◄◄ الصوفيون والجماعة الإسلامية وسلفيون وإخوان يعلنون عن رغبتهم فى تأسيس أحزاب فتحت الثورة الباب واسعا أمام تحركات الإسلاميين فى التعبير عن أنفسهم، كأحزاب منظمة، لهم برامج فى الشارع، وتحركات تجسد حالة التفاؤل التى تعيشها القوى السياسية حاليا، وأعلن إسلاميون من مختلف التوجهات عن تأسيس حوالى 8 أحزاب. لم يقتصر الأمر على الجماعات الكبرى التى لها باع فى العمل السياسى مثل الإخوان المسلمين الذين أعلنوا رغبتهم ودراستهم لإنشاء حزب سياسى جديد، بل انتقل إلى الجماعات الراديكالية التى شهدت مواجهات مسلحة ضد النظام السابق، قبل أن تجرى مراجعات فقهية، مثل الجماعة الإسلامية، كما شمل التحرك أيضا قطاعا عريضا من الحركة الصوفية المعروف عنها البعد عن السياسة وهجر الانتخابات. كما لم يقتصر على أصحاب المشروعات المعطلة من الإسلاميين أمثال حزب الوسط الخارج من عباءة الإخوان قبل 14 عاما، وحزب «الاتحاد من أجل الحرية» لمنتصر الزيات المحامى السابق للجماعات الإسلامية، وحزب الشريعة لممدوح إسماعيل المحامى، بل وصل الأمر إلى قطاع عريض من المختلفين مع تنظيم الإخوان ممن يعرفون باسم «الإصلاحيون» أو جبهة المعارضة بالجماعة، أن يعلنوا عن دراستهم لمشروع حزب جديد يتخذ مدرسة حسن البنا مؤسس الإخوان وأفكاره، كبداية لتطويرها بما يتلاءم مع روح العصر، ومن ضمن هؤلاء مختار نوح، وإبراهيم الزعفرانى، وخالد داوود، وحامد الدفراوى، وثروت الخرباوى، وهيثم أبو خليل، وعدد من النواب السابقين الذين خرجوا من الإخوان، إلا أن هيثم أبو خليل أحد الراغبين فى إنشاء الحزب، أكد أنهم منتظرون فقط لحين تعلن الجماعة وتنظيم الإخوان برنامجهم، ومشروع الحزب ومبادئه ليحددوا موقفهم من حزب الإخوان، معتبرا أنه إذا ما كان الحزب يعبر عن مطالب المصريين وروح التغيير التى تمت بما فيها تغيير رموز التنظيم، ويغير أفكارا لدى الجماعة فسيشاركون فيه، أما إذا ما كان الحزب هو امتداد للتنظيم بذات الشخوص والرموز المسيطرة منذ سنوات طويلة، فسيتخذون خطوات سريعة وجادة لإنشاء حزب جديد، يعبر عنهم وعن رؤاهم. فيما كان ممدوح إسماعيل محامى الجماعات الإسلامية السابق أسرع من تحرك من الإسلاميين لجمع استمارات عضوية لحزب «النهضة» الذى يعد تطويرا لصورة حزب الشريعة الذى تقدم من قبل إلى لجنة شؤون الأحزاب لما يقرب من عشر سنوات، وأكد أن من بين أهداف الحزب، الحفاظ على هوية مصر العربية والإسلامية، مضيفا أن لديهم حتى الآن حوالى 3500 توقيع واستمارة عضوية، ويأملون أن يصلوا 10 آلاف خلال نهاية الشهر الجارى استعدادا لتدشين الحزب بمجرد إعلان تعديل قانون الأحزاب لتكون بالإخطار. أما الجماعة الإسلامية فأعلن المتحدث الرسمى باسمها، ناجح إبراهيم، أن الجماعة لديها رغبة واتفاق فى مجلس شورى الجماعة على إنشاء حزب سياسى مدنى إسلامى، فى حالة إتاحة الفرصة للأحزاب ذى المرجعية الإسلامية، لكنه دعا الإسلاميين ألا يفكروا فى رأس الدولة حتى لا يضيعوا كثيرا من مكتسبات الثورة، وعدم تقديم ذريعة للخارج لعداء مصر، مشيرا إلى أن من مبادئ الجماعة المشاركة فى العمل العام