بالرغم من ضعف المنتخبات التي واجهها المنتخب المصري في دورة حوض النيل والتي بثت في نفوس الجماهير المصرية القلق خاصة أن المنتخب الوطني مقبل علي مباراة حاسمة في التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا مع جنوب أفريقيا المقرر لها يوم 25 مارس المقبل في جوهانسبرج إلا أن خبراء الكرة اجمعوا علي أهمية هذه الدورة وفي هذا الوقت بالذات. فهذه الدورة جاءت في وقت مناسب جدا بالنسبة لمنتخبنا الوطني وهناك لاعبون بعيدون عن مستواهم يسعي الجهاز الفني إلي عودتهم لسابق عهدهم من خلال المشاركة في تلك البطولة وآخرون بعيدون عن التهديف أتاحت هذه المباريات لهم كل الفرص لكي يستردوا حسهم التهديفي.. كما أن مثل هذه المباريات تعد فرصة ذهبية للجهاز الفني للدفع بعناصر جديدة يمكن الاحتياج لها خلال المرحلة المقبلة.. كما أنها تعطي الثقة للاعبين الذين غابت عنهم خلال الفترة الماضية.. فالغرض الأهم من المشاركة في مثل هذه الدورات هو تطبيق الخطط الموضوعة وزيادة الانسجام بين خطوط الفريق وتفعيل عملية الضغط علي المنافس والحد من الأخطاء خاصة الدفاعية منها بعد أن كشفت الفترة الأخيرة وجود أخطاء سواء فردية أو علي مستوي التنظيم الدفاعي. في البداية أكد جمال عبدالحميد الخبير الكروي أن دورة حوض النيل من أهم الدورات التي خاضها منتخبنا الوطني خاصة في هذا التوقيت، وإن كان يتمني اقامة هذه الدورة قبل بدء التصفيات الأفريقية. وقال جمال عبدالحميد مشكلة منتخبنا الوطني هي عدم القدرة علي اللعب مع المنتخبات الصغيرة وهي دائما ما تضعنا في مواقف صعبة ومعقدة في كل تصفيات نخوضها.. وضعف مستوي المنتخبات المشاركة في دورة حوض النيل تعلمنا منه كيفية اللعب مع المنتخبات الصغيرة وكيف نكسبها وهذا هو المهم. وأشار جمال عبدالحميد إلي أن الدورة تأخذ الطابع الرسمي الذي يخلق تنافسا يختلف في شكله ومضمونه عن المباريات الودية.. كما أنها أتاحت الفرصة للكابتن حسن شحاتة لايجاد قاعدة عريضة للاختيار خلال الفترة المقبلة من خلال اشراك كل اللاعبين الذين تم ضمهم حتي يحصلوا علي الفرصة الكاملة للكشف عن مدي أحقيتهم بالانضمام إلي صفوف المنتخب كما أنها فرصة لكي يطمئن علي القوام الأساسي للفريق كما أنها تتيح الفرصة للوقوف علي مستوي البدلاء فالمشاركة في مثل هذه الدورات أفضل بكثير من اقامة معسكر خارجي أو لعب مباريات ودية لا تغلفها الصبغة التنافسية التي تفيد الفريق وبرغم تواضع بعض المنتخبات المشاركة في هذه البطولة إلا أنها فرصة لعودة الثقة واكساب بعض اللاعبين الشبان للخبرات الدولية وتطبيق وتنويع الخطط التي يسعي إلي اللعب بها في المباريات المقبلة أمام جنوب أفريقيا. المعلق الرياضي محمود بكر اعتبر دورة حوض النيل «طوق النجاة» للكابتن حسن شحاتة للخروج من أزمة التصفيات، موضحا أن هذه الدورات أعطت فرصة ذهبية لضم لاعبين جدد وعودة الروح المعنوية مرة أخري وحالة التجانس بين اللاعبين. وقال بكر إن دورة حوض النيل حركت اللاعبين والجمهور برغم تواضع مستوي المنتخبات المشاركة إلا أنها فرصة للاستفادة من كيفية اللعب معهم خاصة أن من الصعب لعب مباريات ودية أو تجريبية أخري خلال الفترة المقبلة، باستثناء مباراة المنتخب الأمريكي، وذلك بعد أن توقف الدوري فترة طويلة لاقامة دورة حوض النيل. الكابتن طارق يحيي مدرب فريق مصر المقاصة أكد أن مشاركة المنتخب في هذه الدورة تخللتها فوائد عديدة أبرزها اكساب اللاعبين الجدد الذين وقع عليهم اختيار الكابتن حسن شحاتة لخبرات دولية جديدة بشكل تدريجي حيث لا تتحمل هذه العناصر المشاركة دفعة واحدة في مباريات من العيار الثقيل حتي لا تحترق مبكرا بل يجب الدفع بها في مباريات تدريجية كما أنها فرصة جيدة للعائدين من الاصابات في الوصول إلي أعلي مستوي من الجاهزية والدليل علي ذلك حسني عبدربه وأيضا اكساب المهاجمين ثقة العملية التهديفية أمثال أحمد بلال والسيد حمدي كما أنها فرصة جيدة للجهاز الفني للوقوف علي العمود الفقري للمنتخب وتجربة خطط وطرق اللعب التي سيلعب بها المباريات المقبلة الحاسمة في تصفيات أفريقيا. من جانبه أشاد أسامة عرابي المدير الفني لفريق الانتاج الحربي بالدورة وأهميتها بالنسبة للمنتخب المصري، قائلا إن هذه البطولات المجمعة تعود بالفائدة علي أبناء حسن شحاتة خاصة أن المنتخب المصري يجيد اللعب في الدورات المجمعة أفضل من لعب مباريات متقطعة الفترات. وأضاف عرابي المنتخب المصري يلاقي في البطولات مدارس أفريقية مختلفة واعتقد أن المنتخبات المشاركة تلعب بكامل صفوفها، خاصة أن هذه المنتخبات تستعد لبطولات أخري منها التصفيات الأفريقية وهذا ما يعود بالنفع علي منتخبنا الوطني. وأشار المدير الفني للانتاج الحربي أن شحاتة تمكن من ضم عدد كبير من اللاعبين للوقوف علي جاهزيتهم ومدي تأقلمهم مع المنتخب وشهدت القائمة وجوها جديدة أمثال أحمد بلال مهاجم سموحة والسيد حمدي مهاجم بتروجت والذي اعتقد أنه تمكن من اثبات نفسه إلي حد كبير مع المنتخب المصري من خلال تحركاته الواعية واعتقد أن هذه البطولة خير استعداد لمباراة جنوب أفريقيا، خاصة أن المنتخب قادر بإذن الله علي الفوز بهذه المباراة في جنوب أفريقيا.