انجاز اثينا 2004 هل يتكرر؟

مصر 25 يناير.. في لندن 2012 .. بثوب جديد

ببعثة
رياضية كبيرة تشارك مصر بوجهها الجديد في دورة الألعاب الاوليمبية رقم 30 لندن 2012 وجه يحمل ملامح مستقبل مشرق نحتته فعاليات ثورة 25 يناير التي وضعتنا علي أول اعتاب الديمقراطية والحرية الحقيقية.. تفاؤل وأمل يملأ صدور 119 لاعبا ولاعبة يقودهم 92 إداريا ومدربا وحكما، ونخبة من قادة الرياضة يترأسهم رجلان يحاولان تقديم أفضل صورة لمصر هما عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة ومحمود أحمد علي رئيس اللجنة الاوليمبية.. تشرف جانب كبير من الوفد المتواجد بالقاهرة بلقاء رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي في سابقة لم تحدث من قبل، وعدهم بتلبية كل احتياجات الرياضة لتطوير منظومة قطاع مهم في أركان الدولة الحديثة.
يغادر القسم الأكبر من البعثة المصرية القاهرة صباح اليوم الثلاثاء، بعد ان سبقهم إلي هناك/ أفواج بينها منتخب كرة القدم، واللاعبون الذين اقاموا معسكراتهم بدول أوربا علي مدار الشهر الماضي، وتتابع بقية الفرق واللعبات السفر في الايام القادمة علي ضوء برنامج المسابقات.
والطبيعي في مثل هذا الحدث التاريخي ان تكون الملكة اليزابيث علي رأس نجوم ونخبة المفتتحين لأكبر حدث رياضي يقام علي الأرض الانجليزية في القرن ال 21، نخبة من ملوك ورؤساء العالم أعلنوا حضورهم حفل الافتتاح، التي ستسير فيه وفود 200 دولة، من أهمها مصر ودول الربيع العربي التي يتطلع لها الجميع لما احدثته من ثورات انسانية ناشدة الحرية.
تعقد المملكة المتحدة والشعب البريطاني وبخاصة الانجليزي الأمل علي ان يخرج الحدث في صورة كرنفال عالمي غير مسبوق، يغطي علي ما سبقه من دورات في بكين 2008 وأثينا 2004، وتحقيق مكاسب مالية ضخمة بدليل إعلان رئيس الوزراء دافيد كاميرون اعتزامه تحقيق أرباح مالية تزيد علي ال 30 مليار جنيه استرليني..
الرقم الضخم وما ستجنيه اللجنة الاوليمبية والاتحادات الرياضية الدولية من مكاسب مالية يعكس مدي أهمية وخطورة الرياضة كنشاط مؤسسي ومالي وتجاري بات ينافس أضخم الصناعات الثقيلة في الاقتصاديات العالمية.
سجل مشرف
من الناحية الفنية تأمل مصر وبعثتها تحقيق وتكرار ما انجزته بعثة 2004 في دورة اثينا، حين عدنا بخمس ميداليات، واحدة ذهبية لكرم جابر في المصارعة، وفضية لمحمد رضا في الملاكمة، و3 برونزيات لاحمد اسماعيل ومحمد الباز في الملاكمة، وتامر صلاح في التايكوندو، من الناحية الفنية كانت ميدالية كرم جابر هي الأقوي والأغلي في تاريخ المشاركات المصرية علي مدي التاريخ الذي يعود إلي العام 1896 حين بدأت الاوليمبياد الحديثة، ومشاركة مصر الفعلية منذ عام 1912 والتي مثل فيها أحمد باشا حسنين كلاعب مبارزة.
سجل الشرف المصري الاوليمبي يحتوي علي 24 ميدالية، 7 ذهبيات و 7 فضيات و 10 ميداليات برونزية، وأهمها علي الاطلاق والترتيب لكرم جابر كما ذكرنا.. ثم ميداليتي محمد رشوان في لوس انجلوس 1985 وهشام مصباح في بكين 2008 في الجودو ومحمد رضا في الملاكمة في اثينا 2004، ولاتقل ميداليات خضر التوني - اثقال - في برلين عام 1936 عن كل ما تقدم من الناحية الفنية.
أما بقية الميداليات حصرياً فكانت بالترتيب الزمني: الذهبيات لمحمد نصير - اثقال- وابراهيم مصطفي- مصارعة في دورة امستردام عام 1928، انور مصباح -اثقال- برلين 1936، ابراهيم شمس ومحمود شمس - اثقال- في لندن 1948، الفضيات لفريد سميكة - غطس - امستردام 1928، صالح سليمان - رفع اثقال- برلين 1936، عطية حمودة - اثقال ومحمود حسن - مصارعة- لندن 1948، عيد عثمان - مصارعة - روما 1960، محمد علي رشوان- جودو- 1984، والبرونزيات: لفريد سميكة - غطس - امستردام 1928، وصيف ابراهيم وابراهيم شمس - اثقال - برلين 1936، ابراهيم عرابي - مصارعة - لندن 1948، عبدالعال راشد - مصارعة - هلسنكي 1948، عبدالمنعم الجندي - ملاكمة- روما 1960، وتامر صلاح - تايكوندو - اثينا 2004 .
