فى الوقت الذى يخشى فيه المسرحيون التابعون لوزارة الثقافة من الرفض أو التضييق على أعمالهم المسرحية يؤكد المستقلون على أنهم سائرون فى طريقهم بلا خوف أو تردد، على رأس هؤلاء المخرج المسرحى محمود أبودومة أهم الكيانات المستقلة الناجحة فى مدينة الإسكندرية والتى لا تخضع عروضها للرقابة كما هو معتاد مع العروض الأخرى فعن عمله فى ظل حكم التيار الإسلامى يقول: أعمل دائما كفنان حر وأقدم عملى كما هو وحتى الآن لم نصدف أى مضايقات لكن لابد من التأكيد أن استمرارنا فى العمل أكبر رد على أى هجوم يتعرض له الفن، وبالفعل أقمنا مهرجان «الشوارع الخلفية» وهو مهرجان مسرحى مستقل تابع لمؤسسة «تياترو الإسكندرية» يشارك فيه عدد غير قليل من الدول الأوروبية وهو يعتمد على فلسفة جديدة وهى العرض فى الأماكن المفتوحة وتقديم الفن فى أماكن غير تقليدية مثل الشوارع والمدارس ومعهد جوتة وحديقة أتيليه الإسكندرية إلى جانب عروض بمسرح المكتبة والمركز الثقافى الفرنسى. ويضيف: من الدول المشاركة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وصربيا وأوكرانيا وفلسطين ولبنان وسوريا وتونس وألمانيا والنمسا وسويسرا.
وعن احتمال قد تتعرض هذه الكيانات المستقلة لمضايقات الفترة المقبلة حيث أكد الناقد المسرحى جرجس شكرى:
فى رأى الإخوان والسلفيين غير المتفرغين حاليا للفن حتى يبدأوا فى هجماتهم لأنهم حاليا مشغولون بهم أكبر وهو ترسيخ أقدامهم سياسيا بالمجتمع بعدها سيتم التركيز وإن كانت المسألة قد بدأت فى حالة من التضييق ماليا على وزارة الثقافة ففى الحقيقة الوزارة أصبحت بلا أموال بمعنى أنه ليست هناك أموال من الأساس لإنتاج عروض مسرحية أو اقامة مهرجانات حتى يتم السماح أو المنع.
ويقول: نحن فى مرحلة تشويش وتناقضات فعلى سبيل المثال ترفع قضية إزدراء الأديان على عادل إمام بسبب أعماله المسرحية والسينمائية وفى اليوم التالى نجد المرشد ومجموعة من السلفيين يتغزلون فى عادل إمام، ويجلس رئيس الجمهورية مع الفنانين ثم تخرج تيارات متشددة ترفض هذه الزيارة وتنتقدها بشدة، كل هذا ولا نعلم أين الحقيقة لكن فى النهاية نحن فى ظل نظام دينى فماذا ستنوقع منه، كل شىء متوقع أن يحدث وعلى الفنانين ألا ينتظروا الدولة تدافع عنهم كما كان من قبل بل يجب أن يخوضوا المعركة بأنفسهم.
وقد سبق وتعرضت بعض العروض المسرحية بهجوم من رئيس البيت الفنى للمسرح السابق السيد محمد على حتى إنهم اتهموه وقتها بتبعيته لجماعة الإخوان المسلمين، فقد هاجم على كل من عرض «دعاء الكروان» للمخرجة كريمة بدير الذى سبق وعرض على مسرح الغد، وقال عنه إن العمل يحوى رقصة بين شاب وفتاة خادشة للحياء، وكذلك هاجم بشدة عرض «الكلام فى سرى» لريهام عبدالرازق وأكد أنه عمل خادش للحياء ولا يليق للأسرة المصرية، ليس هذا فحسب فقد سبق أيضا وقال على الغريب مسئول لجنة المسرح بجماعة الإخوان المسلمين إن الرقص على المسرح يكون للرجال فقط وليس للنساء!!