سعر سبيكة الذهب اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025 بعد الانخفاض.. كم تبلغ قيمة السبيكة ال5 جرامات؟    غرام وانتقام، ترامب وشي يبحثان عن "الشراكة والصداقة" في قمة "البقاء للأقوى"    دوري أبطال أفريقيا.. كواليس جلسة رئيس بيراميدز مع اللاعبين قبل مواجهة التأمين الإثيوبي    القبض على قائد سيارة ملاكي دهس طفلة بالبدرشين    متحدث رئاسة الوزراء: أكثر من 40 رئيسًا يحضرون افتتاح المتحف المصري الكبير    زينة تكشف آخر تطورات حالتها الصحية بعد إصابتها خلال تصوير "ورد وشوكولاتة" (فيديو)    طريقة استخراج جواز سفر مصري 2025.. التفاصيل كاملة    هيجسيث: مقتل 4 من تجار المخدرات خلال الضربة التي نفذتها القوات الأمريكية في المياه الدولية    بعد عرض الحلقه الاولي.. مسلسل كارثة طبيعية يتصدر تريند جوجل    سر الخلطة المقرمشة..طريقة عمل البروستيد في المنزل بمذاق كنتاكي الأصلي    طريقة عمل الطحال، أكلة شعبية وقيمتها الغذائية عالية    ارتفاع الأخضر الأمريكي عالميًا.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه الخميس 30-10-2025    «محافظ على مستواه لا بيهاجم ولا بيدافع».. إبراهيم سعيد يسخر من نجم الأهلي    محمد عبد المنعم يصدم الأهلي بهذا القرار.. مدحت شلبي يكشف    حميدتي يأسف ل«الكارثة» في الفاشر ويتعهد توحيد السودان «سلما أو حربا»    رحمة محسن تتصدر تريند جوجل.. لهذا السبب    في ذكرى تأسيس بلاده: سفير أنقرة يهتف «تحيا مصر وفلسطين وتركيا»    إعلام فلسطيني: تجدد غارات إسرائيل على خان يونس جنوبي غزة    التصريح بدفن ضحايا انقلاب سيارة في ترعة بطريق بنها - طوخ    وسائل إعلام فلسطينية: جيش الاحتلال يشن أكثر من 10 غارات على خان يونس    انطلاقة ساخنة لدور الانعقاد.. «الشيوخ» يشكّل مطبخه التشريعي    بالشراكة مع عدة جامعات.. صيدلة المنيا ضمن مشروع بحثى ممول من الاتحاد الأوروبي    «مش هسيبكم».. زوجة خالد الصاوي تفتح النار بعد مصرع المصورين ماجد هلال وكيرلس صلاح    المتحف المصري الكبير| التكنولوجيا والتراث يقدمان تجربة سياحية ذكية مبهرة    رسميًا اليوم.. موعد تغيير الساعة للتوقيت الشتوي 2025 وإلغاء الصيفي    نتائج قرعة ربع نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    «الهيئة العامة للرقابة الصحية» تختتم برنامج تأهيل المنيا للانضمام للتأمين الصحي الشامل    نبيل فهمي: سعيد بخطة وقف إطلاق النار في غزة.. وغير متفائل بتنفيذها    مانشستر سيتى وجها لوجه أمام برينتفورد فى ربع نهائى كأس كاراباو    بايرن ميونخ يسحق كولن برباعية ويتأهل بثقة إلى ثمن نهائي كأس ألمانيا    مدمن مخدرات يشعل النيران في شقته وزوجته وأبنائه.. والتحريات: الحريق جنائي    تشالهان أوجلو يقود إنتر للانتصار بثلاثية زيادة جراح فيورنتينا    موناكو يقلب الطاولة على نانت في مهرجان أهداف في الدوري الفرنسي    موعد صرف المعاشات لشهر نوفمبر فى أسيوط    مباحثات سعودية أمريكية لبحث تعزيز التعاون في قطاع التعدين والمعادن الإستراتيجية بالرياض    محمد علي السيد يكتب: التجريدة المغربية الثانية.. مصر73    فاهمة الحياة كويس.. أهم 3 أبراج حكيمة وعاقلة ترى ما بعد الحدث    وكيل لاعبين: النظام المتبع فى الزمالك يسهل فسخ العقود من طرف واحد    التحفظ على جثة المصور كيرلس صلاح بمستشفى القنطرة شرق العام ب الإسماعيلية    محامي شهود الإثبات: الأيام القادمة ستكشف مفاجآت أكبر في القضية التي هزت الإسماعيلية    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد عيادات التأمين الصحي بالعريش    الحبس شهر وغرامة 100 ألف جنيه عقوبة دخول المناطق الأثرية بدون ترخيص    ترامب: تصريحات بيل جيتس تظهر أننا انتصرنا على "خدعة المناخ"    رئيس الاتحاد الإنجيلي اللوثري العالمي يشارك في صلاة جماعية وتوقيع نداء من أجل إنهاء الحروب    أبراج وشها مكشوف.. 5 أبراج مبتعرفش تمسك لسانها    النيابة الإدارية تُعاين موقع حريق مخبز بمنطقة الشيخ هارون بمدينة أسوان    أخبار × 24 ساعة.. مدبولى: افتتاح المتحف المصرى الكبير يناسب مكانة مصر    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم الخميس 30102025    الشرقية تتزين بالأعلام واللافتات استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير    مطروح تستعد ل فصل الشتاء ب 86 مخرا للسيول    بالصور.. تكريم أبطال جودة الخدمة الصحية بسوهاج بعد اعتماد وحدات الرعاية الأولية من GAHAR    من تأمين المصنع إلى الإتجار بالمخدرات.. 10 سنوات خلف القضبان لاتجاره في السموم والسلاح بشبرا    سوهاج تكرّم 400 من الكوادر الطبية والإدارية تقديرًا لجهودهم    هل يجوز للزوجة التصدق من مال البيت دون علم زوجها؟.. أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندي: الغني الحقيقي هو من يملك الرضا لا المال    انطلاق الاختبارات التمهيدية للمرشحين من الخارج في المسابقة العالمية للقرآن الكريم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-10-2025 في محافظة الأقصر    محاكمة صحفية لوزير الحربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبداع


حافظ إبراهيم .. «شاعر النيل»

شعراؤنا شموس فى سماء الإبداع ينيرون لنا ببصيرتهم وبصرهم طريقنا ويخبروننا ما لم نخبره فيما فاتنا من أمورنا الحياتية فهم بمثابة توثيق وشهادة على عصرهم ونحن نخصص هذه المساحة من الإبداع للاحتفال بمولد شاعر من طراز خاص هو حافظ إبراهيم، «شاعر النيل» الذى ولد فى 24 فبراير 1872- ديروط وهو من أبرز الشعراء العرب فى العصر الحديث، نال لقب شاعر النيل بعد أن عبر عن مشاكل الشعب، أصدر ديوانًا شعريا فى ثلاثة أجزاء، عين مديرا لدار الكتب فى أخريات حياته وأحيل إلى التقاعد عام 1932، ترجم العديد من القصائد والكتب لشعراء وأدباء الغرب مثل شكسبير وفيكتور هوجو ولقد توفى فى 21 يونيو 1932.

حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا

حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا

ولا حَياة لكمْ إلاّ بجامِعَة

تَبْنِى الرِّجالَ وتَبنِى كلَّ شاهِقَة

ضَعُوا القُلُوبَ أَساساً لا أقولُ لكمْ

وابْنُوا بأَكْبَادِكُمْ سُوراً لها وَدَعُوا

لا تَقْنَطُوا إنْ قَرَأتُمْ ما يُزَوِّقُه

وراقِبُوا يومَ لا تُغنى حَصائِدُه

بَنَى على الإفْكِ أَبْرَاجاً مُشَيَّدَة

وجاوِبُوه بفِعْلٍ لا يُقَوِّضُه

لا تَهْجَعُوا إنّهمْ لَنْ يَهْجَعُوا أَبداً

هَل جاءَكُم نَبَأُ القَومِ الأُلى دَرَجوا

عَزَّت بِقُرطاجَةَ الأَمراسُ فَاِرتُهِنَت

وَالحَربُ فى لَهَبٍ وَالقَومُ فى حَرَبٍ

وَدّوا بِها وَجَواريهِم مُعَطَّلَةٌ

هُنالِكَ الغيدُ جادَت بِالَّذى بَخِلَت

جَزَّت غَدائِرَ شِعرٍ سَرَّحَت سُفُناً

رَأَت حُلاها عَلى الأَوطانِ فَاِبتَهَجَت

وَزادَها ذاكَ حُسناً وَهيَ عاطِلَةٌ

وَبَرثَرانِ الَّذى حاكَ الإِباءُ لَهُ

أَقامَ فى الأَسرِ حيناً ثُمَّ قيلَ لَهُ

قُل وَاِحتَكُم أَنتَ مُختارٌ فَقالَ لَهُم

خُذوا القَناطيرَ مِن تِبرٍ مُقَنطَرَةً

قالوا حَكَمتَ بِما لا تَستَطيعُ لَهُ

فَقالَ وَاللَهِ ما فى الحَيِّ غازِلَةٌ

لَو أَنَّهُم كَلَّفوها بَيعَ مِغزَلِها

هَذا هُوَ الأَثَرُ الباقى فَلا تَقِفوا

وَدونَكُم مَثَلاً أَوشَكتُ أَضرِبُهُ

سَمِعتُ أَنَّ اِمرِأً قَد كانَ يَألَفُهُ

فَمَرَّ يَوماً بِهِ وَالجوعُ يَنهَبُهُ

فَظَلَّ يَبكى عَلَيهِ حينَ أَبصَرَهُ

يَبكى عَلَيهِ وَفى يُمناهُ أَرغِفَةٌ

فَقالَ قَومٌ وَقَد رَقّوا لِذى أَلَمٍ

ما خَطبُ ذا الكَلبِ قالَ الجوعُ يَخطِفُهُ

قالوا وَقَد أَبصَروا الرُغفانَ زاهِيَةً

أَجابَهُم وَدَواعى الشُحِّ قَد ضَرَبَت

لِذَلِكَ الحَدِّ لَم تَبلُغ مَوَدَّتُنا

هَذى دُموعى عَلى الخَدَّينِ جارِيَةٍ

أَقسَمتُ بِاللَهِ إِن كانَت مَوَدَّتُنا

أُعيذُكُم أَن تَكونوا مِثلَهُ فَنَرى

إِن تُقرِضوا اللَهَ فى أَوطانِكُم فَلَكُم

إنْ تَنْشُرُوا العِلْمَ يَنْشُرْ فيكُم العَرَبا

تكونُ أمَّا لطُلاّبِ العُلاَ وأَبَا