القوة والحظ
يعد اسلام الشهابي مصارع الجودو في وزن فوق 100 كيلو جرام هو أقوي لاعبي مصر في الدورة، وصاحب أكبر ترشيح فني للفوز بميدالية، لاينقصه إلا التوفيق وطريق سهل في قرعة الوزن يصل به للمباراة النهائية، تصنيفه عالميا متقدم جداً، ويخشاه مصارعو أقوي الدول: فرنسا والمانيا وكوريا واليابان ودول جنوب الاتحاد السوفيتي سابقاً.. ولاتقل فرصة زميله هشام مصباح صاحب برونزية 100 كيلو في بكين 2008 أهمية، لايعيبه إلا اصابة في القدم تعاني منها ويخشي ان تعاوده، خبرته وثقافته وايمانه ورجاحة عقله وتفكيره كلها عوامل تصب في صالحه. قائمة الترشيح المصرية للميداليات تضم العنصر النسائي ممثلاً في نهلة رمضان في الاثقال واية مدني في الخماسي، وفريدة عثمان التي عادت إلي قائمة المشاركين بعد إعلان استبعادها، خاصة ان الأرقام التي سجلتها في سباق 50 مترا حرة في الدورة العربية في قطر وفي تصفيات تركيا الشهر الماضي تنبيء بإمكانية تطويرها بطفرة فنية، يساعدها صغر سنها موهبتها، والإمكانات الفنية التي اتيحت لها تدريبيا في الولايات المتحدة الامريكية.. وكذلك لاعبتي التايكوندو هدايا ملاك وسهام الصوالحي اللتين باتتا من اشهر لاعبات العالم.
ومن أصحاب الحظوظ القائمة علي ضوء ما يتمتع به لاعبون أصحاب خبرة أوليمبية كبيرة المصارع المخضرم محمد عبدالفتاح الشهير ب «بوجي»، يدفعه حماسه وطموحه اللا محدود في ظل سوء الحظ الذي فرض عليه حين تم استبعاده بسبب المنشطات في دورة بكين، 2008، والقرعة وانحياز التحكيم ضده في دورة اثينا 2004.. وكذلك المصارع كرم جابر الذي عاد بإصرار إلي بساط اللعبة بعد انقطاع طويل، خبرته كلاعب اوليمبي فائز بميدالية ذهبية تعظم من فرصته وحظه في إمكان خطف ميدالية، خاصة إذا سهل طريقه النهائي من خلال قرعة سهلة.
خطوط واردة
أما أصحاب الحظوظ الواردة من الدرجة الثانية فيأتي علي رأسهم نجم الملاكمة المخضرم محمد هيكل، الذي فلتت منه ميدالية كانت قريبة في دورة اثينا 2004، وخرج من دور الثمانية في 2008، ودورة لندن فرصته الاخيرة لدخول عالم المجد من أوسع أبوابه.. ولايقل عنه تألقاً الرباعتان عصمت منصور وعبير عبدالرحمن.. فرصة تواجد الخبير المصري العجوز جميل حنا معهما في لندن كرئيس اتحاد ومشرف ومستشار ناصح يعظم من فرصتيهما.
دعاية عالمية
ويعد العداء الصعيدي المصري الأصيل حمادة محمد الصاعد رياضيا كالصاروخ علي المستوي العالمي أكبر دعاية لمصر.. مجرد وجوده في سباق 800 متر عدواً المهم جداً في الدورة، ورقمه القوي جداً الذي سجله قبل شهرين - دقيقة و 44.98 ثانية - وضعه في قائمة المرشحين الوصول للدور النهائي للسباق، وإن حدث سيكون أكبر دعاية لمصر.. علي نفس الصعيد تواجد العداء عمرو مصطفي في سباق 200 متر عدواً.. ووصوله إلي الدور الثاني من السباق وما بعده من أدوار يسلط الكاميرات واللقطات التلفزيونية علي العلم المصري وينطق باسم «مصر - EGYPT» علي ألسن أشهر معلقي العالم.
سمعة مشرفة
وتضم البعثة نخبة قليلة من أبطال الرياضات المختلفة، صحيح ان فرص فوزهم بميداليات ليست بالعظيمة، ولكن مجرد إشتراكهم وادائهم بمستوي فني عالمي سمعة راقية ومشرفة لمصر، علي رأسهم لاعب الجمباز الموهوب محمد شريف السحرتي بادائه المتميز علي جهاز حصان الحلق خاصة، ولاعب الرماية محمد اسماعيل الذي يخشاه نجوم اللعبة في ميادين الرماية العالمية، والسباح مازن عزيز في المياه المفتوحة، والمصارع اشرف الغربلي في وزن 66 كيلو جراما، والفارس كريم الزغبي، ولاعب السلاح علاء الدين السيد في سلاح الشيش.