فتحى سند مرت الجمعيتان العموميتان للأهلي والزمالك بصعوبة تبدو بالغة، وارتفعت أصوات للمعارضة لم تكن موجودة من قبل لها أسباب كثيرة.. أتي في مقدمتها أن شكل الحوار اختلف، ومضمون الأزمات زاد، وطبيعة المرحلة تغيرت. ولعل المنظرة السريعة للمجتمع بأثره أصبحت تشير الآن إلي أن ممارسة الديمقراطية باتت تأخذ ألواناً متنوعة من التعبير- علي كل الأصعدة- قل فيها الاحترام. عندما يحترم المسئول عضو الجمعية العمومية، وعندما يحترم عضو الجمعية المسئول، سيعود التوازن بين المصالح والأهداف.. وإلي حين هذه العودة المبجلة سيبقي الوضع علي ما هو عليه. المحاولات التي تجري لإعادة الحياة إلي الملاعب الرياضية لم تثمر حتي اللحظة عن ملامح واضحة تضمن سلامة الجميع.. إذ أن المخاوف ماتزال موجودة بشدة خاصة من أي خروج عن الأصول.. فتنقلب الأوضاع مرة أخري، وتتأزم من جديد.. تأكيدات استئناف الدوري في 17 أكتوبر تتكرر كل يوم، ولكن تلمس أو تحس دائماً أن هناك شيئاً ما.. شيء خفي.. يقول إن الكل يضع يده علي قلبه، وأن الخلاص من »وجع القلب« هو أن يريح السادة المسئولين دماغهم بتأجيل آخر. إذا تأجل الدوري مرة أخري سيفقد الشارع الثقة في كل مسئول عمل »عنتر«.. ثم »خلع«! قضية البث الفضائي وحواديت الخلافات بين أطراف الأزمة تؤكد أن كلٌ يغني علي ليلاه، وأن كل جانب يبحث لنفسه عن المصالح التي تحقق أهدافه، وأن هناك قناعة بأن »الجدع« هو الذي يفوز بأكبر نصيب من الكعكة.. وأن الغالبية العظمي من المعنيين بالأمر غير فاهمين.. »هي دي المصيبة«! لا يختلف اثنان أن شباب الألتراس يمثلون شريحة لها أفكارها وفلسفتها ومبادئها التي ينبغي احترامها.. فهم أوفياء لما ينتمون إليه، ومشاعرهم نحو ناديهم أو أنديتهم بريئة، وطاقاتهم جبارة ويستثمرونها فيما يقتنعون به، ولكن مقابل كل هذا لهم أخطاؤهم التي يمكن علاجها بإقناعهم والحوار معهم، وبإبعاد من يحاولون »الإندساس« بينهم لتحقيق أغراضهم. هذا كله ما توصل إليه العامري فاروق وزير الرياضة، وأسامة ياسين وزير الشباب.. ماذا بقي إذن لتوحيد الصف حتي تقف البلد وليست الرياضة فقط علي قدميها. مباراة الأهلي مع صن شاين في نيجيريا هي عنق الزجاجة للفارس الأحمر، وهي التي ستحدد المسار النهائي للقب الذي كم أتمني أن يتحقق ليعيد بسمة طال انتظارها للكرة والجماهير المصرية عموماً.. وكم أتمني أيضاً أن تجري مباراة العودة في حضور الجماهير بما فيهم أسر الشهداء. يا تري يا برادلي »بتفكر في إيه؟«.. الأمانة تقتضي أن تكون صريحاً وتعلنها من الآن: »تقدر تعملها وتوصل مونديال البرازيل«. أم أنها »خربانة.. خربانة«! ... كان الله في عونك يا شيخ ربيع ياسين.. تنحت في الصخر، ولا يراك أحد!