لا يعرف قيمة "روزاليوسف" الحقيقية إلا من يعمل فيها، أو من يقترب منها. ولقد اقتربت من "روزاليوسف" بشكل تدريجي.. بداية من كتابة مقالات متفرقة بالمجلة، ثم بكتابة مقال أسبوعي بالجريدة منذ صدورها، وسرعان ما تحول الأمر إلي كتابة عمود يومي. وهو الأمر الذي أربكني بشدة في بدايته بعد أن قرر الصديق العزيز عبدالله كمال (رئيس التحرير) ذلك وأبلغني به. شجعني الصديق المحترم أسامة سلامة علي البدء في كتابة العمود اليومي.. بل واقترح العديد من الموضوعات التي أهتم بها لتكون بداية كتابة العمود اليومي. وتعرفت في ذلك الحين علي صديق آخر (جدع جداً) هو محمد جمال الدين. وبدأت الكتابة اليومية.. وتطور العمود الذي اخترت أن يكون عنوانه (قلم حر) - للإعلان عن استقلاليتي وتمسكي بها - من التنظير الفكري والسياسي إلي التفاعل المجتمعي اليومي بشكل تدريجي جعلني أخصص يوم الأحد من كل أسبوع لرصد وتحليل ما يحدث في المجتمع المصري من أحداث أو مواقف مع المواطنة وضدها.. وهو ما تجاوزت فيه الجانب الديني إلي جوانب أخري متعددة تتعلق بالحقوق والحريات الفردية والجماعية. فضلاً عن التفاعل مع رسائل القراء ومشاكل المواطنين الذين كثيراً ما استجاب المسئولون لحلها. حفزني علي كتابة هذا المقال ما كتبه صديقي محمد حمدي أمس وأمس الأول في عموده (يوميات مواطن) تحت عنوان «أبناء روزاليوسف في الشدة».. الذي أشاد فيه بشباب الصحفيين في "روزاليوسف". خاصة لأن ما كتبه ذكرني بحوار دار بيني وبين أسامة سلامة يوم الجمعة الماضي عن أحوال "روزاليوسف" الجريدة والمجلة هذه الأيام. حيث قال لي إن محمد هاني ومحمد حمدي هما أبطال "روزاليوسف" الآن.. لحرصهما الشديد علي أن يصدر الأول المجلة، ويصدر الثاني الجريدة. وأود أن أشيد هنا بهما ليس فقط لصداقتي معهما، ولكن أيضاً لما يتسمان به من مهنية إعلامية وحرفية صحفية متميزة.. فمحمد هاني صديقي العزيز جداً الذي كنت أزعجه دائماً مع كل مقال جديد للمجلة لحرصي علي أن يكون دقيقاً بالتغيير فيه إلي اللحظات الأخيرة. ومن الطريف في معرفتي بمحمد هاني الذي نشترك معاً في الاسم وفي الشكل والملامح للدرجة التي جعلت سائقه يختلط عليه الأمر بيني وبينه ذات مرة، كما اختلط علي المخرج خالد يوسف مرة أخري في صالون قناة المحور قبل دخولنا علي الهواء مباشرة مع معتز الدمرداش في برنامج 90 دقيقة. أما محمد حمدي.. فكانت بداية علاقتي به للمرة الأولي في برنامج (حالة حوار) حينما استضفنا د.عمرو عبد السميع في حلقة خاصة عن المواطنة. كما عملنا معاً إعلامياً منذ 5 سنوات تقريباً، حيث لاحظت فيه دائماً حرصه علي العمل الذي يرتبط بحرصه علي علاقته بأصدقائه وزملائه ممن يعملون معه. وهو ما يترجم في العديد من مقالاته المعبرة عن الإنسان المصري. تذكرت كل ما سبق.. بسبب "روزاليوسف" التي تحتاج إلي العديد والعديد من المقالات لتقييم تجربتها وفضلها لكل من شارك فيها بشكل حقيقي.