية والملاحم الشعبية مع فرقة الشيخ زين محمود، وتدربت على أغنيات من التراث الغنائى المصرى والعربى فى بدايات القرن الماضى. وشاركت فى تقديم اكثر من 28 عرضًا فى اماكن متعددة داخل مصر وفى الوطن العربى وفى بعض الدول الأوروبية، وأدت مع فرقة «حبايبنا» العديد من أغانى الشيخ إمام عيسى وغيرها من الأغانى التقليدية التراثية، وشاركت فى العديد من الورش مع الموسيقى «فتحى سلامة» والمطرب «على الهلباوى» حيث بدأ فى 6 سنوات، وتعلم الانشاد على يد والده الشيخ محمد الهلباوى، وكان ينشد فى الحفلات المدرسية إلى ان اشتهر وأصبح له حفل شهرى بساقية الصاوى بالمركز الثقافى، وقام بمحاولة لتقديم صورة حية فى قالب غنائى من نبض الشارع المصرى، وتغزل فى محبوبته فأنشد «قل للمليحة» وعاتبته فناشدها «ابعتلى جواب»، وأعرب لها عن عفة مقاصده فأرسل «مرسال لحبيبتى»، وناجى ربه ب «واسع الملكوت» والعديد من الأغانى الصوفية التى لاقت اقبالًا من الشباب وباقى الاعمار، ونالت النصيب الكبير من الإعجاب من قبل الاذواق المختلفة، ومن ضمن اغانيه «بشرى لنا» و«السلام عليك يا رسول الله». وايد الموسيقار «حلمى بكر» على عودة الاغانى الصوفية من جديد مؤكدًا أن الأغانى الصوفية ستواجه الأغانى الشعبية المبتذلة التى انتشرت فى الأيام الأخيرة، ووصف المطربين الشعبيين بأنهم مغنيو موضة يأخذون وقتًا بسيطًا ويذهبون، كما أنهم ليست لهم علاقة بالموسيقى والحانهم ليس لها معنى.