فيما بدا أنه جهد حكومي وبرلماني منظم للرد علي محاولات تشويه مصر بالخارج والتدخل في شئونها الداخلية تحت مزاعم حماية الأقباط، شهدت مصر أمس عدة فعاليات صبت جميعها في هذا الاتجاه، حيث كلف رئيس مجلس الشوري صفوت الشريف لجنة حقوق الإنسان بالمجلس في أول اجتماع لها بوضع آليات لمواجهة محاولات تشويه صورة مصر دوليا داعيا اللجنة للتعاون مع المجلس القومي لحقوق الإنسان في هذا الصدد. وشدد بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي حضر اجتماع اللجنة علي أهمية الدفاع عن صورة المصري بالخارج حتي لا تتأثر مكانته دوليا لافتا إلي أن الأممالمتحدة تتدخل في الشئون الداخلية للدول تحت مسمي حقوق الإنسان. وتابع غالي: أي حادث يجري داخل مصر موضع اهتمام المجتمع الدولي نظراً لمكانة مصر وتاريخها ودورها الدولي رغم اهمالنا للجانب الافريقي ولذا نحتاج لتحسين صورة مصر علي المستوي العالمي. وفي مجلس الشعب وبعد أن وقف النواب في الجلسة العامة أمس دقيقة حدادًا علي أرواح شهداء جريمة الإسكندرية أكدوا رفضهم أي وصاية خارجية علي مصر أو التشكيك في مؤسسات الدولة. ورد رئيس البرلمان فتحي سرور علي مطالبات بفتح جميع الملفات المتعلقة بالأقباط قائلاً: إن الربط بين مشاكل الأقباط والحوادث الإرهابية يزيد ما تزعمه دوائر أجنبية حول اضطهاد الأقباط، معتبرًا مزاعم الاتحاد الأوروبي ولجنة حقوق الإنسان الألمانية في هذا الصدد عدائية. واتفق معه النائب د.زكريا عزمي داعيا إلي احترام الدولة وضبط العنف قائلا: إن هذا ما فعله البابا شنودة، وطالب بضرورة تطبيق القانون علي وسائل الإعلام التي تدلي بمعلومات عشوائية ومغلوطة تؤثر وتتدخل في سير التحقيقات الجارية. وفي صعيد آخر التقي وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق اللجنة البرلمانية الألمانية المشكلة من الحزبين المسيحي والاتحاد المسيحي الاجتماعي بالبرلمان الألماني ورفض زقزوق مزاعم أعضاء الوفد بوجود اضطهاد للأقباط قائلاً: أن أي حدث عارض لا يمكن أن يؤثر في النسيج الوطني وقال: «الإيمان بالمسيحية جزء من العقيدة الإسلامية ولا توجد قيود علي ممارسة أي مواطن لشعائره الدينية». وأضاف زقزوق إنه يجري حاليا إعداد مشروع قرار لبناء الكنائس سيصدر قريبًا، مشيرًا أيضًا إلي أن قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين سيعرض علي مجلس الشعب لإقراره في دورته الحالية. وقالت مصادر: إن ما أعلنه من قبل وزير الشئون القانونية مفيد شهاب بشأن هذا القرار الجمهوري بخصوص بناء الكنائس قد تسارعت وتيرته في الأيام الأخيرة. من ناحيتها أشادت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة برد الفعل القوي من جانب المسلمين المصريين الذين احتشدوا لمساندة الأقباط في احتفالهم بعيد الميلاد رغم المخاوف من هجمات إرهابية جديدة. وقال مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة في جنيف السفير هشام بدر إن المفوضية السامية لحقوق الإنسان أشادت أيضا - في بيان لها- بالتعامل الحكومي والشعبي في مصر مع حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية ونبه البيان إلي أن الهجمات التي تستهدف الكنائس والمساجد والمعابد اليهودية وجميع الأماكن الدينية في جميع أنحاء العالم، إنما تمثل جرس إنذار للجميع وذلك باعتبار أن التحدي لا يقتصر علي منطقة أو ديانة بعينها. تفاصيل شئون مصرية ص3 وشئون سياسية ص5 وعشرة عمر ص15