وكأن حسن شحاتة مازال لاعبا في صفوف نادي الزمالك وليس المدير الفني للفريق، فالجماهير العربية التي تصادفت وجودها مع بعثة "القلعة البيضاء" سواء في المطار أو الطائرة أو الفندق تسابقت علي التقاط الصور التذكارية مع "المعلم" صاحب الشعبية الجارفة في الوطن العربي والأفريقي أيضا بسبب الانجازات الكبيرة التي حققها مع المنتخب المصري خلال السنوات التي قضاها علي رأس الجهاز الفني للفراعنة بالفوز بثلاث بطولات أفريقية علي التوالي، وهذا الأمر لم يسبق أن حققه أي منتخب أفريقي أو مدرب في العالم داخل القارة السمراء. كانت الجنسيات مختلفة سواء خليجية أو تنتمي لشمال الخليج العربي، الجميع اتفق علي عشق المعلم وتقديرهم له لأنه من أعظم المدربين الذين انجبتهم الكرة العربية في السنوات الأخيرة، وكثير منهم تعاطف مع الزمالك وأعلن تأييده لفريق القلعة البيضاء حبا فقط في شحاتة، الذي خطف بشعبيته ونجوميته الأضواء من لاعبي الزمالك، سواء شيكابالا أو عمرو زكي أو أحمد حسن "عميد لاعبي العالم"، وعندما وصل الفريق إلي صالة كبار الزوار في مطار فاس حرص مسئولو نادي المغرب الفاسي علي إلقاء التحية الحارة وتعبيرهم عن فخرهم لتواجد المعلم في الأراضي المغربية. تحدثت »أخبار الرياضة «مع المعلم حول ردة فعله من هذا الاستقبال، قائلا إنه يسعد كثيرا عندما يجد هذا الاستقبال الحار والترحيب النابع من القلب بواسطة كل من يقابلهم خلال السفر سواء كانوا أشخاصا عاديين أو مسئولين في إدارات الأندية المنافسة، وهذا الأمر يشعره بأنه ما مر به من صعوبات طوال مشوار حياته سواء كلاعب أو مدير فني كانت نتيجته النهائية هذا النجاح والتقدير والشعبية الكبيرة في جميع أرجاء الوطن العربي وأفريقيا، وهو يعلم أن الجماهير في مصر تحبه لكنها كثيرا ما تكون قاسية عليه في الهجوم والنقد وكذلك وسائل الإعلام التي تهاجمه مع أي كبوة رغم أن كرة القدم فيها المكسب والخسارة. وأضاف أنه يتقبل النقد البناء لكن يضايقه كثيرا الهجوم غير المبرر، ومبدؤه ألا يرد أبدا علي هذا النوع من النقد الهدام الذي لا يحمل وراءه أي منفعة له كمدرب أو مصلحة عامة للفريق، فهو يريد التركيز مع الفريق فقط وألا ينشغل بالرد علي أشخاص يهاجمونه لذاته وليس بسبب خطة أو طريق لعب أو اختيارات لقائمة اللاعبين في المباريات سواء مع المنتخب والزمالك. وأوضح المعلم أن طريقة عمله مع المنتخب لم تختلف إطلاقا علي الأسلوب المتبع في قيادة الزمالك رغم اختلاف معاونيه في الجهاز الفني واختلاف اسماء كثيرة من اللاعبين المتواجدين في القائمة، فالأسس الرئيسية في الإدارة والتدريب يضعها في أي مكان، فمثلا عندما كان في المنتخب كان حريصا دائما علي بث الروح القتالية وزيادة الانتماء في قلوب لاعبيه وكان يفعل ذلك بطرق عفوية وليست مخططة إطلاقا، ومنها جعل اللاعبين يستمعون إلي أغنية "مشربتش من نيلها" داخل غرفة خلع الملابس، وهو يتذكر أنه عندما حكي هذه الواقعة كان هناك من سخر من طريقته، لكن الحقيقة أنها حققت مفعولا سحريا فبعدما كانت غرفة الملابس مليئة بالصوت العالي ساد الهدوء تماما وتحمس اللاعبون لتحقيق الفوز بشكل أكثر. وهو الآن في الزمالك يعتمد علي وجود الترابط القوي بين اللاعبين جميعهم وبين أفراد الجهاز الفني، فالجميع داخل القلعة البيضاء ليس مجرد زملاء ولاعبين داخل الفريق لكنهم أصدقاء وأشقاء وتجمعهم علاقات قوية خارج الملعب أيضا، والآن هدفه المنافسة علي دوري أبطال أفريقيا رغم صعوبات غياب مسابقة الدوري الممتاز لهذا الموسم بعدما تم إلغاء البطولة.