** لا أكاد أصدق أن من كانوا فى يوم من الأيام وراء انهيار كرة القدم، وسجلوا أسوأ نماذج الإدارة بالخلط بين العام والخاص.. وعدم التفرقة بين الصواب والخطأ.. أو بين الحق والباطل، وكانوا وراء الانهيار الذى لحق باللعبة عبر سنوات، أو على الأقل لم يلحقها أى تطور بالمعنى الحقيقى للتطور.. بل لنقل إنها تأخرت وتخلفت كثيرا، وربما لم تعد حتى تكافئ مثيلاتها فى المنطقة العربية، سيكون منهم من يتقدم الصفوف من جديد لكى يتولى أمور كرة القدم فى بر مصر.. ألهذا الحد باتت الأمور سهلة وميسورة؟ ألم يعد لماضى الإنسان ونتاج ما قدمه أى دور فى تحديد ما إذا كان ينبغى أن يتصدى لمسئولية من جديد أم لا؟ هل من المعقول أن من راهن على عصر وارتضى هذا الرهان ودافع عنه.. وأيضا انتفع منه وبه.. يمكن أن يكون هو نجم عصر آخر ويستفيد منه كذلك؟ هل استعصت الرياضة وكرة القدم على الثورة ولم يكن بمقدورها أن تحرك "ورقة" من مكانها فبقيت كل الأشياء على حالها هكذا؟ هل فعلا صار الفساد أشد عنفا، وأكثر تبجحا، وأصعب فى السيطرة مما كان عليه من قبل؟ ما هو سر صمت كل من يتشدقون بمحاربة الفساد ودعاة الطهارة مما يجرى الآن؟ لماذا هذا التجاهل الغريب لكل التحركات التى تجرى على المسرح ولا أحد يتحرك؟ أين الإعلام المصرى الموقر الذى يشهر أسلحته على الفاضى والمليان؟ وما هو السر فى هذا السكوت رغم أن الكل يتكلم كثيرا عن النزاهة والشرف؟. -*- ** يوم الأحد .. كانت مباراة القمة المصرية التقليدية بين الأهلي والزمالك، وهى هذه المرة فى دورى الأبطال الأفريقى، والمباراة لا تعنينى من الجانب الفنى، لأن الكرة المصرية بشكل عام ليست تلك التى تستحق ما نفعله حيالها، فهى كرة العالم الثالث، تماما مثل كل الأشياء الأخرى، التى يختلف مستواها، وآلياتها، ونظمها، وقيمها، وأخلاقياتها، وثقافتها، واقتصادياتها، عن كرة العالم المتحضر.. كرة العالم الأول، ولن تعنينى المباراة من جانب تأثيرها على وضع المجموعة، فهذا ما يمكن أن يحدث فى موضع آخر، ولكننى أهتم بالمباراة من جانب كونها من قمم مصرية قليلة أقيمت بعد ثورة 25 يناير، التى مازلنا نراهن على أن تكون سببا فى التغيير الذى أنادى به منذ سنوات، وأتمناه لوطن أحبه كثيرا، وربما أن هذا السبب لم يكن كافيا عند البعض، لا مانع.. ولذلك هناك سبب آخر يدفعنا إلى الرهان على أن تكون هذه المباراة هى بداية جديدة تختلف تمام الاختلاف عما كان قبلها، وأعنى هنا.. الحادث الدموى المأساوى، الذى وقع فى استاد بورسعيد، وشهد سقوط 74 ضحية من جمهور النادى الأهلى، وهى الحادثة التى كان يتعين أن تصبح سببا مباشرا وقويا لتغيير وجه الرياضة فى مصر، وهو ما لم يحدث، وضاعت الفرصة بين جدل عقيم، و"خايب" حول تفاصيل الحادث نفسه، ولم يعننا وقتها ولأشهر طويلة سوى محاولة كل طرف أن يوجه للآخر، أكبر قدر من الاتهامات، والسعى لتحميله أضخم قدر من المسئولية!! عشنا مرارة الحادث.. وقسوة أن يسيل هذا القدر من الدماء البريئة، وفى النهاية لم نصل إلى شىء.. بقيت الحادثة بآلامها ومواجعها، وأيضا.. آثارها وتداعياتها ونتائجها، ولم يتغير أى شىء