ما بين ليلة وضحها عاشت جماهير الكرة المصرية بمختلف لونيها الأحمر والأبيض ساعات عصيبة ما بين الحزن العميق والفرحة الطاغية!! حزن سيطر علي جماهير الأهلي العريقة التي شاهدت فريقها "بطل القرن" وهو يتلقي هزيمة مذلة هي الأكبر علي الاطلاق طوال تاريخ مواجهاته الافريقية التي دامت نصف قرن منذ مشاركة الأهلي في أول بطولة لدوري أبطال افريقيا عام 1977 وحتي ليلة عصر السبت الماضي.. مشوار توج فيه الأهلي ب14 لقبا افريقيا منها 8 ألقاب لدوري أبطال افريقيا البطولة الأكبر والأهم علي مستوي البطولات الافريقية. سقط البطل واستحق ان يسن الجميع السكاكين ما بين أهلاوي حزين علي السقوط المدوي بالخماسية النظيفة بمن صن داونز الذي لايملك في رصيده سوي بطولتان يتيمتان احداهما للكونفيدرالية والأخري لدوري الأبطال.. سقط البطل بنتيجة ثقيلة لتبدأ في الخامسة عصرا لتنطلق حفلة "التحفيل" من الزمالكاوية. وكادت قلوب مواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك ان تتوقف بسبب الضغط الرهيب علي شبكات التواصل الاجتماعي للمشاركة في التحفيل علي الأهلي أو الدفاع عن الأهلي بتحفيل مضاد من الأهلاوية لتذكير جماهير الزمالك بالهزائم الساحقة السابقة أمام كوتوكو في كوماسي والوداد المغربي وأيضا أمام الأهلي 6/1. لا أسباب منطقية كل الذين شاركوا في حملات التقطيع "في الأهلي ومدربه لاسارتي.. وكل الذين ساهموا بأقلامهم في حفلات التحفيل علي الأهلي وجماهيره لم يقدم أحد منهم سببا واحدا مقنعا يكون مبررا لسقوط الأهلي!! حتي اولئك النخبة الجالسة ست ساعات في استديوهاتهم التحليلية لم يقدم منهم احد تحليلا منطقيا للهزيمة او شرحا وافيا للأخطاء التي سقط فيها الأهلي سواء لاعبين أو جهازا فنيا وادت الي الهزيمة الرهيبة والتاريخية. لكن الخبراء لجأوا في تحليلاتهم الي لغة هي الأقرب ل"مص الشفايف" ومعتمدين علي العبارات التقليدية التي تقال في مثل هذه المناسبات مثل "لم أر الأهلي بهذا السوء علي مدار تاريخه الافريقي... بينما يفسر الأخر الماء بعد الجهد بالماء كان يقول "الأهلي لم يكن في حالته واستحق الهزيمة"!! وعبقري ثالث "جاب التايهة عندما قال" الأهلي كان في حاجة الي تغيير جميع اللاعبين الذين كانوا في الملعب لانهم كلهم كانوا سيئين"!! لم يتفضل احدا من الخبراء أو المتخصصين ليذكر سببا وراء الآخر تبريرا للهزيمة الثقيلة. وليلة اخري سعيدة الفارق كان كبيرا بين الليلة والبارحة فقد عاشت جماهير الزمالك ليلة سعيدة بعد ان اكتملت فرحتها بخسارة الأهلي وتعادل فريقها خارج الديار مع حسنية اغادير بعد اداء دفاعي محكم وتكتيك جيد وافلت الزمالك من الكأس التي تجرعته جماهير الأهلي كما افلت جمهور الزمالك من بعض التحفيل الذي كان من الممكن ان يحدث لولا هذا التعادل. تعادل الزمالك ولم يمنح جماهير الأهلي الفرصة لرد التحفيل بتحفيل مماثل لكنه يتحتم عليه ان يفوز في مباراة الاياب حتي يتأهل الي الدور نصف النهائي. النتيجة واحدة سواء حقق الأهلي المفاجأة المدوية ونجح في الفوز علي صن داونز في مباراة العودة وهذا يحتاج الي معجزة وتوفيق كبير.. أو لم ينجح وخرج من دور الثمانية في كلتا الحالتين فان المؤشرات تقول انه ليس باستطاعته تكملة المشوار بهذا المستوي المتدني من الأداء واللياقة البدنية. حتي اذا تأهل الزمالك لنصف النهائي فانه سيواجه صعوبة بالغة في الفوز باللقب ليس بسبب قوة المنافسين ولكن لأسباب الاجهاد والارهاق والضغوط الملقاة علي الفريقين محليا ومطالب جماهيرهما بالفوز بلقبي الدوري او الكاس . أسباب السقوط يحمل الأهلي والزمالك في داخلهما اسباب ادت وستؤدي الي السقوط الافريقي وعدم الصمود في المواجهات القوية الافريقية.. وهما ليسا مسئولين عن تلك الأسباب لان مجلس الجبلاية وسياسته الخاطئة هذا الموسم في ادارة المسابقات المحلية الاستثنائية يقف بجدارة خلف كل اخفاق افريقي. نعم الجبلاية وراء سقوط القطبين فريسة في الهزائم الخارجية سواء في دوري أبطال افريقيا بالنسبة للأهلي والاسماعيلي أو في كأس الاتحاد الافريقي للزمالك ومن قبله المصري.. كما كانت الجبلاية سببا في فضائح الفرق الأربعة وخروجهم المبكر من البطولة العربية للأندية التي شاركنا فيها للمجاملة فحل الارهاق والاجهاد علي اللاعبين والأجهزة الفنية وتبع ذلك الاحباط في الهزائم المتتالية.