بدأ الموسم الكروي في ظل أجواء لاتمت للروح الرياضية بصلة.. الأمر الذي يفوز ينذر شديدة اذا لم يلتفت إليها العقلاء، ستقع كوارث وأزمات لاحصر لها. المنطق يقول أنها رياضة، وتنافس شريف.. وليست خناقات أو عارا لمن يخسر مباراة أو بطولة. والأصول تؤكد أنها وسيلة للتقارب والتعاون.. وليست غاية، أو انتصارا ساحقا لمن يكسب، أو اهانة لمن لايكسب. والقاعدة هي أن الكل لابد أن يخرج مستفيدا ومستمتعا من اللعب.. لأن من لايستمتع في الميدان لن يبدع أو يخرج كل ما في طاقته. لقد أثبتت التجارب أن العصبية والتوتر لا يؤديان إلا إلي المهالك.. أما الهدوء والاستقرار والتوازن النفسي.. فكلها أمور تساعد علي التفوق. الأمور اذن واضحة. ولكن ما هو غير واضح أن من يتكلمون عن الروح الرياضية لايعلمون بها.. ومن يشيرون إلي الاخلاق لايلتزمون بها.. ومن يطلقون الشعارات حول القيم والأصول لاينفذونها. الأسباب وراء هذا التناقض واضحة ومعروفة.. ومصدرها واحد هو التعصب الذي ينتقل من البني آدمين المسئولين إلي المدرجات. لنبدأ مع الموسم الجديد صفحة جديدة من التعاون بين ادارات الأندية التي يقع عليها عبء كبير في توجيه الرأي العام الكروي.. وهو أمر يمكن تحقيقه بسهولة بان تتلاقي هذه الادارات لتطرح همومها ومشاكلها مع بعضها البعض. لنبدأ مع الموسم الجديد صفحة جديدة من التشجيع المثالي من الجماهير دون خروج عن النص.. الكسبان يهنيء.. والخاسر يحيي الفائز.. والتصفيق الجميل للفريقين! والصفحة الجديدة الأهم مع التحكيم الذي ينبغي أن ينظر إليه الكل علي أنه يمثل مجموعة من البشر الذين يطمحون لأن يظهروا بصورة مشرفة ولائقة بأنفسهم أولا.. وفي المقابل يتعين علي الحكام أن يقودوا المباريات بموضوعية، دون النظر إلي أي مؤثرات خارجية.. اعلامية أو جماهيرية، وألا يفرقوا بين ناد وآخر إلا بالحق فقط لاغير. أيضا.. لابد أن تهدأ الأصوات التي تتكلم وهي تحلل.. أو تعلق وتذيع علي الهواء.. وأن تلتزم الحياد وهي تنقل.. لأن هؤلاء يؤثرون بقوة في اثارة الجماهير. لن تتحسن صورة الدوري.. ولن يتم مواجهة الصعاب المتوقعة إلا بمزيد من التلاقي والتآخي بين جميع أفراد الأسرة الكروية.. وهذا ليس مستحيلا.
مرحبا بالأندية الصاعدة.. وادي دجلة وسموحة والمقاصة.. اذا بقوا في الأضواء فمن سيهبط؟