على أرض الواقع.. فهل تكون مباراة القمة المقبلة هى أول خطوة لكى تكون ملاعبنا أنظف، وأرقى، وأكثر تحضرا وأشد قربا من قيم الرياضة، ومعانى التسامح، وأكثر التزاما بمعانى وصور التحضر.. وليست ميدانا للتراشق والسباب والخروج عن الآداب، واستباحة الآخرين والتجاوز فى حقهم.. وكأن الجمهور صار مركز قوى لا يستطيع أحد إيقافه، أو كأنهم صاروا وحدهم ينطقون والعياذ بالله بالحق وعلى الجميع السمع والطاعة.. ليه يطلعوا مين دول؟ الواحد منهم يشترى تذكرة بعشرة جنيهات ويتصور أنه ملك الدنيا بها، أو أن هذه التذكرة منحته إلى جانب الحق فى مشاهدة المباراة أن يستعبد كل من له علاقة بالمباراة التى يحضرها.. يا رب يخلف ظنى فى المباراة المقبلة؟ وأتمنى أن تكون بداياتها قبل أن تقام جميلة بين الجماهير.. سواء فى البيوت أو الشوارع، أو على صفحات الفيسبوك، أو فى البرامج الرياضية، وعلى شاشات الفضائيات.. يا رب يخلف ظنى، وتكون بداية لواقع أفضل. -*- ** أجاز الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية إفطار اللاعبين واللاعبات فى رمضان، مؤكدًا أن الإسلام دين السماحة واليسر، وطبقا لشرع الله والنص القرآنى فى سورة البقرة فى قوله تعالى: "فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر".. هذا ما أنقله عن جريدة الأهرام فى صفحة الرياضة يوم الثلاثاء الأسبوع الماضى، ومن حق أى صائم أن يستخدم الرخصة التى تتاح له، ولكن لو كان على جانب الرياضة، فقد سبق أن أجريت على صفحات مجلة الأهرام الرياضى حوارًا مع مفتى الجمهورية الأسبق الشيخ نصر فريد واصل.. سأكتفى بعنوانه فقط الذى قال فيه: "إفطار اللاعبين فى رمضان حرام".. وهذا يكفى. -*- ** أسوأ رأى يمكن أن تصادفه فى حياتك.. هو ذلك الرأى الذى يخرج من صاحبه مدفوعا بالغيظ أو الغضب، وكلاهما لا يتيح أن تقتنع أبدا بما يحمله هذا الرأى.. فما بالك لو كان مكتوبا، ومحفوظا وسيبقيه التاريخ فى ملفك.. بس خلاص!! -*- ** بعد واقعة اقتحام عدد من مشجعى الأولتراس مران الأهلي الأسبوع الماضى.. ظهرت لافتة وتردد هتاف قيل فيه ما يعنى أن عصر صالح كان مختلفا.. وهذا صحيح، لأن مصر كلها كانت مختلفة، وكان الناس أنفسهم مختلفين، وكان الجمهور هو الآخر مختلفا.. ولو كان قد حدث ما حدث من الأولتراس فى أيام صالح.. ما جاء تصرفه بالليونة والحنية التى تم التعامل بها مع كثير من تصرفات الأولتراس مع إدارة الأهلي الحالية، وربما من خلال معرفتى الجيدة بالرجل، وقربى منه لعدة سنوات.. لم أحاول تعريض تفاصيلها للضوء أو الحديث عنها.. كان الكابتن صالح سيكون عنيفا جدا.. مع مثل هذه التصرفات المتهورة التى رفضها الناس كلهم.. وربما أنه كان سيقف موقفا حاسما وحازما وعنيفا مع كل صور الخروج عن النص التى جرت على يد عناصر من الأولتراس.. الأفضل لمن تكلم عن الكابتن صالح أن يعيد التفكير فى كلامه مرة أخرى.. لأن الكابتن صالح بالتعبير الدارج مكانش بيحب الحال المايل، وربما لو كان قد حدث بعض مما جرى وعشناه معا فى السنوات الأخيرة، لا أظن أنه كان سيفعل غير "نفخ" كل من أخطأ وكان له علاقة باسم الأهلي!!