الدورات الرمضانية لكرة القدم كانت تقام في الشوارع فقط، وكان ينتظرها اللاعبون وأهالي الحي أو المنطقة ليصطفوا علي جانبي الشارع ليستمتعوا بمشاهدة تلك المباريات المليئة بالمواهب، والتي قدمت العديد منهم للأندية الكبيرة ليصبحوا بعد ذلك من أبرز اللاعبين من أبناء جيلهم، ومن أشهر لاعبي هذه الدورات الرمضانية "شبندر" ابن منطقة قلعة الكبش الشعبية الذي لعب للزمالك أكثر من موسم، أيضًا "بطيخة" في منطقة السيدة زينب الذي ذاع صيته وقتها، و"سعيد الحافي" الذي قام الفنان عادل إمام بتجسيد قصة حياته في فيلم "الحريف"، ومنهم أيضًا الكابتن جمال عبد الحميد ومحمود الخطيب ابن عين شمس، وإكرامي، وخالد العندور، وإبراهيم وإسماعيل يوسف، وغيرهم من اللاعبين، وتعد المناطق الشعبية الأشهر في تنظيم الدورات الرمضانية مثل مناطق باب الشعرية، والقلعة، والعباسية، والشرابية، وعين شمس، وكانت الفرق تشارك إما بنظام أبناء الحي الواحد عن طريق تمثيل كل شارع أو حارة بفريق، وإما منافسة بين الأحياء وبعضها البعض، وكان اشتراك الدورة زهيدًا جدًا، والفائز كان يحصل علي كأس من الألومنيوم وأطقم رياضية عبارة عن"تي شيرت"أو تريننيج" وبعض الميداليات وكان ختام هذه الدورات يشهد منافسة قوية وحضورا جماهيريا كبيرا ويقوم عضو مجلس الشعب وقتها وإحدي الشخصيات الكبيرة والمعروفة في المنطقة أو الحي وأحد المشاهير من نجوم الكرة بتسليم الجوائز للفريق الفائز الذي كان يطوف بالكأس شوارع المنطقة كاملة. تحولت الدورات الآن إلي دورات خمس نجوم من أجل "الشو" و"البيزنس" حيث تنظم في بعض الأندية الراقية مثل "هليوبوليس، الصيد، الجزيرة" وبعض الأندية الخاصة مقابل خمسة آلاف جنيه للفريق الواحد ويحصل الفائز علي نحو خمسين ألف جنيه، وبعض الهدايا الفاخرة، ويحصل المنظمون علي أرباح مميزة من خلال اشتراكات الفرق، والرعاة، والإعلانات، وغيرها، ويحرص منظمو الدورة علي التعاقد مع لاعبي كرة القدم القدامي من الأهلي والزمالك للعب مباريات استعراضية في هذه المباريات مقابل مكافأة مادية لا تتعدي ألفي جنيه لكل لاعب ومن هؤلاء اللاعبين محمد عمارة، وهشام حنفي، ووليد صلاح الدين، وخالد بيبو. ويقول حسن عبد الحميد، أحد لاعبي الدورات الرمضانية السابق، أتذكر هذه الأيام دائما وأشتاق للعب الكرة في الشارع كما كنا نلعب في رمضان وكانت الكرة سبب في شهرتي في منطقتي والجيل الحالي ليس لديه حماسة رياضية كما كنا في السابق بالرغم من بساطة إمكانيتنا وتوافر الإمكانات له في الوقت الحالي.