رغم المخاوف من ظهور أحزاب بمرجعيات دينية، جاء حكم الإدارية العليا بتأسيس حزب الوسط الجديد ليمثل مرحلة انتقالية جديدة علي الساحة السياسية خاصة بعد حالة التغيير التي خلقتها أحداث 25 يناير. خروج الحزب من عباءة جماعة الإخوان المسلمين جعله أقرب إلي تجربة حزب العدالة والتنمية التركي الذي خرج من عباءة الإخوان التقليدية ممثلة في حزب الرخاه بقيادة نجم الدين أربكان. من جانبهم قال خبراء وسياسيون إنه ظهور مثل هذه الأحزاب ذات المرجعية الدينية سيلزم الإخوان والجماعات الإسلامية بتطوير أفكارها مؤكدين أن المخاوف من تأسيس أحزاب بمرجعية إسلامية أمر غير صحيح. وأشار د. نبيل عبدالفتاح مدير مركز تاريخ الأهرام أن حزب الوسط الديني كوادر وأفكار لا تسمح للجماعات الإسلامية والإخوان باختراقه خاصة في ظل الخلاف الذي نشب مسبقا بين الجماعة ووكيل مؤسسي الحزب أبوالعلا ماضي لافتا إلي أن الجماعة الإسلامية في حال رغبتها في التواجد سياسيا من خلال حزب عليها أن تقتنع بمفهوم الدولة المدنية. أما د. عمار علي حسن خبير الشئون الإسلامية والأحزاب فقال إن ظهور حزب الوسط هو خطوة متأخرة بعض الشيء خاصة أنه حزب بمثابة إحدي العربات القوية التي تجر الفكر السياسي الإسلامي وتحدثه بشكل عصري. أوضح عمار أن النظام السابق كان دائما ما يتعمد مساندة التيار المتشدد داخل الجماعات الإسلامية لاستخدامهم فزاعة للحزب كوسيلة للحفاظ علي بقائه في السلطة، غير أن الوسط لديه أفكار متطورة ترقي إلي حزب العدل والإحسان في المغرب ويقترب من فكر العدالة والتنمية في تركيا إذ يمتلك قدرة علي التفاعل مع الدولة المدنية الحديثة، لذا فإن وجوده سيجبر الإخوان والجماعة الإسلامية علي تطوير أفكارها. وشدد عمار علي أن الوسط علي ركيزتين هما فكرة المدني ومقومات قياداته وأفكارهم وبالتالي فإن منهجم لا يسمح بسيطرة جماعة إسلامية علي الحزب إلا إذا كانت أفكارهم تواكب هذا التطور. فيما قال صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة «القاهرة» إنه أحد المتحمسين لحزب الوسط باعتباره حلا لإشكالية مهمة باعتباره حزبا مدنيا يستند للحضارة الإسلامية. واعترض أبوالعلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط علي الاتهامات الموجهة له حول المرجعية الإسلامية، مشيرا إلي أن الحزب مع الدستور المدني واحترام مدنية الدولة ولا شهبة في كونه ذا مرجعية سياسية إسلامية.