يعد ملف القمامة والنظافة بشكل عام إحدى الملفات الخمسة والتى تبناها الرئيس مرسى بالعمل على حلها خلال ال100 يوم الأولى فى عهد ولايته لعرش مصر. علي الرغم من مرور 3 أضعاف المدة المقترحة فى برنامج الرئيس إلا أن وعوده تلاشت وتطايرت كالدخان وأصبحت محل سخرية من المواطن المصرى لعدم تنفيذها . مشكلة القمامة والنظافة بشكل عام فى مصر ذات قيمة عليا في حياتنا ومن الواجب معرفة من المسؤول عنها السلطة المحلية (البلدية) أم المواطن أم الأثنين معاً قضية تطرح نفسها بعد مرور مايزيد عن 300 يوم على وعد الرئيس بحل مشكلة النظافة ومازالت المشكلة قائمة . فيأتي دور البلدية والأقسام التي تختص بالبيئة والنظافة في البداية ومن جهة أخرى المواطن لأن السلطة المحلية لديها الميزانية الكافية من الدولة لتحقيق وصنع مدينة جميلة ومميزة ذات رونق خاص ومميز وبالتالي يأتي دور المواطن بالحفاظ على أعمال البلدية وعدم التخريب والحفاظ على مدينته وعلى جمالها ونظافتها ورونقها الخاص ولكن يبدو أن غالبية المسئولين تعودوا علي تجاهل معاناة المواطن وعدم الإنصات إلي صرخاتهم بصورة جعلت آفة التراخي واللامبالاة تتفاقم يوماً بعد يوم لكن هناك أوضاع خاطئة لا يجب السكوت عليها لأن النتيجة الحتمية ستكون كوارث. تشهد محافظة المنيا أخيرا أزمة خطيرة في إنتشار القمامة بمختلف مناطقها وتقف هذه الأزمة حائلا أمام عمليات التطوير والتجميل والنظافة الإجبارية التي يتحملها أبناء محافظة المنيا داخل شوارع المدينة التي عادت إلي سابق عهدها لتغرق في أكوام القمامة بالرغم من أن معدات النظاقة أصبحت مكدسة في مخازن الأحياء والمدن مما يدل علي القصور الشديد من قبل الدكتور مصفى عيس محافظ المنيا والمنوط به قيادة الحكم المحلى بكافة قطاعاته وتوجيهه لتلك المشكلة . تنتج المنيا وحدها قرابة 15 ألف طن قمامة يوميا قد يصل سعر الطن منها إلى 3000 جنيه نظرا لإحتوائها على مواد ومكونات يمكن أن تقوم عليها عدة صناعات هامة مثل إنتاج الكحول والخل والغازات أي يمكن للطن الواحد أن يوفر فرص عمل ل 8 أفراد على الأقل مما يعني أنه يتيح توفير 120 ألف فرصة عمل من خلال عمليات الفرز والجمع والتصنيع. وذلك وفقاً لدراسة علمية أجراها معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة في مصر ويعد توقف مصنع إعادة تصنيع المخلفات والقمامة بمدينة المنياالجديدة أحد عوامل تكدس القمامة بعد فشل المحافظ فى تشغيلة وبكامل طاقتة وإلتفاتة فقط لأخونة قطاعات المصالح الحكومية كخطة محكمة ومطروحة بقوة فى خلال تلك الأيام. فلا يكاد تذهب إلى حى من الأحياء الشعبية بالمحافظة إلا وتجد القمامة تنتشر بشكل غير لائق بمحافظة قد أطلقوا عليها اسم عروسة الصعيد فمن يقبل بعروس شاخت. وتنتشر القمامة بمختلف الطرق وتتراكم علي هيئة أكوام خاصة علي امتداد الترع والمصارف والأنهار ببعض قري ومراكز المحافظة والغريب أن معظم الأراضي التي تقع داخل الكتل السكنية كمتخللات يعتبرها بعض الأهالي كمقلب للقمامة ويعتبرونها وسيلة سهلة تخلصهم من القمامة. ويرجع السبب في انتشار القمامة لهذا الحد إلي تقصير المسئولين بالمحليات وبعض السلوك الخاطئ لبعض المواطنين بأن يتركوا صناديق القمامة ويلقوها خارجها. أشار بعض الأهالى بمركز أبو قرقاص إلى أنه كان يتم تحصيل رسوم نظافة شهريا من الأسر على شكل مجموعات أسرية تضم 500 أسرة حتى امتنع الأهالى عن دفع تلك الرسوم وأوضح الأهالى أن تراكم أكوام القمامة أصاب الأطفال بالأمراض المعدية والصدرية والفيروسات وإعاقة سير أهالى القرية