وسط أكوام القمامة تعيش مجموعة من البشر اتخذوا من القمامة مكسباً ومأوى مما أدى إلى تحويل الإسماعيلية من عاصمة الجمال وباريس الصغرى إلى تلال من القمامة بالشوارع الرئيسية بل وفى نهر الطريق على مسمع ومرأى من جميع الجهات المعنية. «روزاليوسف» التقت عدداً من نباشى القمامة فى الإسماعيلية إبراهيم على «نباش» يعمل فى هذه المهنة منذ صغره نتيجة عدم حصوله على فرصة عمل ومسكن مناسب مطالبا بفتح مصانع مقننة لتدوير القمامة بدلا من محاربتهم.
وتتساءل فاطمة عبد الغفار عن الجرائم التى يرتكبها نباشو القمامة مؤكدة أن مهنة النباشين تستحق الاحترام والتقدير وذلك لمساعدتها فى حل ازمة القمامة التى انتشرت فى الشوارع.
وطالب بتأسيس نقابة للنباشين لحمايتهم والدفاع عن حقوقهم وتوفير الحياة الآمنة لهم بدلاً من العيش على الزبالة ووسط اكوام القمامة.
يطالب أحمد فرغلى بأن تتركهم الحكومة فى حالهم وعدم مطاردتهم بدون أن توفر لهم مصدر رزق آخر، مؤكداً ان مشكلة انتشار النباشين بأعداد متزايدة وسط المدينة تعود إلى الحكومة فى عدم توفير فرص عمل لقطاع كبير من الشباب مما يضطرهم للجوء إلى البحث عن رزق حلال بأى طريقة، وتابع: إن النباشين يعانون من سطو البلطجية عليهم وفى احيان كثيرة يتعرضون الى تجارة الأعضاء البشرية كل هذا واكثر.
ويلفت يوسف عبد الله يسكن بمنطقة حى السلام إلى أن مشكلة النباشين تكمن فى عدم إدراكهم خطورة تعاملهم المباشر مع القمامة، موضحاً أن أكوام القمامة تعتبر قنابل موقوتة وسط الشوارع الرئيسية للمحافظة لما تحمله من أمراض والحشرات والقوارض التى تسكنها مما يشكل بؤرة تلوث متنقلة بين الاهالى، وتابع: إنه على المسئولين والجهات المعنية بالمحافظة احتواء النباشين لحل ازماتهم أولاً قبل ردع القوانين الصارمة ضدهم هذا بالإضافة إلى أن محاولة الاستفادة منهم بصورة إيجابية بدلاً من محاربتهم.
كما يطالب اشرف محمود من منطقة الإرسال بقيام الجمعيات الأهلية بدورها تجاه هذه الفئة فى إعادة تأهيل النباشين وفق مهن يكسبون من خلالها رزقهم ويبتعدون عن العمل فى جمع مخلفات القمامة لبيعها بهدف التربح من ورائها التى تصيبهم بكثير من الأمراض المعدية التى تؤثر على الاطفال الذين يجبرون على الخروج لهذا العمل غير الآدمى.
من جانبه يؤكد رئيس مركز ومدينة الإسماعيلية ان ظاهرة النباشين انتشرت بالإسماعيلية فى الآونة الأخيرة بنطاق حيى أول وثالث مستغلين حالات الانفلات الأمنى التى تعانى منها البلاد.
وتابع: إن الجهات التنفيذية بالمحافظة تهاجم هذه الظاهرة عن طريق زيادة ورديات تجميع القمامة من الشوارع لتقليل فترة تواجدها أمام النباشين مضيفاً: إنه كانت هناك محاولات لتقنين اوضاع النباشين، عن طريق تشغيلهم كعمال نظافة بالاحياء لكن الأمر قوبل بالرفض منهم لتحقيقهم مكاسب خيالية من بيع القمامة للتجار.
