وقعت أعمال شغب عديدة في بطولة »يورو 2016»، لكن تظل هجمية الجماهير الروسية هي الأكثر عنفا ودموية بالمقارنة مع أي تجاوزات غير رياضية بين المشجعين سواء داخل المدرجات أو في شوارع فرنسا. هذه الأعمال العنيفة دفعت الكثيرون للتفكير في مصير الأمن وسلامة الجماهير عند استضافة روسيا لمنافسات كأس العالم عام 2018، فالجمهور الروسي سيء السمعة ومعروف عنه العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء بالذات، أظهر أيضا أنه عنيف جدا في الاشتباكات بالضرب من المنافسين، وقادر علي مواجهة قوات الشرطة وروائح الغازات المسيلة للدموع. حاولت روسيا توجيه رسالة تهدئة إلي الرأي العام الكروي حول العالم بعد تصرفات المشجعين الروسي، حيث قال: أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي إن بلاده ستضع قوائم سوداء لمثيري الشغب من الجماهير داخل روسيا وخارجها قبل نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 التي تستضيفها. وأضاف في تصريحات لوكالة تاس الروسية للأنباء:» لابد من وجود قوائم سوداء. هؤلاء الذين يخرقون القانون لابد من منعهم من دخول البلاد ومن حضور المباريات، ينطبق هذا علي جماهيرنا، وعلي الأجانب». لكن هذا لم يمنع الاتحاد الأوروبي من إعلان عقوبة علي روسيا تنص علي استبعاد المنتخب الروسي من البطولة » مع وقف التنفيذ. أسباب العنف في محاولة لتفسير العنف المبالغ فيه من الجماهير الروسية حتي قبل انطلاق البطولة، كتب البروفسور سيرجي ميدفيديف الأستاذ بمدرسة موسكو العليا للاقتصاد علي صفحته في موقع التواصل الاجتماعي:» عقلية المشجعين الروس قائمة علي فكرة أننا لن نفوز بالبطولة ولكن دعونا علي الأقل نتحلي بالشجاعة ونهزم بعض الأشخاص وندع العالم كله يتحدث عنا». ويمثل أصحاب هذا الفكر بين مشجعي كرة القدم نسبة كبيرة، وصارت تصرفاتهم أكثر خطورة منذ أن ضمت موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، وهناك اقتناع بينهم أن الغرب هو العدو رقم واحد لروسيا. الغريب أن هناك تصريح من مسؤول رسمي أشاد فيه بتصرفات هذه الجماهير المشاغبة، وهو إيجور ليبيديف الذي يشغل منصب نائب رئيس البرلمان في مجلس الدوما الروسي وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الروسي لكرة القدم، فهو كتب علي صفحته في موقع التواصل الاجتماعي:» لا أري شيئا مروعا بشأن القتال الذي تخوضه الجماهير، علي العكس شبابنا عظيم. استمروا». محترفو قتال قال المدعي العام الفرنسي لمدينة مرسيليا، إن 150 من المشاغبين الروس الذين تسببوا بأحداث العنف في شوارع مرسيليا قبل مباراة إنجلتراوروسيا كانوا »مدربين علي القتال». وأضاف برين روبين:» كان هناك 150 مشجعاً روسياً ممن هم في حقيقة الأمر مشاغبون مدربون جيداً وجاهزون لأحداث العنف الهائجة التي تشتعل بحدة، إنهم مدربون جيدا». وحكمت المحكمة الفرنسية بالسجن علي ثلاثة مشجعين روس، لمدة تتراوح بين سنة وسنتين، علي خلفية أعمال الشغب في مرسيليا قبل مباراة إنجلتراوروسيا في البطولة. تعليق بوتين قبل أن يتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صرح المتحدث الرسمي باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي الروسي فلاديمير ماركين بأن روسيا لم تقم أبدا بدعم المشجعين الروس العدوانيين، لكنها تعتبر أن فرنسا ملامة أيضا في الأحداث التي وقعت في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2016. وأضاف:» لماذا وضعوا مشجعي الخصمين بجانب بعضهما البعض؟ لماذا لم تقم شرطة مرسيليا باتخاذ الإجراءات حين قام البريطانيون علي مدي ثلاثة أيام بإثارة الشغب والاضطرابات والإذلال والإهانة؟ إن ما قالته نجمة موسيقي البوب الفرنسية لم يكن عبثا، بأن الرجال الروس قاموا في الواقع بالدفاع عن الفرنسيين فقط». بينما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولين الروس إلي استخلاص العبر من الثغرات الأمنية التي ظهرت في تنظيم كأس أوروبا 2016 في فرنسا، وذلك استعدادا لمونديال عام 2018 في روسيا. وكانت الخارجية الروسية أعلنت في وقت سابق اليوم أنها استدعت السفير الفرنسي لدي روسيا جان موريس ريبير بعد توقيف المشجعين الروس، محذرة من »الأجواء المعادية للروس» و»تفاقم» العلاقات بين البلدين.