ليس هناك أهم من بطولة الأندية العربية التي انطلقت منذ أيام بين القاهرة والأسكندرية.. والمؤكد أنها تلقي اهتماماً إعلامياً وسياسياً علي أعلي مستوي، وبخاصة في هذا التوقيت المهم الذي تحتاج فيه الأسرة العربية إلي تجتمع علي قلب واحد، حتي يمكنها مواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد المنطقة. كثيرون ينظرون للبطولة من الناحية الفنية فقط، ويري هؤلاء أن توقيتها غير مناسب. وأنها جاءت في نهاية موسم أو قرب بداية موسم جديد.. وفي مصر تحديداً مايزال الموسم ممتدا، وبطولة الكأس لم تنته بعد.. المهم.. أن فلسفة البطولة كما يفهمها الملايين من المحيط إلي الخليج هدفها أكبر من مسألة الفوز بلقب أو بجائزة مالية ضخمة.. وانما يمتد الهدف إلي توثيق علاقات مرت بعضها بخلافات، وتدعيم أواصر المحبة بين الشباب، بعد أن حاول الأندال والخبثاء أن يصفوها بالخراب.. وأيضاً بدء صفحة جديدة رياضية تشارك في الاحداث وتساهم في تنقية أجواء.. وتتصل الي الدنيا كلها أن العرب في طريقهم إلي ان ينسفوا نغمة أو عبارة أنهم أتفقوا علي ألا يتفقوا. 13 فريقاً كبيراً.. بدأوا المنافسات.. كلهم من الكبار الذين يضمون في صفوفعم نجوماً أفذاذ، وكم أسعدني إصرار الأندية علي المشاركة فيها، حتي لو كان ذلك علي حساب النتائج المتوقفة لها.. ولكن.. بما أن القيمة الأساسية التي أقيمت البطولة من أجلها لاتعني كما قلت بمنصة التتويج فقط.. أو الحصول علي الجوائز المالية.. فلا جدال إذن أن النجاح سيحسب للكل! بطولة غاية في الأهمية، وأري انها علي عكس مايري من يرون فنيون كثيرون، أو مسئولون في أندية واتحادات من أنها جاءت مثل »عقلة في زور» فرق قد تصاب بالأجهاد، أي أن هذا هو أفضل توقيت لأنه يرتبط بظروف واحداث ينبغي التصدي لها بالرياضة، وبالروح الرياضية القتالية، وبالإصرار علي تجاوز المرحلة. ويبقي السؤال: هل وضع المنظمون الآليات والأجراءات والترقيات التي تضمن شخصية البطولة لأكبر قدر من النجاح، حتي لاهواة الصيد في الماء العكر الفرصة لأن يبثوا سمومهم في وجدان المواطن العربي الذي يتطلع لأن يري بطولة وقد بدأت وانتهت بشكل حضاري. كم اتمني أن يكون ذلك.. قد تحقق بالفعل. علي الصعيد التنظيمي والأداري والإقامة والانتقالات وتحديد مواعيد تدريب الفرق والإلتزام بها.. أما الجانب أو الصعيد الإعلامي فأغلب الظن انه يحتاج إلي عمل رفيع المستوي، لأن الكلمة لها تأثير، والعبارة إذا تجاوزت الحدود سيكون لها دور سلبي خطير.. والنقد إذا خرج عن الأصول والتقاليد بات مخرباً لمشاعر وأحاسيس ترتبط تحديدا بالانتماء. مرحباً بالأشقاء علي أرض الكنانة.. لم نحن سعداء بكم، ونكن كل الحب والتقدير والإحترام لكم.. كم شرفتونا.. واسعدوننا.. ونتمني طيب الإقامة في بلدكم.