إلى عملهم وحقولهم على الرغم أن أبو قرقاص قد حصلت على أجمل مدن المحافظة منذ أعوام تحولت مقالب القمامة بقري ومراكز المحافظة إلي قمم سرطانية تنطلق منها سموم تنهش صدور المواطنين فضلا عن الفئران والثعابين والحشرات الضارة والتي باتت تسكن المنازل بدلا من أهالي المنطقة ومما يزيد الطين بلة أن مسئولي الوحدات المحلية يصدرون فرمانات بحرقها في مقالب مخالفة للاشتراطات البيئية بدعوي أنها علي أملاكها أو تغض نظرها عن قيام الأهالي بحرقها بنواصي الشوارع. يؤكد محمد عابدين من أهالى أبو قرقاص أن كافة الشوارع تخلو من صناديق جمع القمامة مما يضطر الأهالي إلي وضع الأكياس المملوءة بالقمامة في الأماكن الفضاء وربما علي نواصي الشوارع أمام المنازل مما قد يؤدي إلي حدوث مشاجرات أو أمام المصالح الحكومية والمدارس الأمر الذي يجعلها مأوي لخلايا وأسراب الحشرات من الذباب والبعوض والزواحف القوارض وكذا القطط والكلاب الضالة التي تنقل الأمراض والأوبئة بين المواطنين ولو كانت هناك عدالة وإنصاف لتمت إقالة المحافظ واختيار آخر بديل يراعى حقوق المواطن المنياوى فى العيش عيشة نظيفة خالية من الأمراض. يضيف سمير العابدى مقيم بقرية طوخ الخيل إلى أن سلوكيات بعض المواطنين تزيد الأمر سوءاً فبمجرد أن يجد البعض كوماً من القمامة على أحد جوانب الطريق يضيف إليها المزيد من القمامة حتى تصبح أكواماً، وعندما طلب من أحد الأشخاص عدم إلقاء قمامته فى الشارع للمحافظة عليه كانت إجابته خليك فى حالك. وتقول سميحة محمد توفيق صاحبة محل بمنطقة السلخانة بمدينة المنيا أن الحى دائما يطالب بسرعة إزالة المخلفات من الطرقات و نقل صناديق القمامة بعيدا عن وسط المازل و الطريق العمومى و لكن لا حياة لمن تنادى فالوضع كما هو منذ سنوات و تعمد المسؤلين وتكاسلهم هو السبب. أضافت أن مقالب الزبالة التى تنتشر بجانب المدارس و خصوصا بجانب مدرسة السادات الإبتدائية والإعدادية جعلت التلاميذ يضجرون من الروائح العفنة التى تدخل إليهم عبر شرفات المدرسة و هذا أمر لا يليق تماما بمدرسة بها مئات الأطفال و التلميذ و التى تتأثر صحتهم و أبصارهم سلبيا بهذه المخلفات. من جانب آخر قال سيد أحمد حسن موظف مقيم بحى أبو هلال أن هذه المشكلة لا يجب الانتظار عليها أكثر من ذلك لإنها مشكلة فى غاية الخطورة فأين التعامل الأدمى مع أكثر من 500 ألف أسرة تسكن هنا معرضة للإصابة بالأمراض الوبائية والتى تكلف الدولة أعباء مالية للعلاج لذا نطالب الرئيس مرسى باتخاذ إجراءات فاعلة وحاسمة لمنع تراكم القمامة بالشوارع. مؤكدا أن منطقة أبو هلال هى الأكثر ظلما فى نقص الخدمات بالمحافظة من الجانب البيئى و الأمنى و الصحى فبجانب انتشار المخلفات فى كل مكان تجد بقايا المخلفات المستخرجه من تحت الأرض عند الحفر لعمل مواسير الغاز الطبيعى حيث لا تزيل الحكومة معظم هذه البقايا و تم تكسير الطرقات شمالا و جنوبا و لايتم إعادة الرصف بشكل يلائم الملايين التى تسكن هنا. من جانب آخر أشار الدكتور عبدالهادى مصباح أستاذ المناعة بجامعة المنيا أن تراكم القمامة لفترات طويلة يؤدى إلى مخاطر صحية جسيمة، ومنها الإصابة بأنفلونزا الخنازير والطيور وأن إحراقها يؤدى إلى تدمير جهاز المناعة. وأكد أن إحراق القمامة يتسبب فى العديد من أمراض الصدر والتسمم نتيجة استنشاق دخان المخلفات لما تحويه من عناصر فلزية ورصاص وزئبق الموجودة فى الأدوات والمعدات الإلكترونية وأوضح أن تراكم هذه الروائح على المدى البعيد يسبب تدمير المناعة ويصبح الإنسان عرضة لأمراض الحساسية والأورام.