أقام «المقهى الثقافى» حفل تأبين الأديب الراحل قاسم مسعد عليوة بمشاركة مجموعة كبيرة من أدباء ومثقفى مصر ممن ربطتهم بالراحل علاقات وثيقة قال شعبان يوسف الذى أدار الحفل، نحن اليوم فى حضرة الحاضر الغائب الحاضر دوما بنضاله وكتاباته التى تبث فينا الحياة، بإصراره على تحقيق حلمه فى رؤية وطن حر وثقافة خلاقة تنهض بهذا الوطن، فقاسم النابض بالحياة كان إنسانا استثنائيا بكل ما تعنيه الكلمة، عاش مناضلا فى ساحة الثقافة فكان بحق نموذجا لا يكرر للمثقف العضوى المهموم بقضايا الوطن. أما الكاتب محمد سيد عيد فقال: كان يرى أنه على المثقف أن يكون له دور فاعل فى الحياة الثقافية والعامة ولا تنتهى علاقته بالحياة الثقافية عند حدود الورق، كان يؤمن بالحرية وبضرورة إرساء القيم الديمقراطية على القواعد المنظمة للعمل الثقافي، ففى المؤتمر السادس لأدباء مصر الذى أقيم فى بورسعيد ناضل ليجعل أمانة المؤتمر بالانتخاب، وبعد سنة من الكفاح تحقق مسعاه وكان قاسم مسعد عليوة هو أول أمين عام يأتى بالانتخاب. وأخذنا الشاعر أحمد عاطى مصطفى قال: التقيته للمرة الأولى فى السجن الحربى يوم الثلاثاء 26 مايو سنة 1969، وكان قاسم يعمل جنديا فى السجن، تعرفت عليه وأذهلتنى قدرته على احتواء الآخرين، لم يبخل على أحد بوقته ومشاعره، هون على وحشة السجن، أخذنا الحديث عن الإبداع والكتابة عندما عرف أننى أكتب، نجلس ساعات طوال نناقش كتاباتنا الأولى، وفى ذكرى ثورة 23 يوليو مثلنا أول مسرحية كتبها قاسم فى هذا السجن الذى شهد بدايات مشروعه الأدبى وهناك بدأ يكتب القصة أيضا. كان نموذجا لا يكرر فى النبل والإنسانية الفياضة، لى معه كم هائل من الذكريات. أما الشاعر أحمد سليمان فقال: كان له فضل كبير فى رعاية موهبتى منذ بدايات تفتقها، عرفنى بالعديد من الأدباء الكبار ومنذ ذلك الحين لم أفارقه لحظة واحدة، لم يكن قاسم يمكث فى منزله بقدر ما يتجول فى جميع كفور ونجوع مصر كأنه يبحث عمن يحتاجه ليقدم له يد العون، عندما أذكر قاسم يطل على الإنسان قبل المبدع. لا أنسى يوم الحادثة الشهيرة عندما طاردت قوات الأمن أدباء بورسعيد، خبأ قاسم على السلامونى وفؤاد حجازى فى بيته، لم يخشى المساءلة وواجه الأمن بشجاعة بالغة أودت به إلى السجن. بينما أوضحت الكاتبة ابتهال سالم أن قاسم مسعد عليوة كان عاشقا لمحبوبته بورسعيد التى تنتمى إليها وحين زارتها فى جنازته، شعرت بأن المدينة كلها تبكيه، فمن فرط عشقه لها كتب عنها كتاب «المدينة الاستثناء» الذى يعد من أهم ما كتب فى أدب المقاومة، كان صديق حميم جدا عشرة الكفاح معه طويلة، هو الذى شارك فى حرب 56 كان يكتب الشعارات الداعمة للمقاومة والمنددة بقوات الغزو ويعلقها، وقضى فى سلاح المشاة سبع سنوات من شبابه، تمرغ أثناءها بتراب الوطن وتوضئ بنيران الحرب، ومن خلال هذا السلاح عايش نكسة يونيو 1967م. بمنطقة التل الكبير، وشارك فى حرب الاستنزاف فى منطقة البحيرات المرة ومتطوعاً بقوات الدفاع. كان قاسم نموذجا فريد فى وطنيته وإخلاصه لهذا البلد ولفنه وثقافته. وآثر الشاعر مسعود شومان أن يتحدث عن قاسم مسعد عليوة الأديب والباحث وقال: له آثار عظيمة خلفها لنا فى الأدب، خاصة دراساته النقدية التى اهتمت بالفلكلور فى سيناء، وتوثيقه للسير الخاصة بعناصر الفن البورسعيدى والأغانى الشعبية وأغانى المقاومة التى شاعت إبان حرب الاستنزاف، فضلا عن نضاله من أجل إيصال صوت أدباء الأقاليم فى المحافل الثقافية، وأذكر أننى عندما أعددت كتاب « ذاكرة مؤتمر أدباء مصر» تكشف لى بالإحصاء أنه أكثر الباحثين مشاركة فى الأبحاث الثرية التى قدمها فى المؤتمر.