مِنَ المَعاِلى وتَبْنِى العِزَّ والغَلَبا

ضَعُوا النُّضارَ فإنِّى أَصْغِرُ الذَّهَبا

قيلَ العَدُوِّ فإنِّى أَعْرِفُ السَّببَا

ذاكَ العَمِيدُ ويَرْمِيكُمْ به غَضَبا

فكلُّ حَيٍّ سيُجْزَى بالّذى اكتَسَبا

ًفابْنُوا على الحَقِّ بُرجاً يَنطَحُ الشُّهُبا

قُوْلُ المُفَنِّدِ أنَّى قال أو خَطَبا

وطالِبُوهُمْ ولكنْ أجمِلُوا الطَّلَبا

وَخَلَّفوا لِلوَرى مِن ذِكرِهِم عَجَبا

فيها السَفينُ وَأَمسى حَبلُها اِضطِرَبا

قَد مَدَّ نَقعُ المَنايا فَوقَهُم طُنُبا

لَو أَنَّ أَهدابَهُم كانَت لَها سَبَبا

بِهِ دَلالاً فَقامَت بِالَّذى وَجَبا

وَاِستَنقَذَت وَطَناً وَاِستَرجَعَت نَشَبا

وَلَم تَحَسَّر عَلى الحَليِ الَّذى ذَهَبا

تُزهى عَلى مَن مَشى لِلحَربِ أَو رَكِبا

ثَوباً مِنَ الفَخرِ أَبلى الدَهرَ وَالحِقَبا

أَلَم يَئِن أَن تُفَدّى المَجدَ وَالحَسَبا

إِنّا رِجالٌ نُهينُ المالَ وَالنَشَبا

يَخورُ خازِنُكُم فى عَدِّها تَعَبا

حَملاً نَكادُ نَرى ما قُلتَهُ لَعِبا

مِنَ الحِسانِ تَرى فى فِديَتى نَصَبا

لَآثَرَتنى وَصَحَّت قوتَها رَغَبا

عِندَ الكَلامِ إِذا حاوَلتُمُ أَرَبا

فيكُم وَفى مِصرَ إِن صِدقاً وَإِن كَذِبا

كَلبٌ فَعاشا عَلى الإِخلاصِ وَاِصطَحَبا

نَهباً فَلَم يُبقِ إِلّا الجِلدَ وَالعَصَبا

يَزولُ ضَعفاً وَيَقضى نَحبَهُ سَغَبا

لَو شامَها جائِعٌ مِن فَرسَخٍ وَثَبا

يَبكى وَذى أَلَمٍ يَستَقبِلُ العَطَبا

مِنّى وَيُنشِبُ فيهِ النابَ مُغتَصِبا

هَذا الدَواءُ فَهَل عالَجتَهُ فَأَبى

بَينَ الصَديقَينِ مِن فَرطِ القِلى حُجُبا

أَما كَفى أَن يَرانى اليَومَ مُنتَحِبا

حُزناً وَهَذا فُؤادى يَرتَعى لَهَبا

كَصاحِبِ الكَلبِ ساءَ الأَمرُ مُنقَلَبا

مِنكُم بُكاءً وَلا نُلفى لَكُم دَأَبا

أَجرُ المُجاهِدِ طوبى لِلَّذى اِكتَتَبا




أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْش

أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْشُ

عزت السِّلْعَة ُ الذَّلِيلة ُ حتَّى

وغَدَا القُوتُ فى يَدِ النّاسِ كالياقُوتِ

يَقْطَع اليومَ طاوِياً وَلَدَيْه

ويخالُ الرَّغيفَ منْ بَعْدِ كَدٍّ

أيّها المُصْلِحُونَ أصْلَحْتُمُ الأرْضَ

أصْلِحوا أنفُسَا أضرَّ بِهَا الفقْرُ

ليس فى طَوقِها الرَّحيلُ ولا الجِدُّ

تُؤثِرُ الموتَ فى رُبَا النِّيلِ جُوعاً

ورِجالُ الشَّآمِ فى كُرَة ِ الأرْضِ

رَكِبُوا البَحْرَ، جَاوَزُوا القُطْبَ، فاتُوا

يَمْتطُون الخُطُوبَ فى طَلَبِ العَيشِ

وبَنُو مِصْرَ فى حِمَى النِّيلِ صَرْعَى

أيهَا النِّيلُ كيفَ نُمسِى عِطاشا

إنَّ لِينَ الطِّباعِ أورثنَا الذُّلّ

إنَّ طِيبَ المُناخِ جرَّعلينَا

أيُّها المُصْلِحُونَ رِفْقاً بقَومٍ

وأغيثُوا منَ الغَلاءِ نفوساً

أَوْشَكَتْ تأكُلُ الهَبِيدَ مِنَ الفَقْرِ

فأعيدُوا لنَا المُكُوسَ فإنَّا

ضاقَ فى مصرَ قِسْمُنَا فاعذرُونَا

