في الفترة الأخيرة وبعد خطاب التنحي في 11 فبراير الماضي، صدر عدد من الإصدارات الصحفية المستقلة التي تؤكد علي مطالب الثورة وتدافع عنها ضد كل محاولات الالتفاف أو محاولات إحباط أهدافها. أول الإصدارات كان جريدة " جرنال" والتي وزعت مجانا في ميدان التحرير وميادين وسط البلد، وكان العدد التجريبي الأول منها في 17 فبراير الماضي، لوحظ أن طباعة العدد لم تقل جودتها عن المطبوعات بمختلف منافذ البيع، مما يؤكد علي جدية مجموعة العمل بالجريدة ذات العشر ورقات من مقاس A4. الغلاف الخارجي للجريدة مسجل عليه رئيس التحرير "سناء سيف" أما الإعداد فلقد اكتفي فريق العمل بتعريف أنفسهم "القلة المندسة"، مما يعكس عدة مفاهيم وهي نوع من التحدي لمفهوم القلة المندسة الذي ساد الأوساط الإعلامية الرسمية للدولة، إضافة علي تأكيد مفهوم العمل الجماعي، فلا يوجد ما يسمي الهيمنة أو التميز، فالتميز متروك للموضوع وللفكرة وليس حكرا علي أشخاص بأعينهم، يتصدر الغلاف عنوان رئيسي " لا حزبية ولا طائفية..عايزينها دولة مدنية"، يليها كلمة فريق العمل " القلة المندسة" كالآتي: " يوم 25 يناير 2011، بدأ الشارع المصري في التحرك للمرة الأولي منذ أكثر من 30 عاما بقيادة شباب مصر. نحن مجموعة من الشباب عاصرنا التغيير الذي حدث لنا وللآخرين داخل وخارج ميدان التحرير ضمن أحداث هذه الثورة، قمنا بمهام مختلفة: أعمال نظافة، تنظيم مرور، حراسة محلات تجارية..الخ، تحولنا من شباب عادي يهتم بأمور حياته اليومية إلي "ثورجية". وبعد كل ما شاهدناه من استخدام الإعلام كأداة للتشويش و التضليل، قررنا إصدار هذه الصحيفة بجهودنا الشخصية، لنحارب من خلالها سوء استخدام الإعلام..وبخاصة الإعلام الداخلي..فهدفنا هو ضمان حرية التعبير الكاملة التي حرمنا لأكثر من 30 عاما". في داخل الجريدة تنوعت الموضوعات والتي كان أهمها حوار مع والدة "خالد سعيد" أحد أيقونات الثورة، والذي تم عرضه مكتوبا باللهجة العامية، وتنوعت الأبواب فيما بعد والتي كان أحدها " ذكريات الشباب"، المهتم بكتابات الشباب عن يومياتهم بالميدان او ما أطلقوا علي بعضها "مغامرات"، اختتمت الجريدة بجدول أسماء الشهداء جميعا وصفحة الفيس بوك للجريدة، ومن الملاحظ ندرة الصور الفوتوغرافية المصاحبة للموضوعات المختلفة بالجريدة. علي مستوي آخر من الإصدارات موقع جريدة "الثوار" الإلكتروني، والذي بدأ من أيام قليلة ويبدو أكثر احترافية صحفية، نظرا لمشاركة بعض الصحفيين الشباب من الأسماء التي ظهرت بالوسط الصحفي مؤخرا ومسجلين تحت اسم "ثوار الجريدة" مثل: لمياء مختار، علا الساكت، إياد حرفوش، وائل نوارة و طه عبدالمنعم. تنوعت أبواب الجريدة ما بين الصفحة الرئيسية، أخبار عاجلة، تحقيقات وقضايا و قراءات، من أبرز أبواب الجريدة "دستور جريدة الثوار" الذي يقول مقتطف منه: " ثورتنا لم تقم وراء إزالة رئيس جمهورية ، أو المطالبة برحيل رئيس الوزراء ، بل قامت من أجل تحقيق ثلاث مطالب أساسية : تغيير - حرية - عدالة إجتماعية ! لذا فرؤيتنا للجريدة حاضرا و مستقبلا نري فيها ضرورة ملحة لمحاولات تطبيق هذه الأهداف و مساعدة الثورة للمضي قدما نحو هذه الأهداف الأساسية ! قد يري البعض أننا نتسرع في تحقيق الأهداف ، وقد يري غيرهم أننا لا نأبه لمصلحة الوطن ، وبينهما نجد كثيرين يزعقون مناديننا بالتوقف و الرحيل ! لسنا متسرعين في تحقيق الأهداف ، ولا نحن بمن يتحرك غير ناظر لمصلحة الوطن ، ولن نتزحزح قيد أنملة عن مطالبنا التي تعبر عن الشعب المصري بكافة طوائفه . أما عن جريدتنا ، فالصحافة أمانة و سلطة رابعة لها قدسيتها الخاصة التي يجب أن تُحترم ! لذا فنحن نحترم قوانين الصحافة الحرة ، جعلناه دستورنا الشخصي في الحياة الصحفية المهنية ، آملين أن تكون بداية عهد جديد لصحافة حرة مستقلة عن أي دوافع أو أهواء شخصية".