هل كان التعادل مع سيراليون مجرد عادة سيئة اعتاد عليها الجهاز الفني في بداية كل تصفيات ولا يستطيع ان يستغني عن عادته لانه يؤمن بالمثل الشعبي القائل »ربنا ما يقطعها عادة«!! ام ان التعادل جاء بعد مجهود خرافي من حسن شحاتة مدربنا الوطني بذله في دراسة المنتخب السيراليوني »الخطير« فلم يتمكن من فك طلاسمه!! ومن كثرة التركيز في دراسة المنافس اثناء الصيام اصيب شحاتة بالصداع والأرق.. وقلة النوم الناتجة عن ندرة المعلومات فجاءت خطته مليئة بالثقوب ومعبرة عن حالته بانها »تخاريف صيام«!! التعادل الخايب لمنتخبنا الكروي عادة سيئة اعتاد عليها جهاز المنتخب منذ ان تولي مسئولية تدريب المنتخب قبل خمس سنوات. وقد حار الخبراء والمتخصصون في هذه العادة »السخيفة« و»اللي تحرق الدم« والخاصة بالسقوط امام المنتخبات المغمورة. كثيرا ما نكد علينا جهازنا الفني بمواقف »بايخة« امام فرق مثل بتسوانا ورواندا وبوروندي وزامبيا واخرها سيراليون!! بالتأكيد هناك اسباب نفسية وراء مثل هذه التعادلات في بدايات التصفيات.. يعقب التعادلات المخيبة للآمال تبريرات واهية.. واعترافات من الجهاز الفني هدفها امتصاص غضب الجماهير مثلما يقول المدرب المساعد شوقي غريب ان »الجهاز الفني يعترف بتحمل المسئولية عن التعادل«!!.. وقوله ان »المنتخب خسر نقطتين ولم يكسب نقطة«..!! نعود الي الحالة النفسية.. هل هناك من يستطيع ان يجيب عن السؤال لماذا نسقط في فخ التعادل علي ارضنا مع الفرق المغمورة؟؟ بالتأكيد هناك اجابات كثيرة ومتنوعة.. البعض منها يتعلق بأسباب فنية معروفة.. لكن الغالبية العظمي تتعلق بنفسيات الجهاز الفني؟؟ الكثيرون يطالبون بالتوقف طويلا امام تصرفات جهاز حسن شحاتة قبل انطلاق كل تصفيات. والواقع ان شحاتة وجهازه يدخلون التصفيات وكل منهم منفوش كما الديك الرومي!! معهم حق..!! ولما لا وهم قبل شهور قليلة نالوا لقب بطل افريقيا للمرة الأولي أوالثانية أوالثالثة!! قبل التصفيات لا يحتمل أي فرد من الجهاز الفني ان يحك احد الصحفيين قريبا من انوفهم!! ويثور شحاتة.. ويفور.. اذا ما تعرض احدهم- الصحفيين -له بالنقد بسبب اختياراته!! وتظل »الحالة« تزداد تعاظما.. وبعد ان كان التعالي علي الصحفيين »حالة مؤقتة ساعة تروح.. وساعة تيجي«..!! تتحول بقدرة قادر الي حالة دائمة.. فتغلق التليفونات المحمولة في وجوه الصحفيين.. وتتغير الأرقام.. ويصبح ظهور شحاتة علي الاعلام ربما يكون ظهورا حصريا علي احدي الفضائيات ومدفوع الأجر الطاق.. طاقين ومقدما!! ويصبح ظهور أفراد الجهاز الفني للاعلاميين مناسبة سعيدة يجب ان يحتفل بها الجميع.. ويبالغ البعض فيصف ظهور الجهاز علي الاعلاميين في مثل هذه الاوقات بانه معجزة من معجزات الكرة تماما كما تظهر السيدة العذراء فجأة وتطل بنورها علي الأحباء ثم تختفي كالبرق!! ربما يكون القائلون لذلك مبالغون في الأمر كثيرا لكن بعض هذا يحدث دون ان يتدخل احد من الجبلاية ليقول لشحاتة وجهازه »عيب«!! مع اقتراب