لم يضع لمعرضه عنواناً كما تعودنا فى معارض الفنانين، لانه لا يحاكى موضوعاً محددا مباشرا، بل عبر عن فكرة إنسانية تدور حول تواصل البشر رغم وجود متنافضات بينهم، عبر عن هذا التواصل من خلال عده تجليات للعنصر الإنسانى، هذه الفكرة الانسانية لا تأتى إلا من فنان يمتلك أدوات التعبير الفنية والوجدانية، وهذا التواصل البشرى له مساحة مفتوحة لا تنتهى فى التعبير عنه، ترك لوجدان وعقل المتلقى مسئولية إدراك المضمون، وهذه المسئولية فى قراءة الأعمال الفنية نقدياً وحسياً تكمل التجربة الفنية التى تتكون من (الفنان – العمل الفنى – المتلقى)، وعلى كل مشاهد ومتلقى للعمل أن يقرأها بحسب ما وقع عليه من تأثير للعمل الفنى، كما حدد ان يكون العنصر البشرى «المرأة والرجل» هما العنصر الوحيد فى لوحاته التصويرية، وليس عنصرين منفصلين جعل كل منهما يكمل الآخر شكلاً ومضموناً، جاء ذلك فى الأعمال التصويرية للفنان التشكيلى هشام نوار المقيم بمركز سعد زغلول الثقافى (متحف بيت الأمة)، حيث عرض الفنان 20 لوحة تصويرية، المعرض مستمر إلى يوم 10 إبريل. هشام نوار ورغم أن الأعمال قد رسمها الفنان على فترات زمنية متباعدة لكنهم جميعا يربطهم رابط إنسانى سيطر على الفنان ويتحكم هذا الرابط فى وجود تنوع مع الوحدة الفنية والفكرية، الفنان صاغ حواراً بين الرجل والمرأة فى عدة حالات إنسانية منها حالة تكامل وتوحد، وحالة تفتت وتماسك فى آن واحد، وحالة صعود وهبوط شكلاً وإيحاء بالاتزان، بعض شخصيات اللوحات ساكنة صارخة تتحرك ببطء وصعوبة واعطاها شحنة تعبيرية عاطفية جاءت واضحة بعدم الإكثار من التفاصيل الشكلية، والبعض الآخر للمرأة وهى تبحث عن التحرر من القيود والتجرد من الواقع حتى لا تبدو مهمشة فجعلها الفنان بطله لجوهر العلاقة الإنسانية وبالتالى بطلة فى اللوحات تفصح عن كيانها بكبرياء ووصف ذلك باضافه بعض الاستطالة فى الاجساد والانحرافات الشكلية وحذف بعض التفاصيل التى تعوض وصل المضمون الى الملتقى، كما وصف العديد من المتناقضات الانسانية، ولولا كل هذه المتناقضات ما كان يمكن أن يتكامل الرجل والمرأة هكذا الطبيعة الإنسانية. المعالجات الفنية التشكيلية فى لوحات الفنان المعروضة أقرب إلى الفكر التجريدى النحتى، وكما نعلم فإن الفنان قدم العديد من المعارض الفنية لأعمال نحتية، ويجد فى الاسلوب التجريدى والاختزال والتبيسط العميق فى بعض التفاصيل مساحة كبيرة من حرية التعبير وترجمة المشاعر وأحداث تأثير وتوزان بين العناصر الإنسانية، العنصر البشرى للرجل والمرأة اختزاله فى شكل فنى واحد يمكننا أن نطلق عليه قطعة نحتية نفذت بأسلوب فنى تصويرى، ومن خلف هذه القطعة التصويرية مساحة لونية أحيانا صامتة وإحيانا صادمة وفى اغلب الاحيان محيرة وابتعد ايضا عن التدريج اللونى النمطى، ويصعب على المشاهد ان يفصل بين الرجل عن المرأة شكلاً لكنه سوف يجد بداية لشكل وتفاصيل المرأة الجسدية ينتهى الشكل بوجود بعض مساحات توحى بوجود الرجل، أما الأسلوب الفنى للون فى الاعمال فهو لم يفصل عن المضمون الانسانى ابتعد الفنان تماما عن الالوان الصريحة والقوية الضوء بل استخدم الألوان الممزوجة بالصفة الدرامية فى تجاور الألوان الترابية والتى اغلبها من الدرجات البنى والازرق الهادى المطحون قهراً.