ومجلس شورى الجماعة هو صاحب القرار. وطالب إبراهيم، الحركة الإسلامية أن تدرك أن الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية ليست مكانا للحديث عن المعتقدات الدينية أو الترويج لها، باعتباره ليس دور الأحزاب، ولكنه دور المسجد والكنيسة، أما الأحزاب السياسية فدورها يكمن فى الفعاليات السياسية، وإدارة عجلة الحياة بما يسمى فى أصول الفقه الإسلامى المصالح المرسلة، داعيا أن تعطى الحركة الإسلامية صورة صحيحة عن الإسلام، بما يدفع تخوفات الأقباط منهم وبما يدفع تخوفات الغرب، بل وإسرائيل نفسها، ، مطالبا الإسلاميين أن ينأوا بأنفسهم عن الوصول إلى السلطة الآن، وأن يجددوا شعارهم القديم «مشاركة لا مغالبة«، مبررا ذلك بأن وصولهم إلى السلطة سيضيع كل ما صنعته هذه الثورة من إيجابيات، ويؤلب كل الأعداء فى الداخل والخارج على الإسلاميين، وعلى كل ما حققته هذه الثورة من نتائج، لأن معظم أبناء هذه الثورة لا يريدون حكم العسكر. ومن جانبه أعلن منتصر الزيات المحامى تجديده إعلان حزب «الاتحاد من أجل الحرية» الذى سبق وأن جمع توقيعات وتوكيلات مؤسسيه قبل عامين، ولكنه حسب قوله تعرض لضغوط لعدم التقدم بالحزب، ولكن الآن الساحة مفتوحة حسب قوله فى التقدم بمشروع الحزب، خاصة أن برنامجه كما قال جاهز ومؤسس على الحرية والسيادة للشعب والسلطة المدنية، معتبرا أن الحرية ستعطى الصحوة الإسلامية التى بدأت فى السبعينيات، وتم كبتها لفترة طويلة للخروج من الشرنقة وحالة الجمود التى وضعهم فيها النظام السابق، مبديا تفاؤله بتنوع الأفكار الإسلامية التى تعبر عن الفصائل والحركات، بما يفيد فى إثراء التجربة الإسلامية ويعمل على تقديمها ما يفيد المجتمع، معتبرا أن لديهم فصلا كاملا فى البرنامج عن الشرعية قبل الشريعة. وعن المرجعية الإسلامية قال «المرجعية هى الدستور وما يضمنه من نص صريح عن أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع وأن مصر دولة إسلامية، وهذا كاف لتكون الشرعية والدستور معا هما أساس ومرجعية الحزب»، مضيفا أن القانون وتطبيقه وحماية ورقابة الشعب لضمان مدنية الدولة والديمقراطية أهم المرجعيات. كما أعلن 18 شيخا من مشايخ الطرق الصوفية، يمثلون 18طريقة صوفية عن رغبتهم فى تأسيس حزب سياسى ينسجم مع متطلبات المرحلة الحالية، ويستشرف المستقبل من أجل تحقيق مبدأ المواطنة تحت اسم«التسامح الاجتماعى«، يمثل تغيرا كبيرا فى طريقة تعامل الصوفيين المعروف عنهم العزوف عن العمل السياسى، إلا أن محمد علاء أبوالعزائم شيخ الطريقة العزمية أكد أن هدفهم من إنشاء الحزب بث الأخلاق وتحقيق العدالة الاجتماعية، دون الوصول إلى كرسى السلطة. وأعلن خالد الزعفرانى القيادى الإسلامى فى الإسكندرية والذى كان فى المكتب السياسى لحزب العمل فى التسعينيات أيضا عن بدء إعادة النظر فى تأسيس حزب سياسى يقوم على مبادئ الحرية والتعددية، وتكون مرجعيته الشريعة الإسلامية والدستور والقانون. كل هذا خلافا لحزب العمل المجمد منذ ما يقرب من 8 سنوات والذى يرأسه حاليا محمد عزام المحامى الإسلامى، وأمينه العام مجدى أحمد حسين.