مأساة حقيقية يعيشها مزارعو أراضي البر الشرقي التي تمتد بطول 40 كيلو مترا بداية من قرية العزب مركز الفيوم حتي عزبة الخمسين مركز اطسا وتنتهي في مركز يوسف الصديق بسبب الحملات التي شنتها أجهزة الري لإزالة أكثر من 200 بئر وماكينة رفع أغلبها صادر لها موافقات من أجهزة الري والكهرباء . المزارعون وصفوا ما يحدث بحكم "الإعدام" عليهم واسرهم خاصة أنه يدمر اراضيهم التي تصل مساحتها 8 آلاف فدان بعد ان اصبحت مهددة بالجفاف لعدم وصول مياه الري اليها . أحمد المراكبي "مزارع" يقول انه حصل علي بكالوريوس تكنولوجيا البصريات ورفض السفر للخارج ليتفرغ لزراعة 32 فداناً ورثهم عن والده واستدان 120 ألف جنيه لشراء تقاوي واسمدة لمحصولي البصل والقمح ليفاجأ مؤخراً بإزالة ماكينات الري التي تمد ارضه بالمياه مؤكداً ان الاراضي لا تقبل الري بالرش أو التنقيط لاحتوائها علي نسبة عالية من الأملاح . ويضيف أحمد علي عبد الهادي : أمتلك خمسة أفدنة حصلت عليها من إدارة أملاك الدولة منذ 20 عاما وأسدد اقساطها السنوية بعد حصولي علي موافقات من الري والكهرباء بتخصيص ماكينات لرفع المياه للأراضي التي ترتفع عن منسوب البحر حوالي 7 أمتار وفجأة قام مسئولو الري بتحطيم ماكينة الرفع لتصاب الاراضي بالجفاف. ويشير يوسف أبو طالب "مزارع" الي أنه يمتلك 40 فدانا تم ربطها وتمليكها من إدارة أملاك الدولة منذ 25 عاما ويقوم بزراعتها بالقمح والزيتون والطماطم وتنتج أفضل أنواع المحاصيل حيث ينتج الفدان الواحد ما يقرب من 18 أردب قمح إلا ان تحطيم آبار المياه والفتحات التي تروي بها الأراضي سيتسبب في تدميرها. ويقول ناصر عبد الفتاح إبراهيم : أمتلك 6 أفدنة بعقود مسجلة من عام 1955 وكانت باسم والدي وقمنا بتركيب عدادات المياه والانارة الخاصة برفع المياه وللأسف أنهوا عليها بقرار غير مدروس مضيفاً ان الاراضي ستصاب بالبوار وستقوم الجمعية الزراعية بقلمشاه بتحرير محاضر تبوير ضد المزارعين . ويوضح محمود علي مزارع أن البئر الواحد يتكلف حوالي 20 ألف جنيه وتم حفرها منذ عشرات السنين إلا ان الري يقوم بهدمها والاستيلاء علي ماكينات الرفع المرخصة مؤكداً أن المزارعين كانوا يسددون 2150 جنيها سنويا لإدارة أملاك الدولة بجانب الضرائب العقارية عن الأطيان . ويصف عبد العظيم الباسل عضو مجلس الشعب عن دائرة اطسا ما حدث للاراضي ب"المخالف" للقرارات الوزارية خاصة أنهم يملكون عقوداً من أملاك الدولة ومصرح لهم بامتلاك ماكينات ري وإقامة آبار. أما كمال الشريف وكيل وزارة الري فيؤكد أن هناك 200 مخالفة تعد علي بحر الغرق من الجهة الشرقية ستتم إزالتها حيث إن الفدان يستهلك مياه توازي حصة 5 أفدنة الأراضي العادية موضحاً أن عمليات الإزالة تمتد لمسافة 40 كيلو مترا للقري الواقعة علي بحر الغرق العمومي .