كان عبدالعزيز عبدالشافي زيزو ولايزال العمود الرئيسي في كيان الكرة في النادي الاهلي.. ولكن يبدو أن هناك من لايريد ان يبقي هذا العمود قائما وان يتم ازاحته من مكانه دون الالتفات للاخطار التي يمكن ان تقع اذا ما حدث هذا. ظل زيزو يحمل ويتحمل مسئولية الكرة في الاهلي، في توقيتات غاية في الحرج وتنجح في ضبط الايقاع في الكثير من المواقف وصنع بين اللاعبين حالة من الانضباط والترابط واستطاع ان يعبر بسفينة الفريق العديد من الامواج العاتية سواء كان مديراً فنيا ثم اللجوء إليه في لحظات الفشل الكبير للمديرين الفنيين الاجانب، أو حينما تم اسناد مهمة رئاسة قطاع الكرة له.
وكما هي عادة الاهلي في الفترة الماضية.. التقلبات خطيرة ومستمرة ومفاجأة، فبعد العصف بمحمد يوسف وجهازه، ثم فتحي مبروك وجهازه وعلاء عبدالصادق الركيزة الادارية الكبيرة ووائل جمعة نجم الفريق الذي كان في بداية مشواره ليكون إداري في بيته، لم يتم اهاله الفرصة، ويبدو أن تيارات التحطيم ضبطت بوصلتها علي »زيزو».
يتم بين الحين والاخر تصدير مشكلة إلي المدرب الهولندي مارتن يول المدير الفني للفريق والزج بأسم زيزو فيها لتتعكر العلاقة بينهما حتي أصبح الرجل يضغط لكي لايستمر زيزو.
أنه من وجهة نظر مارتن يتدخل في شئونه ويحاول ان يفرض من خلال تقاريره الكثير من الامور لايرضاها ولايتفق عليها الجهاز الفني برئاسته.. ولذلك بدأ يطالب المهندس محمود طاهر رئيس النادي بضرورة ابعاده وان تبقي المسئولية الادارية كاملة ومنفردة في يد سيد عبدالحفيظ.
بالطبع أغلب ما يتم الزج بأسم زيزو فيه غير حقيقي ولايلمس الواقع من قريب أو بعيد لعل أهمها الوقيعة مع اللاعبين كما يقول رغم ان يول هو الذي هاجم شريف اكرامي في مؤتمر صحفي وهو ما أدي الي شرخ في الفريق لان الخواجه لا يعرف الجوانب النفسية للاعبين، ولكن الاتجاه الذي يريد أن يبعد كل من له تاريخ في الاهلي يري أن زيزو آخر الاعمدة الكبيرة ذات القيمة التي يجب ان يتم ابعادها ليكون العمل في مرحلة تالية علي أختيار من يخلفه من مجموعة واتجاه آخر؟!
كان عدم حضور زيزو اجتماع رئيس النادي مع مارتن يول وسيد عبدالحفيظ اشارة إلي انه يتم الاعداد لابعاده وأن ما قيل لمحمود طاهر عن ان زيزو لايجب ان يتدخل في الصفقات وفي اسلوب تعامل مارتن مع اللاعبين والتي كانت له ملاحظات عليها.
ولان »زيزو» يمتلك القدرة علي الحفاظ علي قيم ومباديء النادي الاهلي التي تسري في جسده مسري الدم ويعرف متي يكون الحسم ومتي يكون الصفح ومن يستحق أن يستمر ومن لايستحق أن يستمر، ولكن الطبيعة الجديدة والاسلوب المختلف في تعامل مارتن يول يجعل هناك حالة من الاختلاف وهو ما لايريده المدرب الهولندي ولكن زيزو هومن يحفظ ويحافظ علي قيم الاهلي كما حدث كثيراً في الفترات التي مالت فيها كفة الفريق وأصبح في مراحل الخطر لم ينقذه إلا ابناءه فتحي مبروك وزيزو وغيرهم.
ورغم ان المنصب لايفرق كثيراً مع زيزو فهو جزء من تاريخ وقيمة النادي الاهلي الا ان ابعاده هذه المرة يعتبر سقطة وهدم للقيمة التي يصنعها ابناء مخلصين، عملوا علي مدي سنين ولايزالوا محافظين علي قوامه من كل التيارات التي كان من الممكن ان تسقطه وظهرت بقوة في الفترة الماضية.
اساءة العلاقة بين المدرب الهولندي وزيزو التي تصل إلي درجة من الصعوبة في اعادة التوفيق وصلت إلي مرحلة الحسم والتي يجب ان تتم من جانب مجلس الادارة قبل ان تستجيب الادارة لهذا القرار وتوقع العمود الرئيسي الذي يرتكن اليه الاهلي في لحظات الخطورة الا اذا كان هناك من لايحب »زيزو» ويريد أن يبعده تماماً.