تحت شعار «سلى صيامك» تتنافس القنوات كل عام فى رمضان على تقديم أكثر البرامج جذبا للمشاهدين، ولعل اهمها برامج الطهى التى تحتل أعلى نسبة مشاهدة ويتفنن الشيفات فى تقديم المحمر والمشمر بين المقلى والمشوى، السورى واللبنانى والعجائن الايطالية والألمانية ومؤخرا دخلت الاطباق الآسيوية السباق بجدارة، فحقا برامج الطهى مولد وصاحبه غايب. يبدأ بانبهار ربات البيوت واعجاب الأزواج بالأصناف وأحلام الأطفال بالمذاق وينتهى هباء أمام ميزانية البيت.
طرحنا عددا من التساؤلات على ربات البيوت فأى البرامج تفضل؟ وهل تتمكن من طهى ما تراه؟ وهل هذه البرامج تعرض يناسب ميزانية البيت المصرى البسيط؟ وهل تشاهد المرأة هذه البرامج للتعلم منها أم لمجرد المشاهدة فقط دون التنفيذ وما الأسباب التى تجعلها غير قادرة على التنفيذ؟
نبدأ بجولة بالريموت كنترول لاشهر هذه البرامج وكان لبرنامج «جريمة أكل» لشريف مدكور الذى يستضيف شيف غير مصرى لتقديم اصناف مبتكرة وغريبة مثل الكشرى اللبنانى وشوربة الفراولة، ويقف عائق اللهجة العائق الأكبر فى تفهم معرفة مكونات الأكلات التى يعرضها.
من جانبه يتفنن برنامج «هنى وعافية» الذى تقام خلاله جولات سياحية فى أرجاء الفنادق داخل دبى وخارجها ويقوم الشيف الخاص بكل فندق بتقديم أطباق متنوعة من السلطات والمقبلات والوجبات الرئيسية والحلويات وعلى الرغم من عنصر الابهار الذى يتصف به البرنامج إلا أنه يقدم تشكيلة توابل وبهارات خاصة يصعب على ربات البيوت شراؤها نظرا لغرابتها بجانب ارتفاع سعرها، بينما يقدم برنامج «طعم تانى» أكلات مصرية ولكنها غالية الثمن مثل الفخدة الضانى، وتشكيلة الجمبرى والاستاكوزا ناهيك عن حشو الحمام باليوكية جارني، فلماذا لم يراع معدو ومقدمو هذه البرامج ميزانية الاسرة البسيطة والازمة الاقتصادية خاصة بعد الثورة.
كما تم عرض «كفتة البطاطس» مع منال العالم ولكن تميزت هذه الاكلة بالبساطة، والفراخ المحشوة بالارز والفريك، وسلطة الدجاج الاسيوية التى تميزت أيضا ببساطة مكوناتها.
وبسؤال ربات البيوت ذكرت هناء محمد انها تشاهد هذه البرامج فقط كنوع من انواع التسلية ليس أكثر لانها لا تستطيع تنفيذها عمليا بسبب ارتفاع اسعار مكوناتها وغلاء المعيشة خاصة انه يوميا يتم عرض الجديد الأمر الذى لا يمكن تحقيقه خلال 30 يوما على مدار الشهر لصغر ميزانية البيت المصرى.
أما سلوى السيد تقول انها تحاول عمل بعض الأكلات لأن ميزانية منزلها لاتتحمل عمل كل الأكلات التى يتم عرضها، ولكنها تجد صعوبة كبيرة فى أسماء بعض المكونات كالتوابل والبهارات وتشكو من ارتفاع ثمنها.
ويعلق د. طارق رشدى استشارى التغذية بالقصر العينى ان معظم هذه البرامج تخدم متعة المشاهدة فقط أكثر من تقديم دروس يستفيد منها الناس.. فرغم تضمن هذه البرامج بعض نصائح للتغذية الصحية إلا أنه ليست هناك مطالب ملموسة لتطبيق هذه النصائح، وأضاف أن العدد الكبير لبرامج الطبخ المتوافرة لدينا تجعل ربة المنزل فى حيرة من امرها بحيث لا يمكنها تطبيق ما يتم عرضه من أكلات، ولكن المفروض أن يتم تخفيف الأكل فى رمضان وليس تطبيق كل ما يتم عرضه لأن الصيام لم يشرع للأكل وانما من أهم أهدافه هى راحة البطن، والتى يمكن ان يخرج منه الصائم بفوائد عديدة وعلاجات لكثير من الأمراض مثل السكر وقرحة المعدة والكبد وغيرها الكثير من الأمراض التى يساهم الأكل فى الإصابة بها.