قد شَقِينا - ونحنُ كرَّمنا اللّهُ

ولمْ تُحسِنُوا عليه القيامَا

باتَ مَسْحُ الحِذاءِ خَطْباً جُساما

حتى نَوَى الفَقيرُ الصِّياما

دُونَ ريحِ القُتارِ ريحُ الخُزامَى

صاحَ : مَن لى بأنْ أُصِيبَ الإداما

وبِتُّمْ عن النُّفوسِ نيامَا

وأحْيا بمَوتِها الآثاما

ولا أن تُواصلَ الإقْداما

وتَرَى العارَ أنْ تَعافَ المُقاما

يُبارُونَ فى المسيرِ الغَماما

ويَظُنُّ اللُّحُومَ صَيْداً حَراما

ويبرونَ للنضالِ السهامَا

يَرْقُبونَ القَضاءَ عاماً فَعاما

فى بلادٍ روِّيتَ فيهَا الأوامَا

وأغرَى بِنا الجُناة َ الطَّغاما

فى سَبيلِ الحَياة ِ ذاكَ الزِّحاما

قَيَّدَ العَجْزُ شَيْخَهُمْ والغُلاما

قد تمنَّتْ مع الغَلاءِ الحِمامَا

وكادتْ تذُودُ عنه النَّعامَا

قد رأَيْنا المُكُوسَ أرْخَى زِماما

إنْ حَسَدْنَا علَى الجَلاَءِ الشَّآمَا

بعَصْرٍ يُكَرِّمُ الأنعامَا




ما لهذا النَّجْم فى السَّحَرِ

ما لهذا النَّجْم فى السَّحَرِ

خِلْتُه يا قَوْمُ يُؤْنِسُنِي

يا لِقَوْمى إنّنى رَجُلٌ

أَسْهَرَتْنِى الحادِثاتُ وقد

والدُّجَى يَخْطُو على مَهَلٍ

فيه شَخْصُ اليَأسِ عانَقَنِي

وأَثارَتْ بى فَوادِحُه

وكأنّ اللَّيْلَ أَقْسَمَ لا

أيُّها الزَّنْجيُّ ما لَكَ لَمْ

لِى حَبيبٌ هاجِرٌ وَلهُ

أَتَلاشَى فى مَحَبّتِه

قد سَها مِنْ شِدّة ِ السَّهَرِ؟

إنْ جَفانى مُؤْنِسُ السَّحَرِ

أَفْنَت الأَيّامُ مُصْطَبَري

نامَ حتّى هاتِفُ الشَّجَرِ

خَطْوَ ذى عِزٍّ وذى خَفَرِ

كحَبِيبٍ آبَ مِن سَفَرِ

كامِناتِ الهَمِّ والكَدَرِ

يَنْقَضى أو يَنْقَضى عُمُري

تَخشَ فينا خالِقَ البَشَرِ؟

صُورَة ٌ مِن أَبْدعِ الصُّورِ

كتَلاشِى الظِّلِّ فى القَمَرِ





سألُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا

سألُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا

كيف أَمْسَى رَضِيعُهُمْ فَقَدَ الأمّ

كيف طاحَ العَجُوزُ تحتَ جِدارٍ

رَبِّ إنّ القَضاءَ أَنْحَى عليهم


ومُرِ الَّنارَ أنْ تَكُفَّ أَذاها

أينَ طُوفانُ صاحِبِ الفُلكِ يَروى

أَشْعَلَتْ فَحْمَة َ الدَّياجِى فباتَتْ

غَشِيَتْهُمْ والنَّحْسُ يَجْرِى يَميناً

فأَغارَتْ وأوْجُهُ القَومِ بِيضٌ

أَكَلَتْ دُورَهُمْ فلّما استَقَلَّتْ

أخرَجَتهُم من الدِّيارِ عُراة ً


يَلْبَسُونَ الظَّلامَ حتَّى إذا ما

أيها الرَّافِلون فى حُلَلِ الوَشْى



إنّ فوقَ العَراءِ قوماً جِياعاً

ايُّهذا السَّجينُ لا يمْنَع السِّجْنُ

مُرْ بِأَلْفٍ لهم وإنْ شِئْتَ زِدْها

قد شَهِدْنا بالأمسِ فى مِصرَ عُرساً

سألَ فيه النُّضارُ حتى حَسِبنا

باتَ فيه المُنَعَّمونَ بليلٍ

يَكْتَسُون السَرورَ طَوْراً وطَوْراً

وسَمِعْنا فى ميت غَمْرٍ صِياحاً

جَلَّ مَن قَسَّمَ الحُظوظ فهذا

رُبَّ لَيْلٍ فى الدَّهْرِ قَدْ ضَمَّ نَحْساً

