يتزاحم المسلمون فى شهر رمضان المبارك على أداء صلاة التراويح فى المساجد وتذهب الكثير من النساء للتراويح من ال الفوز بالثواب إلا أن خروج النساء قد يحمل فى طياته سلبيات تشهدها بعض المساجد تجعل من الضرورى النظر فى مشروعية صلاة النساء التراويح بالمساجد لاسيما وانها سنة لم يؤديها النبى صلى الله عليه وسلم سوى ثلاث مرات فى المسجد.
ففى البداية يعترف أحمد ترك أمام مسجد النور بوجود العديد من السلبيات التي تشهدها المساجد نتيجة حضور السيدات لها أثناء التراويح من أهمها كثرة الأحاديث واحضار الأطفال الصغار بالمسجد مما قد يشوش على المصلين.
ومع ذلك يرى ترك أنه مع وجود بعض الممارسات التى تقوم بها النساء تتنافى مع حرمة المسجد ولكنها لا تنفى عنها حقها فى أن تؤدى الصلاة فى المسجد مع الجماعة وتشهد قراءة الإمام وتنل قدرا من الشحنة الروحية فى شهر رمضان المبارك وفى ذهابها للمسجد إذا ما التزمت مظهرا حضاريا جيدا للإسلام والمسلمين نحن بحاجة إليه.
كما يرى د. حامد أبوطالب عميد كلية الشريعة والقانون السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الأصل صلاة المرأة فى بيتها أفضل من صلاتها فى المسجد ومع هذا فيجوز للمرأة أن تصلى الفروض والنوافل فى المسجد فى الأيام العادية وكأى مسلم على وجه البسيطة لها الحق أيضا فى أن تسارع لأدائها فى جماعة لاسيما فى شهر رمضان ولكن إذا ترتب على هذا مفسدة كاختلاط النساء بالرجال والتزاحم والفتنة فى هذه الحالة فإن دفع المفسدة يكون أولى من جلب المصلحة.
ويوضح د.حامد أنه إذا كانت المنفعة من أداء المرأة للصلاة فى جماعة بنية اغتنام الثواب فى الشهر الكريم بعيدا عن الممارسات الغريبة من أحاديث النساء بين الركعات ومزاحمتهن للرجال لأنه يعد مفسدة إذا ما وقعت يجب أن تمنع وصلاتها فى المنزل تكون أفضل لها.
أما د. مصطفى عمارة أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فيقول إننا قد أفسحن للنساء المجال لمزاحمة الرجال فى الأسواق والعمل فإن ما حضرت للمسجد للصلاة منعناها لا يحق لأحد أن يمنعها من أداء الفريضة فى المسجد فقد قال رسول الله «ص» «لا تمنعوا النساء المساجد إذا استأذنَّكم إليها». و«لا تمنعوا إماء الله مساجد الله».. فأحيانا كثيرة يكون لصلاتها فى المسجد حكمة فقد لا تخشع إذا ما أدت الصلاة فى بيتها ولكن وراء الإمام تخشع وتتعلم تلاوة القرآن وربما حفظته عنه وكما نعلم لم يعد الزوج ورب الأسرة اليوم بقادر على تعليم أهل بيته لظروف الحياة أحيانا وربما كان بحاجة لمن يعلمه.
ويضيف د. مصطفى أنه وإن كانت صلاة المرأة فى منزلها أفضل إلا أننا لا نستطيع حرمانها حقها فى مضاعفة الثواب والجزاء بصلاتها فى المسجد لهذا فى عهد عمر بن الخطاب قام بتخصيص إمام مستقلا للنساء وهو أبى بن كعب ليأمهن ويتعلمن عنه القراءة السليمة..أما فى حالة إذا ما كان هناك خطر عليها يجعلها عرضة لما يسىء لها فى هذه الحالة يستوجب عليها الصلاة فى بيتها.
كما يقول د.رشاد خليل عميد كلية الشريعة والقانون سابقا إن الله أباح للمرأة الذهاب للمسجد وأداء الشعائر والفروض ومشاركة المرأة للأحداث والوقائع وحضور مجالس العلم كالندوات والمؤتمرات من المسلمات التى يذكرها التاريخ ففى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت النساء يحرصن على حضور اللقاءات ومجالس العلم ونقلت العديد من النساء مشاهد ومواقف وأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم..فإذا ما حضرت المرأة للمسجد لا يحق لمخلوق أن يمنعها عن أداء الصلاة فيه.. فما بالك بالشهر المبارك الذى قال عنه الرسول من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه».
وشدد أن الإسلام نظم صلاة المرأة فى المسجد بما يحفظ لها كرامتها ويصون حياءها فصلاتها تكون فى نهاية صفوف الرجال وإمامتها تكون فى منتصف الصف الأول فلا تزاحم ولا تخدش حياءها ولا تعرض نفسها لموقف يؤثر على كرامتها وعفتها وينقص الثواب فالصيام يقضى بالامتناع والإمساك عن المعاصى فإذا ما وقع ما يحدث اليوم من مشاهد غير مقبولة أيا ما كانت النية فيفضل لها ان تصلى فى منزلها خير لها من الذنوب.