صدر حديثا عن الهيئة المصرية للكتاب (فكرة الثقافة) للناقد العالمى تيرى ايجلتون أستاذ النظرية الثقافية بجامعة مانشستر وأستاذ الأدب الانجليزى بجامعة اكسفورد الذى ترك أكثر من ثلاثين مؤلفا فى النقد الأدبى، وثلاث مسرحيات ورواية، ونقله إلى العربية المترجم القدير شوقى جلال الذى يرى أنه إذا كان الكتاب المقدس عامة رؤية عصره للواقع والتاريخ ، فإن كتاب ( فكرة الثقافة ) هو بحق إنجيل الثقافة على مشارف القرن الواحد والعشرين .. فالكتاب هو سيرة حياة الثقافة كمبحث وكموضوع للبحث العلمى، ورؤية ومصطلح على مدى ثلاثة قرون ، حيث يعرض إيجلتون المفاهيم السياسية والاجتماعية والثقافية لكلمة ثقافة، ويقدم تحليلاً وتشريحًا عميقًا فكريًا للنظريات الثقافية وارتباطها بالتيارات السياسية والاجتماعية فى عصرها، وحتى وقتنا الراهن، مما يساعدنا على صوغ رؤية لحركة التاريخ الاجتماعى الثقافى واحتمالات المستقبل. ويحرص فى عرضه على أن يكشف عن السياق التاريخى والفلسفى والسياسى . ويصور المعانى والدلالات المتغيرة لفكرة الثقافة فى ضوء مسح شامل للطرق المتعارضة المتقاطعة التى يمكن بها تحديد واستخدام الفكرة لتفسير العالم والتفاعل معه، والمفاجأة أن المؤلف أهدى كتابه إلى اسم مفكر عربى يتميز بريادته ورسوخ قدمه فى الدراسات الثقافية وهو إدوارد سعيد رائد الاستشراق فى العالم العربى. ويسرد المؤلف بانوراما تاريخية زمانية مكانية لثلاثة قرون وما تضمنته من صراعات وتناقضات ابتداء من علاقة الثقافة بالطبيعة، والحضارة والثقافة وروح عصر التنوير ، والنقد الماركسى ، ونظريات الجمال والفلسفة البرجماتية والتعليق السياسى فضلاً عن أحداث مهمة مثل العولمة والصراع الغربى – غربى ، وكذا التناقض والصراع الشمالى – جنوبى فى عصر ما بعد الاستعمار .