كيف باتَتْ نِساؤُهُمْ والعَذارَى

وكيف اصْطَلَى مع القَوْمِ نارَا

يَتَداعى وأسْقُفٍ تَتَجارَى

فاكشف الكَربَ واحجُبِ الأَقْدارَا

ومُرِ الغَيْثَ أَنْ يَسِيلَ انْهِمارا

هذِه النّارَ؟ فهى تَشْكُو الأوَارا

تَملأ الأرضَ والسَّماءَ شَرارا

ورَمَتهُم والبُؤْسُ يَجرى يَسارا

ثمّ غَارَتْ وقد كَسَتْهُنَّ قارا

لم تُغادِرْ صِغارَهُم والكِبارا

حَذَرَ الموتِ يطلبونَ الفِرارا

أقبلَ الصُّبحُ يَلبَسون النَّهارا

ولا عنهُمُ ترُدُّ الغُبارا

يجُرُّونَ للذُّيولِ افْتِخارا

يَتوارَونَ ذِلَّة ً وانكِسارا

كريماً مِن أنْ يُقيلَ العِثارا

وأجِرْهُم كما أجَرَتَ النَّصارى

مَلأَ العَينَ والفُؤادَ ابْتِهارا

أنّ ذاك الفِناءَ يجرى نُضارا

أَخْجَلَ الصُّبْحَ حُسْنُه فَتَوارَى

فى يَد الكَأسِ يَخْلَعُون الوَقارا

مَلأ البَرَّ ضَجّة ً والبِحارا

يَتَغَنَّى وذاكَ يَبكى الدِّيارا

وسُعوداً وعُسْرَة ً ويَسارا




رَجَعْتُ لنفْسِى فاتَّهمتُ حَصاتِي


رَجَعْتُ لنفْسِى فاتَّهمتُ حَصاتِي

رَمَونى بعُقمٍ فى الشَّبابِ وليتَني

وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي

وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً

فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ

أنا البحر فى أحشائه الدر كامن

فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني

فلا تَكِلُونى للزّمانِ فإنّني

أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً

أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً

أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ

ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ

سقَى اللهُ فى بَطْنِ الجزِيرة ِ

حَفِظْنَ وِدادِى فى البِلى وحَفِظْتُه

وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ

أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً

وأسمَعُ للكُتّابِ فى مِصرَ ضَجّة ً

أَيهجُرنِى قومِي-عفا الله عنهمُ

سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى

فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعةً

إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ

فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ فى البِلى

وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ

وناديْتُ قَوْمِى فاحْتَسَبْتُ حياتِي

عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي

رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي

وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ

وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ

فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي

ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي

أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي

وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ

فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ

يُنادى بِوَأدى فى رَبيعِ حَياتي

بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ

يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي

لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ

حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ

مِنَ القبرِ يدنينِى بغيرِ أناة ِ

فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي

إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ

لُعابُ الأفاعى فى مَسيلِ فُراتِ

مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ

بَسَطْتُ رجائِى بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي

وتُنبِتُ فى تلك الرُّمُوسِ رُفاتي

مماتٌ لَعَمْرِى لمْ يُقَسْ بمماتِ




يُرْغِى ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها

يُرْغِى ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها

منْ كلِّ قافٍ كأن اللهَ صوَّرها

قد خصَّه اللهُ بالقافاتِ يعلُكها

يَغيبُ عَنّا الحجا حِيناً ويحْضُرُه

لا يأمَنُ السامعُ المسكينُ وثْبَتَه

بَيْنَا تراه ينادى الناسَ فى حَلَبٍ

ولم يكن ذاكَ عن طَيشٍ ولا خَبَلٍ

يَبيتُ يَنسُجُ أحلاماً مُذَهَّبَة ً

طَوراً وَزيراً مُشاعاً فى وِزارَتِه

وتارَة ً زَوجَ عُطبُولٍ خَدَلَّجَة ٍ

يُعفَى من المَهرِ إكراماً للحيَتِه

قصفَ المدافعِ فى أفقِ البساتينِ

من مارجِ النارِ تصويرَ الشياطينِ

واختَصَّ سُبحانَه بالكافِ والنُّونِ

حيناً فيخلطُ مختلاًّ بموزونِ

مِن كردفان إلى أعلى فِلَسطِينِ

إذا به يَتَحَدَّى القَومَ فى الصِّينِ

لكنّها عَبقَرِيّاتُ الأساطينِ

تُغنى تفاسيرُها عن ابنِ سِيرِينِ

يُصَرِّفُ الأمرَ فى كلِّ الدَّواوينِ

حسناءَ تملِكُ آلافَ الفدادينِ

وما أظَلَّته من دُنيا ومِن دِينِ




نَعِمْنَ بنَفْسى وأَشْقَيْنَنى


نَعِمْنَ بنَفْسى وأَشْقَيْنَنى

خِلالٌ نَزَلْنَ بخِصْبِ النُّفُوسِ

تَعَوَّدْنَ مِنِّى إباءَ الكَرِيم

وعَوَّدْتُهُنَّ نِزالَ الخُطوب

إذا ما لَهَوْتُ بلَيلَ الشّباب

فما زِلْتُ أَمْرَحُ فى قِدِّهِنّ

إلى أنْ تَوَلَّى زَمانُ الشَّباب

فيا نَفْسُ إنْ كنتِ لا تُوقِنِين

فهذى الفَضيلة ُ سِجْنُ النُّفوس

فلا تَسْألينى متى تَنْقَضى

فيا لَيْتَهُنَّ ويا لَيْتَنِى

فرَوَّيْنَهُنَّ وأَظْمَأْنَنِى

وصَبْرَ الحَليِم وتيهَ الغَنِى

فما يَنْثَنِينَ وما أَنثَنِى

أَهَبْنَ بعَزْمِى فَنَبَّهْنَنِى

ويَمْرَحْنَ مِنِّى برَوْضٍ جَنِى

وأَوْشَكَ عُودِيَ أنْ يَنْحَنى

بمَعْقُودِ أمْرِكِ فاسْتَيْقِنى

وأَنتِ الجَديَرة ُ أَنْ تُسْجَنِى

لَيالى الإسارِ ؟ ولا تَحْزَنى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.