مئات الاطفال في قرية شكشوك مركز ابشواي بالفيوم قتلت براءتهم وسط مياه بحيرة قارون بعد تسربهم من التعليم في سن مبكرة للعمل علي مراكب خشبية في صيد الاسماك يواصلون عليها الليل بالنهار من أجل توفير قروش محدودة لأسرهم التي تعاني من الفقر بسبب تراجع الانتاج السمكي داخل البحيرة لم يقف الامر عند الاولاد بل امتد للفتيات الصغيرات اللاتي يعملن في تقشير الجمبري الذي يأتي للقرية من محافظات دمياط والاسكندرية والعريش ثم يعود بعد تقشيره الي المطاعم الشهيرة بالقاهرة والجيزة والاسكندرية . "روزاليوسف" التقت هؤلاء الاطفال لترصد معاناتهم واحلامهم البسيطة بعد أن تركوا تعليمهم واتجهوا الي سوق العمل مبكراً. اسلام طلعت 12 سنة قال تركت دراستي بعد الصف السادس الابتدائي للعمل صياد فوالدي يعمل صيادا في بحيرة ناصر بأسوان ووالدتي تحتاج مصروفات للانفاق علي شقيقاتي البنات فقررت الهروب من المدرسة للعمل علي أحد المراكب بمبلغ سبع جنيهات يوميا . أما محمد شافي 11 سنة تلميذ بالصف الخامس الابتدائي فوالده متوفي ويعمل من أجل الانفاق علي تعليمه لأن والدته تعنفه وتضربه ان تغيب عن المدرسة. وأكد محمد ناصر 10 سنوات أنه يذهب للبحيرة لتعلم مهنة صيد الاسماك وتقشير الجمبري وعمله عبارة عن القاء الشباك في مياه البحيرة وسحبها مقابل 60 جنيها في الاسبوع خاصة ان اصحاب المراكب يستعينون بالاطفال لانها شاقة بالنسبة للكبار. وهشام شريف 11 سنة بالصف الرابع الابتدائي رسب في امتحانات الصف الثالث الابتدائي بسبب انشغاله بمهنة الصيد خاصة، وأوضح انه يذهب مع والده في فصل الصيف الي اسوان للصيد في بحيرة ناصر ويعود لبحيرة قارون في فصل الشتاء ويتمني مواصلة تعليمه رغم تأخره عن أقرانه عاما. وحكي عويس 11 سنة أنه الولد الوحيد بين 6 بنات وأن والده يعمل صيادا وطلب منه ترك الدراسة والعمل معه علي المركب مضيفاً أنه في غاية الحزن علي ترك دراسته وهو في الصف الرابع الابتدائي ويريد العودة للدراسة لكن والده يرفض لانه يوفر ما يقرب من 180 جنيها شهريا. ثروت محمد عبد التواب تاجر أسماك أوضح ان عمل هؤلاء الاطفال يعرضهم لمخاطر الغرق ويحدث ذلك أحيانا كثيرة حيث يتم انقاذ البعض والفشل في انقاذ البعض الاخر وانه لا يمر شهر والا تحدث حالة وفاة لطفل غرقا داخل مياه البحيرة..وبحثا عن الجهة المسئولة عن عمل الاطفال في هذه المهنة الخطرة وتسربهم من التعليم تحدثنا مع سمير الشورة رئيس جمعية صائدي الاسماك بقرية شكشوك الذي أكد أن هؤلاء الاطفال خارج نطاق مسئولية الجمعية لأنهم لا يحملون تراخيص للصيد أو العمل علي مراكب حيث إنهم حديثو السن وهناك جهات أخري مسئولة عن عمالة الاطفال. أما د. سناء هارون امين المجلس القومي للمرأة بالفيوم فأشارت إلي ان هناك خطة لمواجهة هذه الظاهرة- عمالة الاطفال - ومكافحة أصحاب الاعمال الذين يستخدمون الاطفال في الاعمال الشاقة والخطرة كما يتم التنسيق مع مديرية التربية والتعليم بالمحافظة لحصر الاطفال المتسربين من التعليم ودعوتهم للعودة إليه مرة أخري. وقال حسن حجازي وكيل وزارة التربية و التعليم بالمحافظة ان أولياء امورهم هم المسئولون عن هروب هؤلاء الاطفال من مدارسهم للعمل في مهنة الصيد عنهم وأنه يقوم بإرسال لجان لمتابعة الأطفال المتسربين من مدارس القري التي تقع علي شاطئ بحيرة قارون لمنع أي تلميذ في مرحلة التعليم الأساسي من دخول الامتحانات اذا كان من المتغيبين.