فوز الزمالك علي الفاسي المغربي بهدفي الصقر وجعفر كان نموذجياً من كل الوجوه، فقد قطع نصف الطريق لدوري المجموعات لبطولة افريقيا، وأعاد من خلاله الثقة للاعبين لتحقيق حلم المنافسة والسعي للقب.. ورسم به ابتسامة طال انتظارها لجماهير الكرة المصرية. قدم نجوم الزمالك واحدة من أجمل وأقوي مبارياتهم منذ فترة، وأثبتوا من جديد أنهم أهل للمسئولية التي حملوها علي عاتقهم في ظروف غاية في الصعوبة. ولعل الحكمة التي تعامل بها المعلم حسن شحاتة مع المباراة، وتنفيذ اللاعبين لما خطط له، وإصرارهم وعزيمتهم.. ثم إخلاصهم لفريقهم وناديهم.. كل هذه كانت مفاتيح الفوز الكبير الذي وإن كان غاية في الأهمية، إلا أنه لم يحسم بعد التأهل بشكل نهائي. برغم أنني أكتب هذه السطور قبل أن يلعب الأهلي مباراته أمام الملعب المالي.. فإنني كلي ثقة في أن يكون نجوم القافلة الحمراء قد عبروا اللقاء بما يحقق لهم ولجهازهم الفني بقيادة جوزيه ولجماهيرهم ما يضمن التأهل لدور الثمانية لدوري أبطال افريقيا. الأهلي بطبيعة الحال يملك كل مؤهلات اجتياز عقبة الفريق المالي الذي يمثل واحداً من المستويات المميزة في القارة الافريقية، ولأن نجومه اعتادوا علي مواجهة الصعب، فإنه سيكون بمقدورهم أن يستعيدوا لقباً اعتادوا أن ينتزعوه مهما كانت الصعاب.. وهل هناك أصعب من هذه البطولة التي يخوضها في ظروف نفسية لاتزال تؤثر فيهم بعد الحادث المؤلم إياه. أياً كانت الأحوال.. فإن الأهلي الأجدر بالتأهل والعنوان الرئيسي سيكون في لقاء العودة بالقاهرة. مبروك لإنبي الفوز علي سيركل باماكو المالي 3/1 في الكونفيدرالية، ولكن هدف الضيوف لم يكن له »أي لازمة«. مباراة العودة لن تكون سهلة، ولكن المؤكد أن حسام البدري ولاعبيه سيكونون الأفضل والأحسن، ويا حبذا لو أحرز الفريق هدفاً واحداً.. هناك.. تبقي »فل الفل«! مسألة أن يلعب الأهلي والزمالك مباراتي العودة باستاد القاهرة وبحضور الجماهير أصبحت من الأمور الضرورية التي ينبغي أن تخضع للدراسة الجدية.. لأن استمرار اللعب »السري« يضاعف من حجم العبء النفسي علي اللاعبين. ما يحدث في ساحة كرة القدم، وبخاصة علي صعيد الجبلاية يدعو إلي الدهشة الاستغراب، ويؤكد أن »الحمل الثقيل« علي البني آدم يجعله »يفيص« خاصة إذا لم تتوافر لديه الإمكانيات والخبرة و»الكاريزما«. معذورون رجال اتحاد كرة القدم.. لأنهم وجدوا أنفسهم وقد خرجوا من الدار.. للنار. »الكركبة« وصلت المنتخب الأوليمبي.. منتخب الأمل.. ربنا يستر.