الأزمة الأوكرانية تطغى على منتدى لاهاى للأمن النووى

رغم العقوبات الغربية على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا، لايزال الدب الروسى يفرض سياسة الأمر الواقع على أوكرانيا.. وحذر الجنرال الأمريكى فيليب بريدلوف القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلنطى «الناتو» فى أوروبا من أن قوة روسية كبيرة توجد على الحدود الشرقية لأوكرانيا وأضاف أنه يشعر بالقلق من أن تهدد القوة منطقة ترانسيستريا الانفصالية الواقعة فى مولدوفا.
وقال الجنرال بريدلوف فى ندوة نظمها صندوق جيرمان مارشال فاند البحثي القوة الروسية الموجودة على الحدود الأوكرانية الأن ناحية الشرق كبيرة جدا ومستعدة للغاية»، مضيفًا أن الحلف قلق للغاية بشأن تهديد ترانسيستريا، موضحًا أن موسكو تتصرف بصفتها ند وليس كشريك
وعلى الفور علق قال أناتولى أنتونوف نائب وزير الدفاع الروسى إن روسيا ملتزمة بالاتفاقيات الدولية التى تقضى بتحديد حجم القوات العسكرية قرب حدودها مع أوكرانيا.. ونقلت وكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية عن أنتونوف قوله «تلتزم وزارة الدفاع الروسية بجميع الاتفاقيات الدولية التى تنص على تحديد حجم القوات فى مناطق الحدود مع أوكرانيا».
وقد افادت وسائل الإعلام أن القوات الروسية سيطرت على جميع السفن الحربية الأوكرانية وآخرها السفينة «سلافوتش» اكبر سفن أوكرانيا الحربية وكذلك السيطرة على الغواصة الوحيدة التى تمتلكها أوكرانيا.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس الأول أن العلم الروسى يرفرف حالياً فى نحو 147 مؤسسة عسكرية فى شبه جزيرة القرم، وأن الأسطول الروسى فى البحر الأسود استولى على عشرات القطع البحرية بينها الغواصة الأوكرانية الوحيدة الرابضة قرب ميناء سيفاستوبول.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى لورا لوكاس ماجنوسون إن البيت الأبيض اطلع على تقارير تفيد بأن قوات الدفاع الذاتى الموالية لروسيا اقتحمت قواعد عسكرية فى القرم. وأضافت أن الجيش الروسى سيكون مسئولا بشكل مباشر عن أى خسائر بشرية تلحقها قواته بأفراد الجيش الأوكراني.
فى السياق ذاته أعلنت المخابرات الأوكرانية القبض على مجموعة مسلحة بمدينة أوديسا كانت تخطط لاقتحام إحدى القواعد العسكرية فى المدينة.. وطلب الرئيس الأوكرانى المعين ألكسندر تورتشينوف من رئيس الوزراء الكندى ستيفن هاربر دعماً عسكرياً، معتبراً أن كندا شريك استراتيجى لأوكرانيا لضمان سلامة القوات الأوكرانية فى شبه جزيرة القرم بعد سيطرة موسكو على مؤسسات عسكرية فيها دوليًا أعلن وليام هيج وزير الخارجية البريطانى فى مقال نشر على موقع صحيفة» التليجراف» البريطانية إنه يجب على بريطانيا وحلفائها التفكير فى فرض قيود دائمة على مبيعات السلاح فى إطار علاقة جديدة مع روسيا فى أعقاب الضم «المشين» للقرم.
وأضاف: إن هذا سيتضمن أن تكون روسيا خارج بعض المنظمات الدولية وأن تواجه قيودا دائمة على التعاون العسكرى ومبيعات السلاح وأن يقل نفوذها على باقى أوروبا.. والمتوقع أن تطغى الأزمة الأوكرانية على قمة لاهاى لمنتدى الأمن النووى لمجموعة السبع الذى يعقد اليوم وغدًا بهولندا، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما دعا نظرائه من ألمانيا وبريطانيا وايطاليا وكندا وفرنسا واليابان والاتحاد الأوروبى إلى المشاركة فى هذا الاجتماع وسيحاول إقناعهم بفرض عقوبات جديدة على روسيا. ويشارك فى المنتدى أكثر من خمسين من رؤساء وقادة العالم لبحث سبل تفادى شن هجمات إرهابية نووية فيما، أعلن رئيس الوزراء الروسى ديميترى مدفيديف أن حجم الديون المترتبة على أوكرانيا لروسيا يبلغ نحو 16 بليون دولارسواء ديون حكومية وديون شركات. وأكد مدفيديف خلال اجتماع مجلس الأمن الروسى بحضور الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا لا تنوى التفريط بهذه الأموال نظرا لأن ميزانيتها تمر بمرحلة صعبة وهى أحق بهذه الأموال من أوكرانيا.
فى المقابل دعا رئيس وزراء القرم سرجى أكسونوف فى خطاب له على التليفزيون القرمى شعب أوكرانيا إلى محاربة توجهات السلطات الجديدة فى كييف بشأن الشراكة مع الاتحاد الأوروبى الذى سيؤدى بالشعب الاوكرانى إلى ارتفاع الضرائب والفقر والبطالة حسب تعبيره.
وأكد دعمه الكامل للاحتجاجات التى تنتشر فى شرق أوكرانيا ضد سلطات كييف وتأيدا للإنضمام إلى روسيا. و كرر أكسونوف هجومه على السلطات فى كييف وسمّاها بالمتعصبة والنازية.