عن عائشة رضى الله عنها قالت (كان رسول الله إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر) رواه مسلم لقد حظى شهر رمضان بخير عميم وبارك الله سبحانه جميع أيامه ولياليه وقد شاءت إرادة الله تعالى أن يكون لبعض أيام الشهر العظيم منزلة خاصة ومن ابرز معالم الفضل فيه ليلة القدر التى انزل فيها القرآن والتى كرمها الله تعالى وأجزل فيها العطاء فجعلها خيرا من ألف شهر وكيف لا وهى الليلة التى انزل فيها القرآن هدى للناس ومن اجل نزول القرآن فى شهر رمضان كنعمة من اجل النعم اوجب الله تعالى صيامه شكرا له على نعمته بجانب ما للصوم من ثمرات عددية من اجل هذا اكتسب شهر رمضان مزية على غيره وكان درة بين شهور السنة وكان هو الشهر الوحيد الذى ذكره الله تعالى فى القرآن الكريم مصرحا باسمه قال تعالى « شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن»
ولقد كانت ليلة القدر ليلة نزول القرآن وعيد ميلاده الشريف كانت الليلة غير محدودة ولا معينة بميقات محدود معلوم وإنما أبهمت وأخفاها الله تعالى ليستوعب جميع أيام الشهر بكثير من الطاعات يقول صلى الله عليه وسلم (التمسوها فى العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر فى تاسعة تبقى وفى سابعة تبقى وفى خامسة تبقى) وعن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله قال «تحروا ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر من رمضان» رواه مسلم ويستحب طلبها فى جميع ليالى رمضان وفى العشر الأواخر أكد وفى ليالى الوتر منه أكد فقال النبى صلى الله عليه وسلم «تحروا ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر من رمضان» واختلف أهل العلم فى ارجى هذه الليالى فروى أنها فى ليلة احدى وعشرين وروى أيضا أنها فى ليلة ثلاث وعشرين وليلة أربع وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين وآخر ليلة».
فقد وردت فى كل هذه الليالى روايات وجمع بعض أهل العلم بين هذه الروايات بأنها تتنقل فى ليالى العشر قال بعض أهل العلم أبهم الله تعالى هذه الليلة على الأمة ليجتهدوا فى طلبها ويجدوا فى العبادة فى الشهر كله طمعا فى إدراكها كما اخفى ساعة الإجابة فى يوم الجمعة ليكثروا من الدعاء فى اليوم كله واخفى اسمه الأعظم فى الأسماء واخفى الأجل وقيام الساعة ليجد الناس فى العمل حذرا منهما وقد ورد فى الحديث الشريف انه « من علامات ليلة القدر أن تطلع الشمس لا شعاع لها وقيل لا حارة ولا باردة ويستحب أن يجتهد المسلم فيها بالدعاء بما ورد عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها أنها قالت يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة بما ادعو قال « تقولين اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عنى »