تحت عنوان "نحو حريات ثقافية حقيقية"، طالب عدد من المثقفين في بيان صدر مساء الجمعة الماضية وقع عليه 130 كاتبا، بإزالة كل ما من شأنه إعاقة الانفتاح الثقافي علي كل التيارات الفكرية والسياسية، أو عرقلة ممارسة الشعب أفراداً وجماعات لكامل حريته في إبداء آرائه والتعبير عنها بمختلف الصور والأشكال، وجاء في البيان: نشير إلي أهمية تنقية القوانين واللوائح وحذف كل المواد، التي تجعل من هذه الإعاقة وتلك العرقلة أمراً مفروضاً، بما تمثله من التفاف وإجهاض للنص الدستوري الذي يكفل هذه الحرية، ولأنها تحوله إلي نص شكلي غير مفعل. وأكد الموقعون علي البيان علي أهمية إتاحة حق الحصول علي المعلومات وعدم فرض أية قيود علي تداولها إلا فيما يتعلق منها بأمن المجتمع وسلامته، وذلك تطبيقاً لمبدأ الشفافية وإعلاءً له، وإطلاق حرية إصدار الصحف والدوريات الورقية والإلكترونية واختيار رؤساء التحرير بالانتخاب، وإطلاق حرية تكوين الجمعيات والمؤسسات الأهلية وتعديل القانون رقم 48 لسنة 2002 م. الذي ينظم شئونها بما يتيح هذه الحرية، مع نقل الإشراف علي ما يتصل منها بشئون الثقافة: فكراً وإبداعاً أدبياً وفنياً وممارسة خِدمية إلي الوزارة المعنية بشئون الثقافة، مع حذف الشروط المنصوص عليها بالمادة رقم (6)، والبند رقم (3) من المادة رقم (11) من القانون المشار إليه لما تفرضه من قيود علي ممارسة النشاط السياسي، وقصر هذا الإشراف علي الجوانب الإدارية وحدها. كما طالب الموقعون بإلغاء الحظر علي المناقشات السياسية داخل الاتحادات الطلابية، وإلغاء الحرس الجامعي، واختيار عمداء ورؤساء الجامعات ومجالسها بالانتخاب، مع وضع الضوابط التي تكفل اختيار الأكثر كفاءة علمياً وإدارياً لتولي هذه المناصب، وعدم ربط المشروعات الثقافية بأسماء شخصيات مارست عملاً تنفيذياً مركزياً في مؤسسات الحكم. ودعوا إلي المحافظة علي المشروعات والمؤسسات الثقافية القائمة، وتبني مناهج لتطهيرها وتطويرها وليس تصفيتها، ورفع نسب المخصصات المالية التي تقدمها الدولة للمؤسسات العلمية والثقافية حتي تكون قادرة علي مواكبة التطورات المتسارعة في ميادين البحث العلمي والإبداع في مختلف المجالات وفي مقدمتها المجال الثقافي، فبناء الإنسان هو أساس أي بناء اقتصادي أو اجتماعي. وأكدوا أن الأمر يستلزم إعادة النظر في فلسفة وقانونية اتحاد الكتاب، وإعادة تشكيله وهيكلته بما يكفل إقامة اتحاد حقيقي لنقابات متدرجة المستويات تبني علي أسس قاعدية سليمةً: جغرافية أو نوعية، مع تغيير اسمه من اتحاد للكتاب إلي اتحاد للأدباء. وكان من ضمن الموقعين علي البيان، الروائيون قاسم مسعد عليوة وأحمد أبو خنيجر وعزة رشاد وسعد القرش، والنقاد الدكتور جمال التلاوي والدكتور مدحت الجيار، والشعراء محمد فريد أبو سعدة عبده الزراع وعلاء عبد الهادي وأحمد سويلم والدكتور أحمد مجاهد، وباحثي الفلكلور صلاح الراوي ومسعود شومان، والكاتب أسامة عفيفي وآخرون.