ما يجري في قضية جدو هو تجسيد للحالة المتردية في الشارع المصري عموماً.. وليس الرياضي فقط. لاعب.. لعب بكل الأصول والقيم المتعارف عليها في الرياضة.. مثل غيره ممن سبقوه وارتكبوا نفس فعلته، مثل الحضري وشيكابالا والقباني وغيرهم. مرت أزمات سابقة.. ولكن يبدو أن هذه الأزمة لن تمر.. وربما لا تنتهي علي خير.. لأن أطرافها تشعبت، ودخل إليها مجموعة من المحامين الأفاضل الذين أصبحت أسماؤهم ملء السمع والبصر لأن »الكورة« كما يعرف الجميع تحظي بالأضواء المبهرة.. وما أدراك ما الأضواء حتي لو كانت »نص« مبهرة! أزمة الكابتن جدو تعقدت.. والأفضل أن تتعقد أكثر حتي تتضح الحقيقة في المحاكم.. أما مسألة »التطييب«، وعمليات »الطبطبة«، والطرق الملتوية في العرض أو التناول لترضية هذا أو ذاك.. فهذه كلها أمور لم تعد مقبولة، ومن الأجدي فعلاً عدم الذهاب لأي صلح، حتي لا تتكرر هذه المأساة. لقد اعتاد الكثيرون في الوسط، وبخاصة من اللاعبين أن يتم ارتكاب الجريمة أو المصيبة، وعادة »ما تولع« الدنيا.. ويظل الكلام علي كل لسان بفتاوي وآراء »خزعبلية« تزيد من الجدل »والهرتلة«، وبعد أن يبلغ »التقطيع« مداه، يخرج البعض مرتدياً ثوب الفروسية ليكسب »بنط« وينادي بالصلح.. هذا ما حدث في قضية السيد جدو. أي صلح؟.. »خليها مرة« توصل للمحاكم الدولية العالمية، وللأمم المتحدة، وجمعيات حقوق الإنسان.. عسي أن تكون النهاية الحقيقية لفصول الخناقات في مواسم الانتقالات. الأجواء العامة هي التي تفرز السلوك.. وتبعاً للقاعدة التي يقف عليها البني آدم.. إما أن يكون هذا السلوك محترماً أو غير محترم. أيام المعاناة.. مع الكهرباء والمياه كل شيء كان »موّلع« في الأيام والأسابيع الماضية.. الموجات الحارة تحرق الجلد، وتؤدي إلي الجفاف.. الشوارع زحمة وتحرق الأعصاب.. الأسعار ترتفع بجنون في جميع السلع بلا استثناء، بينما تصريحات المسئولين »ولا هي هنا«.. وتشير كالعادة إلي أن كله تمام »يا افندم« ليس هذا فقط، وإنما زاد الطين بلة انقطاع الكهرباء. هل يعقل أنه في القرن الواحد والعشرين.. وفي بلد السد العالي ينقطع النور عن القاهرة.. العاصمة.. وربما محافظات أخري، رغم ارتفاع أسعار الفواتير؟ والكلام الكبير عن الإمكانات الجبارة التي تتمتع بها هذه المؤسسة الكهربائية التي لا تعرف الأعطال. ولأن »المصايب« لا تأتي فرادي.. فقد كانت مأساة انقطاع المياه أكبر في القاهرةالجديدة.. ليس ليوم واحد، أو يومين وإنما عدة أيام. بيوت بدون مياه.. في رمضان.. وفي عز الحر.. كل عام وأنتم بخير. وكله كوم.. والزبالة في الشوارع كوم تاني.. يبدو أنه »مفيش فايدة«.. الناس تصرخ.. العالم ينادي.. الكل كان يتوسل للسادة المهتمين.. المحافظ الوزير عبدالعظيم وزير، والمهندس ماجد جورج وزير البيئة.. اليوم لم يستجب لا وزير.. ولا جورج.. الأمر الذي يجعل جموع المواطنين يرفعون أيديهم إلي السماء. في هذه الأيام المباركة أن يضع مجلس الوزراء علي أجندته تلك القضايا المهمة.. الكهرباء والمياه.. والزبالة. المؤكد أنها ليست قضايا معضلة، ولكن التعامل السلبي الروتيني معها، هو الذي جعل البعض ينظر إليها علي أنها معضلة. بالمناسبة.. كله »بينفد« علي كله.. لذلك قضية جدو طبيعية ومنطقية تتناسب مع إفرازات المجتمع. وقفة مع براءة الجبلاية برأت نيابة الأمور العامة مجلس إدارة اتحاد كرة القدم من الاتهامات التي وجهت إليه..وتم إغلاق صفحة مثيرة من الجدل. عندما حوّل المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة ملف ملاحظات الجهاز المركزي للمحاسبات إلي النيابة.. صال وجال المعارضون لاتحاد الكرة.. وهاج وماج من يحسنون الصيد في الماء العكر.. وارتفعت بعض الأصوات الحاقدة تقول إن هذه هي نهاية اتحاد الكرة.. وهات يا »تقطيع« في جميع أفراده، خاصة سمير زاهر. اليوم.. ظهرت الحقيقة.. والحقيقة المؤلمة هي أنه يحلو للبعض دائماً أن يطلق الاتهامات قبل أن يفصل القضاء.. وهؤلاء الآن ينبغي أن يحاكموا لينالوا العقاب، وإلا سيزداد التسيب في كل شيء. أسئلة حائرة: هل أصبح الإعلام داعماً ل»البجاحة« في بعض الأحيان؟ كيف يمكن إثبات حقيقة دون أن تكون الأغلبية للعقلاء؟ ما جدوي اللوائح إذا كانت بنودها »خربانة« أو خبيثة؟ لماذا ينظر بعض عناصر الالتراس لرجال الأمن علي أنهم أعداء؟.. رغم أن مهمة الأمن في الأصل.. الحماية. هل أصبحت »الفتونة« في قلة الأدب هذه الأيام.. شطارة؟ همسة: إذا لم يكن الوفاء لمن أعطوا وأسعدوا البلاد مثل عزالدين يعقوب.. فلمن يكون الوفاء؟!