الرجولة والفدائية والتفاني من سماته الشخصية منذ أن كان لاعبا في المنيا ناديه القديم أو في الأهلي أو المنتخبات الوطنية التي حصل معها كثير من الألقاب والبطولات لاعبا ومدربا، وحتي بعد اعتزاله اختير أفضل مدرب في مصر عام 2014 مع فريق حديث علي الدوري. له شخصية مستقلة في التدريب وله بصمات واضحة وتدرج في سلك التدريب حتي كان ضمن الجهاز الفني الذي حصل علي برونزية مونديال الشباب و3 بطولات للأمم الافريقية في جهاز المعلم حسن شحاتة. انه حمادة صدقي أحد نجوم الزمن الجميل في المنيا والأهلي ومدرب منتخب الشباب والذي كسر قاعدة انضمام اللاعبين للمنتخب الوطني من أندية الصعيد أو الدرجة الأولي كان أحد نجوم كأس العالم للشباب بأستراليا عام 1981 وأحد نجوم المنتخب الأول الذي أحرز كأس الأمم الافريقية 84. »أخبار الرياضة» التقت بحمادة صدقي المدير الفني لمنتخب الشباب ليروي برنامجه وطموحه وأسباب فشل الفريق في السابق ومشواره مع الأهلي والمنتخب. في البداية كيف انضممت للأهلي في المنيا؟ - أولا لم أنضم للأهلي إلا بعد أن كنت أساسيا في منتخب الشباب الذي شارك في مونديال الشباب باستراليا عام 81 وقدمنا مستويات جيدة مع طاهر أبوزيد وشاركت مع المنتخب الأول في بطولتي لكأس الأمم الافريقية 84، 68 وحصلت خلالهما علي لقب أفضل ظهير ثالث علي مستوي افريقيا في البطولتين وأقيمت الثانية في مصر لنضم بعدها عام 87 للأهلي. ما هو المقابل المادي لانتقالك للأهلي؟ - كان وقتها يدرب الأهلي الشيخ طه اسماعيل وهو من طلب ضمي للفريق الأحمر وتمت المفاوضات وحصل نادي المنيا علي مبلغ 100 ألف جنيه وكان وقتها مبلغاً كبيراً جدا وحصلت أنا علي مبلغ 25 ألف جنيه دفعتهم مقدم ايجار شقة بالعجوزة ودفع الأهلي الباقي 15 ألف جنيه ولعبت 18 مباراة في هذا الموسم من 20 مباراة وكانت مكافأة ألف جنيه عن كل مباراة وحصلت علي مكافأة الدوري 18 ألف جنيه. كيف كان انضمامك للمنتخب؟ - انضممت للمنتخب الأول بعد العودة من مونديال أستراليا للمنتخب الأول وأصبحت أساسيا ولم أخرج منه حتي الاعتزال 93. لماذا لم تشارك في مونديال إيطاليا؟ - بسبب الاصابة واضطراري للسفر الي ألمانيا وأجريت عمليتين فتاق في البطن وفي الركبة قبيل المونديال وكنت حزيناً جدا لعدم المشاركة في هذا المحفل الدولي الكبير الذي لا يتكرر كثيرا ولكن كنت سعيداً بمستوي زملائي في ايطاليا وقدموا أداء متميزا نال احترام الجميع. دراسة الفشل! كيف قبلت تدريب منتخب الشباب بعد تجربة فاشلة مع معتمد جمال؟ - أولا درست أسباب فشل منتخب الشباب السابق الذي كان يقوده معتمد جمال ووجدت أن هناك أسباباً كثيرة خارجة عن الجهاز الفني منها أن الاتحاد الدولي ونظيره الافريقي لم يدرجا بطولات الشباب ضمن أجندتهما الدولية ففشل الجهاز الفني في استدعاء المحترفين مثل رمضان صبحي لأن ناديه الانجليز رفض وخطأ آخر يتحمله اتحاد الكرة لأنه في الشهر الذي تقام فيه البطولة بعض الأندية رفضت منح لاعبيها لمعسكر المنتخب وأثر ذلك بالسلب علي المنتخب في بطولة افريقيا. يعني ذلك أن منتخبات الأوليمبي والشباب والناشئين ليس لها أب شرعي وليس هناك اهتمام من الاتحاد بها؟ - واستطرد صدقي قائلا للأسف فيه لوائح في الاتحاد ولكنها لا تطبق والأندية تكون أكثر سيطرة ولذلك لا نجد هذه المنتخبات لا تستكمل مسيرتها بنجاح، ولا يتوفر لديها احتكاك قوي حيث الاهتمام يكون بالمنتخب الأول من الاتحاد والأندية ولذلك نجد الجهاز الفني يفشل في تنفيذ برنامج قوي للاحتكاك ويكتفي بمباراة أو اثنتين وديتين فقط وتكون مع فرق محلية فتفشل هذه المنتخبات إلا ما رحم ربي. وكيف ستتغلب علي هذه المشاكل؟ - في البداية وضعت برنامجا قويا ركزت فيه علي الاحتكاك مع كثير من المدارس الكروية المختلفة بدأته بمعسكر الامارات لعبت مباراتين مع منتخب شباب الامارات فزنا في الأول 4/1 والثانية تعادلنا بهدف وطرد من فريقي 3 لاعبين وسعيد بهذه المباراة لأننا وضعنا تحت ضغط، وفي يوليو سنلعب في بطولة ودية مع دول شمال افريقيا وبعدها مباراتان مع الأردن في أغسطس ويليها مباراتان مع منتخب سلطنة عمان وجمعت بين المدرسة العربية والافريقية. - وقال صدقي سأعد برنامج إعداد يبدأ من نوفمبر للعب مع مدارس أوروبية وأمريكية وسنرسل لاتحادات مالي وجنوب افريقيا وغانا والكاميرون ولابد من إقامة مباراة كل شهر لأتلافي عيوب الفشل السابق. مساندة الأندية هذا علي صعيد الاحتكاك الخارجي كيف يتم التنسيق المحلي؟ - لابد من وجود المساندة والدعم من الأندية والاتحاد ولذلك سأحرص علي اقامة مبارياتي الودية مع الأجندة الدولية حتي يتسني مشاركة كل اللاعبين وخاصة لاعبي الدوري الممتاز وتطبيق لوائح الجبلاية ويكون الاتحاد في ظهري حتي ننجح جميعا وكان من أسباب فشل المنتخبات السابقة النظر الي التكاليف في المعسكرات والمباريات الودية ويمنعوا الصرف وهذا فكر خاطيء والآن الاتحاد لديه فائض ويستطيع الصرف وهناك راعي. كيف اخترت اللاعبين وهل لديك محترفون؟ - استلمت المهمة في منتصف يناير الماضي وعلي الفور اشتغلت مع المناطق وعن طريق المديرين الفنيين لها عملت تجمع للاعبي الدقهلية ودمياط ثم منطقتي الاسكندرية ومطروح وكذلك الجيزة ومناطق القناة لمشاهدة اللاعبين وخاصة المناطق التي ليس بها فرق في الدوري الممتاز، وضممت منهم حوالي 5 لاعبين بالاضافة لمتابعة الدوري الممتاز، ومناطق الصعيد لم أتابعها لأنه لا يوجد مديرون فنيون فيها تتبع اتحاد الكرة! وانظرا لضيق الوقت كان لابد من عمل هيكل للمنتخب وهو من لعبت به مباراتي الامارات، واخترت حوالي 60% من لاعبي مواليد 99 في مصر. ألم تشاهد بعض المحترفين؟ - شاهدت كثيرا من اللاعبين الذين يلعبون في إنجلترا وإيطاليا والنمسا وهولندا عن طريق أولياء أمورهم اتصلوا بي وكلموني عن ولادهم وفعلا شاهدت 5 لاعبين وأخذت فكرة عنهم ولكني وجدت انهم يحتاجون لوقت وشغل تاني وقلت لكم الباقي يتوقف عليكم للانضمام للمنتخب ووجدت أن اللاعبين المحليين أفضل. متي تتولي تدريب الأهلي أو الأندية الكبيرة؟ - هذا الأمر ليس بيدي ولا أسعي للتدريب في نادي أو منتخب ولكن الناس هي من تقيم عملي وتقرر أصلح لتدريب الأهلي أو المنتخب وأحب عملي جيدا ولا أزعل من تقيم المسئولين، وفعل طموحي أن أتولي تدريب الأهلي أو المنتخب. طموحي الأهلي والزمالك لو عرض عليك الزمالك تولي مسئولية الفريق الأول هل تقبل؟ - ولو عرض علي الزمالك تدريب فريقه فلن أتردد فأنا مدرب محترف مع احترامي للمدربين الموجودين حاليا في الزمالك، وهناك تجربة ناجحة لمحمود الجوهري مع الزمالك والمدرب المحترف يعمل في أي مكان طالما هناك رضا من الطرفين، وعرض علي تدريب أندية كبيرة مثل الإسماعيلي ولكن كنت وقتها مرتبط بتدريب سموحة. كيف تري المواهب الكروية الآن؟ - المواهب ستبقي موجودة في كل وقت ومكان وما يتغير فقط هو طريقة اللعب وخطط المدربين، ولابد أن نجد في كل جيل مواهب تصقل بالتدريب والاحتكاك والخطط، وفي كل فريق يجب أن تكون هناك مواهب لديها الحلول التي تصنع الفارق. ماذا استفدت من والدك فؤاد صدقي المدرب الكبير؟ - استفدت الكثير وهو أول من وضع لي أساس لعب الكرة ورسم طريقي الكروي وأصقل موهبتي ووضعني علي الطريق الصحيح وعلمني الرجولة في الملعب وكانت نصائحه هي المنارة لي في الملاعب، لكن للأسف كنت أتمني أن يشاهدني كمدرب لأني توفي وعمري 21 عاما فقط ومات وعمره 51 عاما ولم ير نتيجة ثمرته. خسرنا الكأس لأن سموحة ليس لها ظهر! - يتذكر حمادة صدقي موقفا صعبا مر به وهو مدير فني لسموحة في نهائي كأس مصر أمام الزمالك وكانت البطولة في يدي لكن تعرضت واللاعبين لاعتداء من قبل الجماهير المشاغبة. والأولتراس ونحن ذاهبون للملعب وتهشم الأتوبيس وأصيب عدد من اللاعبين بإصابات وأصيب اللاعبون بالرعب وكنت لا أريد أن ألعب المباراة ولكن رئيس النادي المهندس فرج عامر أصر علي أن نلعب اللقاء لأن المباراة كانت مذاعة علي الهواء. وقال صدقي كان موقفا صعبا وسموحة لم يكن له ظهر فعدي الأمر بسلبية كبيرة وخسرنا النهائي. - قال حمادة صدقي أن العدل غائب عن مسابقة الدوري ولذلك نجد ما نشاهده الآن من لغط وسباب واتهامات في الدوري لأنه لو طبقت اللوائح علي الكبير قبل الصغير لانتظمت المسابقة وسيتم القضاء علي ما نراه حاليا.