مواعيد المباريات الاولي في التصفيات يزداد الجهاز الفني ابتعادا عن الاعلام بحجة التركيز الشديد في المهمة الصعبة التي تنتظرهم!! وتزداد حالة التعالي علي الصحفيين قبل مواجهات البدايات مع الفرق الضعيفة!! لان هناك اعتقادا لدي أفراد الجهاز ان المباراة سهلة وهتعدي رغما عن انوف الصحفيين!! ما حدث من الجهاز الفني للمنتخب بقيادة حسن شحاتة قبل موعد مباراة سيراليون بيومين فقط اكبر دليل علي حالة التعالي علي الصحفيين!! فقد قرر شحاتة ان يكون التدريب قبل الأخير مفتوحا امام الصحفيين والاعلاميين. وقام اتحاد الكرة بالتنويه عن ذلك من خلال موقعه الرسمي علي شبكة الانترنت. وارسلت الصحف محرريها ومصوريها وكذا فعلت الفضائيات الي استاد القاهرة من اجل التغطية الاعلامية.. وانتظر الصحفيون طويلا حتي انتهي التدريب وفوجئوا بشحاتة يعطي تعليماته للاعبين بالتوجه الي غرف الملابس وان يدعوا الصحفيين في المدرجات دون لقاءات اواخبار اوالتعرف علي حالة المنتخب!!.. غضب الصحفيون.. وثاروا.. وهاجوا.. وماجو.. واعترضوا.. دون ان يعيرهم شحاتة أي اعتبار.. وفي اللحظات الأخيرة قبل ان ينفجر الصحفيون والاعلاميون جاء اليهم شوقي غريب المدرب العام ليلقي لهم بعض فتات المعلومات مع تصريح مقتضب لاحمد حسن قائد المنتخب وابتسامة باهتة للحارس الحضري دون ان يفتح فمه بكلمة واحدة ردا علي اسئلة الصحفيين.. ثم انصرف الثلاثي!!! ودمتم!!؟ المثير للسخرية ان تصريح غريب المقتضب ارتكز علي عدة كلمات وعبارة غريبة »نواجه منافسا مغمورا.. وليس لدينا اي معلومات عنه«!! يافرحتي!! وماذا كان يفعل الجهاز الفني والاداري طوال الفترة الماضية منذ ان تم اجراء قرعة التصفيات؟؟ ولماذا لم يسارعوا بجمع المعلومات عن سيراليون والنيجر؟؟ الخبثاء يضعون اجابات متعددة عن السؤال السابق فمنهم من يقول انهم- اي الجهاز- بحث عن أشرطة فيديولسيراليون ولم يجدوا لها اثرا!! والبعض الاخر يلقي المسئولية علي سفارة مصر في سيراليون لانها لم تعين ملحقا رياضيا كرويا يتابع اسرار تدريبات منتخب سيراليون ليوفر الجهد والتعب علي جهاز شحاتة المشغول بامور اخري اكثر اهمية من التعرف علي حالة منتخب سيراليون!! لكن المغرضين يحملون الجهاز الفني المسئولية كاملة ويتهمونهم »ظلما وعدوانا« بأنهم كانوا مشغولين باحصاء المكاسب المادية التي عادت عليهم بعد تجديد عقودهم وزيادتها المالية المعتبرة!! المهم.. جهازنا الفني نام في العسل طويلا!! ثم تعالي علي الصحفيين كثيرا!! وعندما حان موعد مواجهة سيراليون تاه الجميع في الملعب!! فلا خطة محكمة!! ولاتشكيل مفهوم!! ولاتغييرات مقنعة!! ولا نتيجة مرضية!! انتظروا في الأيام القادمة سيخرج علينا شحاتة ورفاقه ليطالبوا الاعلام بالوقوف خلف المنتخب!! وسيطالبون بالدعم والمساندة المعنوية لان المنتخب في ازمة!! وما ان يجتاز المنتخب الموقف الصعب.. حتي تعود ريمة لعادتها القديمة!! ويعود الديك الرومي لينفخ ريشه..!! هيه عادته ولاهيشتريها!!