عاشت الجماهير المصرية الغفيرة التي ملأت جنبات ستاد حمد بن جاسم بنادي الغرافة أجمل الأمسيات الكروية وهي تجد منتخب بلادها قد ساهم في إدخال الفرحة إلي قلوبهم ، وجعلتهم يخرجون بعد المباراة وهم ينشدون أغنية النصر والفرح بفوز منتخب مصر علي منتخب قطر بهدفين نظيفين أحرزهما السيد حمدي ومحمد ناجي جدو بواقع هدف في كل شوط كانت كل الأجواء في العاصمة القطرية تشير إلي أن هناك سهرة كروية مغلفة بكل المشاعر الإنسانية والأهداف النبيلة والتي من اجله أقيم هذا اللقاء ومن خلال مبادرة بين رابطة النقاد الرياضيين في مصر ولجنة الإعلام الرياضي القطري وتحمس لها الاتحادان المصري والقطري لكرة القدم ووافقا علي إقامة تلك المباراة والتي تم تخصيص كل دخلها لشهداء مجزرة بورسعيد من جماهير الالتراس الاهلاوي وضحايا قطار أسيوط من الأطفال الأبرياء . كانت الجماهير المصرية علي أحر من الجمر منتظرة أن تشاهد منتخب بلادها ، والأعلام المصرية لم تترك ركنا من أركان الملعب إلا وغطته ، وشعر الجميع بأنهم في استاد القاهرة ، وقد امتلأ عن أخره بالجماهير التي أطلقت الاغاني والأهازيج، وما زاد من فرحتهم الأداء الراقي الذي ظهر به لاعبو المنتخب ونجاحهم في تحقيق الفوز عوضا عن الهزيمة التي كان قد مني بها منتخب مصر منذ عامين بهدفين مقابل هدف ، إلا أن الرغبة في تحقيق فوز كانت تلك الجماهير في أشد الحاجة إليه ، وكذلك اللاعبون وجهازهم الفني والذي يمر بأصعب ظرف يمر به أي منتخب كروي وهو عدم وجود نشاط كروي رسمي ، وحتي يتمكن المدير الفني من الاختيار ويساهم لعب المباريات بشكل منتظم إلي رفع المستوي الفني والبدني للاعبين . كشف الامريكي بوب برادلي علي بعض من أوراقة السرية والتي يسعي من خلالها إلي بناء منتخب يجمع فيما بين الخبرة والشباب ، فإلي جانب النجوم الكبار عصام الحضري ومحمد أبو تريكه ووائل جمعة والسيد حمدي ومحمد ناجي جدو ، كان ظهور جيل الشباب محمد النني صالح جمعة واحمد شديد ومحمد إبراهيم ومروان محسن و وعمر جابر غيرهم من العناصر الشابة بمستوي طيب وهو مما كشف عنه وصرح به الامريكي بوب خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة والذي أكد فيه بأنه يشعر بأنه يسير في الطريق الصحيح والذي رسمه لمنتخب مصر وهو النزول بأعمار اللاعبين وقد نجح في الدفع بأحمد حجازي ومحمد صلاح وها هم مجموعة أخري من اللاعبين صغار السن الذين اثبتوا وجودهم ، وأصبحوا بالفعل يعدون من القوام الاساسي للمنتخب . اعتبر بوب ان المكاسب التي جناها من لقاء قطر الودي كثيرة وان كان أهمها وأبرزها البعد الانساني والهدف السامي الذي من أجله أقيم اللقاء ، وانه ولاعبو مصر وأيضا لاعبو منتخب قطر سعداء لاشتراكهم في تلك المباراة ، أما من الناحية الفنية فالمكاسب كانت كثيرة ومثمرة ، وأنها سوف تتكامل مع اللقاءين الوديين اللذين سوف يلعبهما المنتخب بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأسبوع الأول من شهر يناير مع منتخبي غانا وكوت ديفوار، إلا أن المشكلة التي تؤرقه عدم وجود أجندة لشهر فبراير والتي يود استغلالها واستدعاء المحترفين للعب أخر التجارب قبل مباراة زيمبابوي الثالثة في مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل وهي المباراة إلي سوف تقام يوم 25 مارس . ارفع رأسك فوف أنت مصري بالفعل كانت الجماهير المصرية هي عروس اللقاءات ، والتي أطلقت غناءها وهتافها من أعماقها ، ورغم بعض البرودة التي كانت ليلة المباراة إلا إن الأسر المصرية من الأطفال والنساء والشباب والرجال غنوا كل الاغاني المصرية قبل المباراة غنوا ارفع رأسك فوق أنت مصري ، ورددوا مع السلام الجمهوري كلماته ، والتي هزت أصواتهم الأماكن المحيطة باستاد الغرافة وهي أماكن سكنية ، اكتفي سكانها من القطريين بمشاهدة المباراة عبر شاشات التليفزيون ، وتركوا كل المدرجات للجماهير المصرية ، والتي توافدت عليه منذ الساعة الرابعة عصر ، وعندما اقتربت الساعة من السادسة كانت المدرجات قد امتلأت عن أخرها حيث بلغ عدد الجماهير المصرية 20750 متفرج ، دفعوا ما يقرب من 600 ألف ريال قطري اي ما يقرب من المليون جنيه مصري .