كشفت مصادر عن انقسام حاد تشهد جماعة الاخوان المسلمين بين اعضاء التنظيم خارج السجون حول مستقبل الجماعة والسيناريو المقترحة للتعامل مع أزمتها الراهنة فيرى فريق متشدد ان الافضل للاخوان الآن ان تواصل عمليات العنف لتوجيه ضربات للاقتصاد المصرى للتأثير فى المعادلة السياسية خاصة لأحداث نزيف يوميا فى الاقتصاد يجعل الدولة تعتمد عن مواصلة فى فرض حظر التجوال والطوارئ لان الاستمرار هو ما يجعل الشارع ينقلب على النظام الحالى ويرى مؤيدو هذا التيار داخل التنظيم ان الدول الخليجية دعمها للنظام الحالى دعم استهلاكى يوفر الضروريات ولكن ذلك الدعم لن يوفر فرص تنمية او تحسين دخول الناس وتوفير وظائف من خلال مشاريع كبرى ولن يستمروا فى الدعم اكثر من عام ويحاول انصار هذا التيار اقناع الجماعة به حتى لو اضطرت الى حمل اعضاء التنظيم للسلاح خاصة ان تدهور الامن يؤدى لتدهور الاقتصاد بشكل طردى. بينما يرى فريق آخر وهو الغالب فى التنظيم ان يحاول الاخوان من خلال تدخلات عربية او اجنبية الوصول الى مفاوضات للمصالحة والوصول الى مبادرة يحصل فيها الاخوان على بعض المكتسبات على رأسها خروج قيادات التنظيم والسماح بالعمل فى الشارع والمشاركة فى الانتخابات القادمة ويدعم هذا الاتجاه من قيادات التنظيم د.محمد على بشر وزير التنمية المحلية السابق ود.عمرو دراج وزير التخطيط السابق ويرى اصحاب هذا الاتجاه ان وجوده فى الحياة السياسية يتيح لهم اعادة ثقة الشارع فى التنظيم خاصة ان هناك تعاطفاً مع الجماعة الآن بعد الاحداث الاخيرة خاصة فى الصعيد ..فيما يرى اصحاب الاتجاه الثالث الغالب عليه فكر العمل السرى ان الحل الاختفاء عن الساحة والنزول تحت الارض حتى تحافظ الجماعة على ما تبقى لها فى الشارع من رصيد وتخرج من المشهد بصورة المظلوم المضطهد معتبرة ان مشاركة الجماعة فى اى استحقاق ديمقراطى يعطى شرعية للنظام الحالى وعزل لمرسى وانهم لن يحصلوا على نسبة كبيرة فى اى انتخابات مما يحولهم الى ديكور فقط رافضين فى الوقت ذاته رفع السلاح لان والدولة لن تسمح لاحد بأن يرفع السلاح ولايوجد صرع بين دوله وفصيل وينتصر الفصيل. ويؤكد اصحاب هذا الاتجاه ان وجود الاخوان خارج المشهد يجعلها تحدد الوقت المناسب لخروجها بعد ان تعيد اوصال التنظيم التى تفككت مع الضربات الامنية متوقعين ان يكون ذلك قريبا فى حالة صدام القوى الثورية مع النظام الحالى وفى حالة اجراء الانتخابات الرئاسية فسيتم التفاوض مع الرئيس الجديد وقتها يكون التنظيم اقوى فى التفاوض. ورغم ان أياً من السيناريوهات القادمة لم تحسمه الجماعة لعدم وجود شخص واحد يقودالجماعة الآن بالاضافة الى عدم وجود اتصالات قوية بين القيادة المركزية ومسئولى المكاتب الادارية الآن بعد القبض على قيادات الصف الاول. د.كمال الهلباوى القيادى الاخوانى السابق توقع ان ينفصل مجموعة من الاخوان من اصحاب الاتجاه الاول ويحملون السلاح متباكين على ماحدث فى ميدانى رابعة والنهضة وتابع الهلباوى لايمكن تصنيف الاخوانى ككتلة واحدة الا ان القطاع الاكبر فى التنظيم سيسعى الى المفاوضات ومحاولة الصلح ولن يلجأوا الى العمل السرى مرة اخرى الا اذا اضطروا لذلك بحظر الدولة لهم ،مشيرا الى ان التنظيم الآن لا يحكمه فرد وانما هناك مفاوضات بين المتواجدين خارج السجون قائلا ان جمعة امين ومحمود عزت وهم من ترددت اسماؤهم لخلافة د.محمد بديع مرشد الاخوان لايختلفون كثيرا فهما ينتميان الى المدرسة القطبية وان كان جمعة امين يملك القدرة على الحديث مع الشباب والتحرك فى منهج البناء اكثرونصح الهلباوى الاخوان ان يتفرغوا للدعوة ويبتعدوا عن العمل السياسى لمدة 10 سنوات