سقط عيسي حياتو من علي عرش الكرة الافريقية، الذي اعتلاه منذ العام 88، وشيد خلاله أمبراطورية هائلة، وتمكن من إحكام سيطرته علي القارة، بما سهل بسط نفوذه وتقوية علاقاته، بينما الكرة الافريقية تتراجع اداريا وتنظيميا وباتت الاتحاد القاري في عهده، هو الأضعف والأكثر فسادات في العالم، وفي ذيل ترتيب الاتحادات القارية عالميا، في الوقت الذي شهد الاتحاد الاسيوي برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم، قفزات هائلة نحو تطور غير مسبوق، وتطوير شامل في بطولاته وبرامجه للتطوير ونشر الاحتراف في القارة الصفراء. أخبار الرياضة، كانت شاهدة علي تفاصيل كثيرة، يمكنها أن تكشف الأسباب التي شكلت الصورة الكبيرة، وراء سقوط حياتو بالضربة القاضية، والتي بدأت »عمليا» منذ سقوط بلاتر ورحيله عن الاتحاد الدولي، وما صاحبها من ملفات فساد تم فتحها، ولكن في كل مرة كان ينجو منها حياتو، لعدم وجود أدلة كافية علي إدانته. كان للتغييرات الدولية التي حدثت أخر عامين، بتولي جياني ايفانتينو رئاسة الفيفا، ورحيل بلاتر، ووجود السنغالية فاطمة سامورا أمين عام الاتحاد الدولي الجديدة، أثرها في انحسار قوة حياتو وضعف سيطرته التي كانت قوية فيما مضي، بل وأمتدت التأثيرات السلبية عليه تبالتزامن مع خسارة الشيخ سلمان للانتخابات الاخيرة في الفيفا، وهو كان حليفه الأول بعد سقوط بلاتر، إلي جانب الشيخ أحمد الفهد، أحد الأسماء القوية والفاعلية في عالم الانتخابات القارية والدولية. وتشير المتابعات الخاصة، بأن ايفانتينو رئيس الاتحاد الدولي، كان علي خلاف واضح مع حياتو منذ فوزه بالانتخابات قبل عام مضي، وزاد من عمق الخلاف هو وقوف حياتو ضد تحركاته في القارة الافريقية، واجباره للاتحادات القارية للتصويت للشيخ سلمان، وفور فوز ايفانتينو بدأت خطة اسقاط الأسد الكاميروني، الذي كانت رائحة فساد عهده بالكرة الافريقية، تزكم الأنوف، لكن بلا أدلة مادية يمكنها أن تدخل حيز التحقيق أو الادانة، ويضاف إلي ذلك، اسلوب حياتو في ادارة الكرة بافريقيا، عبر عدم الاهتمام بالتطوير الحقيقي وتنفيذ البرامج التي تسهم في النهوض باللعبة ونشر الاحتراف وتطبيق معايير دولية في تنظيم المسابقات الافريقية، التي باتت الأقل والأضعف من حيث التنظيم والادارة مقارنة بباقي قارات العالم، بينما يرفع مستواها فقط اللاعبين المحترفين الذين تم تكوينهم في أوروبا ودولها المختلفة.