لازالت أحداث مذبحة بورسعيد تلقي بظلالها علي الشارع المصري سواء السياسي أو الرياضي بسبب حجم وبشاعة الاحداث وكثرة عدد الشهداء والطريقة التي وقعت بسببها الاحداث الدامية. وخلال الأيام القليلة الماضية وأثناء فترة التحقيقات زاد الجدل حول طبيعة وقوع الجريمة فالبعض يري أن الجريمة حدثت بسبب وجود مؤامرة خارجية قادها بعض الأشخاص الذين يريدون احداث فوضي في البلاد مستغلين مباراة كرة قدم.. ويري البعض الآخر أن هذه الاحداث من الممكن أن تحدث في مباريات كرة القدم بعد ارتفاع شدة التعصب خاصة مع ظهور روابط الأندية التي ساهمت في ارتفاع شدة التعصب بين جماهير الأندية.. »أخبار الرياضة« استطلعت آراء أساتذة الطب النفسي لتتعرف علي طبيعة المشكلة وما اذا.. وهل كان يمكن للتعصب الكروي أن يؤدي إلي القتل أم لا؟ وحول هذه الاسئلة كانت البداية مع د.أحمد عكاشة رئيس جمعية الأطباء النفسيين الذي قال أن لغة القتل عموما موجودة داخل المجتمعات الشرقية بسبب ازدياد حدة التعصب لكن في حالات التعصب الكروي يقل فيها نسبة القتل أو تكاد تكون غير موجودة علي الاطلاق لأن كرة القدم مجال للترفيه ولابد من فائز أو خاسر لكن ما حدث في مدينة بورسعيد أثناء لقاء المصري والأهلي شيء غريب علي البشرية وعلي المجتمع المصري خاصة حيث أنها المرة الأولي التي يحدث فيها ذلك في مباراة كرة قدم من حيث القتل بهذه البشاعة مضيفا أن النية كانت مبيتة بشكل كبير لاحداث الفتنة واحداث القتل المتعمد والتعصب الكروي برئ من هذه الاحداث. ومن جانبه أكد د.هشام بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة أن لغة التعصب موجودة بشكل يكاد يكون يوميا في حياتنا فالتعصب موجود في الدين أو بشيء يتعرض لشرف الانسان الشخصي كل هؤلاء من الممكن أن يفقد فيه الانسان أعصابه لدرجة من الممكن أن تؤدي إلي القتل لكن في حالات التعصب الكروي الأمر يكاد مختلفا لأنها لا تتعدي سوي خناقة أو سباب أو أي شيء من هذا القبيل بعيدا عن لغة الدم التي شهدتها احداث بورسعيد فما حدث في مباراة المصري والاهلي شيء أقرب إلي الخيال ولا يمكن أن تصل درجة التعصب أن يقتل شخص آخر بسبب التشجيع فهذا لا يتكرر سوي كل عشرات السنين مرة. ويتفق في نفس الرأي د.أحمد شوقي أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر الذي يقول ان ما حدث في بورسعيد مؤامرة متكاملة الأطراف والجاني معلوم للجميع ولجان التحقيق التي تم تشكيلها من مجلس الشعب ومن النائب العام تعلم من فعل هذه الجريمة. وأضاف د.أحمد شوقي أن التعصب الكروي موجود في كل دول العالم وليس مصر فقط لكن التعصب الكروي لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يسقط هذا الكم الهائل من القتلي والجرحي في مباراة لكرة القدم مضيفا أن حالات التعصب الكروي تأخذ شكلا خاصا في طريقة التشجيع من الممكن أن تصل إلي خناقات أو سباب لكن من الصعب بل من المستحيل أن تصل إلي القتل. ومن جانبها أكدت د.سامية عبدالرحمن أستاذة الطب النفسي جامعة الأزهر أن جريمة مباراة الاهلي والمصري بشعة بكل المقاييس وهي جريمة ضد الانسانية شابت لها الرؤوس وأضافت أن استخدام القتل بهذه الطريقة في مباراة كرة قدم أبعد ما تكون عن التعصب الكروي فالجريمة لها أبعاد أخري لا أعلم تفاصيلها لكن التعصب برئ من هذه الاحداث حتي لو وصلت درجة الكراهية من جماهير المصري لجماهير الاهلي فلن تصل درجة الكراهية الي القتل ولابد من وجود أطراف أخري استغلت المباراة لتحقيق أهداف خاصة. وأكد د.سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي بالقصر العيني أن التعصب الكروي في حد ذاته موجود ومتعايش بيننا مثله مثل جميع أنواع التعصب مثل التعصب الديني والتعصب العرقي لكن الفرق أن التعصب الكروي يكون دائما أقل حدة خاصة في مجتمعتنا. وأضاف أن التعصب في حد ذاته شيء طبيعي بين البشر لكن من الصعب أن يؤدي التعصب الكروي إلي القتل خاصة أن هذه ليست مباراة حاسمة لبطولة معينة بل انها بثلاث نقاط مثل أي مباراة. وأكد د.سعيد عبدالعظيم أن الاضطراب النفسي هو الذي من الممكن أن يؤدي الي القتل في مباريات كرة القدم أي أن العقل يكون مغيبا بدرجة كبيرة ويكون هذا في شخص وليست من مجموعة من الجماهير كما حدث.