فى فترة الستينات ظهر كواحد من ألمع نجوم الكرة.. تألق فى ناديه وحقق معه انجازات لم يحققها لاعب مثله.. صعد فى الدرجات حتى وصل لقيادة منتخب مصر ككابتن للفريق..كان نموذجا فريدا فى أدائه وعطائه ..لقب بالصخرة والفدائى ..أصبح عنوان للاداء الرجولى ومنذ ربع قرن عرفته داخل نادى الاتحاد ..كنت أبدأ أولى خطوات السلم الصحفى وكان هو فى أول درجات عمله بعد الاعتزال ..عرفته عن قرب بشهامة أبناء البلد وخفة الظل المعهودة للسكندريين ..ظل رغم اعتزاله نجم تحوطه الاضواء .. الكابتن بوبو واحد من أكثر أسماء لاعبى الكرة السكندريين شهرة وعطاء ..خاض كافة الانتخابات فى نقابة المهن الرياضية ونال ثقة الجميع ..حرمته اللوائح من التواجد داخل مجلس ناديه لعدم حصوله على المؤهل العالى مع انه يحمل أعلى الشهادات الرياضية بما حققه لناديه ومنتخب مصر .. لم يكن بوبو لاعب عادى أو نجم مشهور وإنما تاريخ حافل على مدار سنوات طويلة وبالأمس القريب سقط الكابتن بوبو فريسة للمرض وللتعب ونحمد الله على تدخل سيادة المشير لعلاجه على نفقة القوات المسلحة وهو أمر يستحق الشكر والثناء ولكن ماذا لو لم يكن المشير قد علم بحالته ..من يوفر العلاج لهؤلاء الأبطال الرياضيين .. إن قضية علاج الرياضيين من أهم القضايا التى تحتاج إلى رؤية خاصة أن هذه الأجيال كانت تحصل على ملاليم حيث كانت تلعب الكرة للكرة ..الرياضة للهواية ..ولاأظن أن هناك ملف إنسانى يستحق الاهتمام والبحث لدى المجلس القومى للرياضة أهم من ملف علاج الرياضيين ..للأسف الشديد هذه القضية لاتجد أى آذان صاغية وأتذكر وأمامى صور لنجوم قدامى رحلوا عن الدنيا مثل الكابتن أحمد كاطو وسعد راشد وآخرين دون أن يحظوا برعاية علاجية حقيقية من المسئولين عن الرياضة وتحملوا هم وأسرهم أعباء العلاج .. هذا الملف يحتاج إلى نظرة بدل من إضاعة وقتنا فى مشاكل ساذجة وتافهة بعيدا عن المشاكل الحقيقية للرياضيين .. نحن فى أمس الحاجة إلى العمل على إيجاد مشروع علاج للرياضيين يتم من خلاله إنهاء آلام عشرات بل مئات الرياضيين ممن قدموا الكثير لمصر ..بوبو لن يسقط وحده وإنما سقط من قبله وسيسقط من بعده العشرات ربما ينقذهم قرار سيادى لكن بالتأكيد يحتاجون لمشروع علاجى ينهى الآمهم واوجاعهم ويحفظ كرامتهم فى وقت أصبح العلاج فيه سلعة غالية الثمن وحتى لايصبحون خارج الخدمة..