جمال الغيطانى ويوسف القعيد، اثنان من أهم الروائيين والمثقفين فى مصر والعالم العربي، قابلناهما أثناء زيارتهما بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وتحاورنا معهما لمعرفة آرائهما فى فعاليات معرض الكتاب هذا العام.
قال الكاتب جمال الغيطانى: المعرض هذا العام متميز، كان فى السابق مجرد سوق للكتاب وأصبح معرضا جادا للكتاب، منظمًا ومن السهل الوصول إلى دور النشر بدون عناء أو سؤال أحد، واختيار ليبيا كضيف شرف اختيار موفق جدا، أتاح لنا الاطلاع على ثقافتها، بعد انقطاع العلاقات الثقافية بسبب الأنظمة الديكتاتورية، ولأول مرة نشاهد إصدارات الجامعات الليبية، إصدارات متخصصة تؤكد أن الشعب الليبى كان متشوقا ومتعطشا للحرية حتى يظهر إبداعاته، وقد حرصت على شراء كتب كانت ممنوعة من الجناح الليبى.
ووصف الغيطانى توقيت المعرض مع ذكرى الثورة بأنه نقطة نور تضيء العتمة التى نعيشها، منح المعرض أكثر من قيمة، لكن المعرض كان يحتاج الى إعلام أكثر، لان الكثيرين لا يعرفون أن معرض الكتاب بدأ فعالياته، من كثرة الأحداث المؤلمة الموجودة بالمشهد.
وأكمل: ما أراه اليوم من إقبال وازدحام من شباب وعائلات يؤكد أن الشعب المصرى سيظل قارئا مميزا، البعض ترك الأحداث جانباً وجاء يكمل المسيرة الثقافية.
وأشار الغيطانى إلى أن سور الأزبكية يضم العديد من الكتب القيمة رخيصة الثمن، وأنه اشترى كتب عن العمارة والفلسفة والتصوف والفكر الشيعي، وكتب مترجمة من إيران.
وعن إصداراته الجديدة قال: أنا فى انتظار كتابى الجديد، الذى سيصدر عن الهيئة العامة للكتاب بعنوان «الأزرق والأبيض»، ويضم نصوصا مستوحاة من تجربة الجراحة التى أجريت لى من سنتين.
أما الكاتب يوسف القعيد فقال: معرض الكتاب حقيقى منظم ومنتظم المواعيد وبرنامج ثقافى حافل بكل الاتجاهات الفكرية والسياسية، مما يؤكد أن المحاضرين ليس مع ولا ضد اتجاه معين، وينطبق عليه العنوان ومحور النقاش «حوار لا تصادم»، والمناظرات نموذج لطرح الرأى والرأى الآخر، وبالنسبة للندوات أرى أن الاعتذارات قليلة جدا، ومقبولة فى ظروفنا هذه الفترة، والتنافس بين دور النشر أفاد القارئ، لذلك كنت فى حيرة ماذا اشترى؟ رغم أننى حددت مسبقا بعض الكتب التى أحتاجها، لكنى وجدت نفسى أشترى مجموعة أخرى، وهذه هى الثقافة تفتح شهية الكاتب.
واتفق القعيد مع الغيطانى فى أن اختيار ليبيا ضيف شرف الدورة كان مفاجأة لنا، حيث وجدنا إصدارات جادة، واشتريت بالفعل مجموعة كتب من جناح ليبيا، أيضا لاحظت إصدارات كثيرة للشباب وهذا شيء رائع يمنح الجيل الجديد فرصته فى النشر، ليكملوا مسيرة الأدب والثقافة، حتى إن كانت كتاباتهم فى أول الطريق لكن بداية تستحق التشجيع.
وأكمل: لاحظت أن الإقبال كثيف من الجمهور، وهذا يؤكد أن مهما كانت بعض الكتب موجودة على الإنترنت ومتاح تحميلها، سيظل للكتاب الورقى متعه خاصة ومذاق مختلف، ومقولة أن توافر الكتب على الإنترنت يؤدى إلى تراجع بيع الكتاب الورقى خاطئة، لأن القارئ الحقيقى يدرك ويعى قيمة الكتاب الذى يمسك به ويقرأه عده مرات ويكتب ملاحظاته وتعليقاته، لكن هذا لا ينفى أن الكتاب الإلكترونى يسهم فى زيادة وعى مستخدمى الإنترنت.