راقبت الجماهير المصرية المنتخب الأوليمبي في بطولة إفريقيا تحت 23 عاما، المؤهلة إلي دورة الألعاب »ريو دي جانيرو 2016»، وشاهدت كل معاني الفشل والخيبة واللعب برعونة داخل الملعب، وسط عجز تام من الجهاز الفني بقيادة حسام البدري، الذي كان اتحاد الكرة والنادي الأهلي يتصراعان علي الاستعانة بخدماته، وهو يري نفسه أهلا لتدريب المنتخب الأول. مشاكل داخلية تعادل أمام الجزائر، ثم تعادل أمام نيجيريا، ثم خسارة بسذاجة أمام مالي الذي ودعت البطولة رسميا قبل مواجهة مصر وكانت تلعب من أجل الحفاظ علي وجه الشرف فقط لا أكثر، ليفشل المنتخب المصري في استغلال الفرصة السهلة للوصول إلي نصف النهائي في البطولة الافريقية ومواصلة المنافسة علي البطاقات الثلاثة المؤهلة مباشرة إلي »الأولمبياد»، وليعود الفريق إلي القاهرة وسط تجاهل جماهيري بعد خيبة الأمل. علق البري علي الخروج »البدري» من البطولة الإفريقية، قائلا في تصريح أمام الصحفيين في المؤتمر الإعلامي بعد المباراة: هذه كرة القدم. كشفت الخسارة أمام مالي مشاكل بالجملة داخل المنتخب الأوليمبي، أبرزها وجود شعور داخل لاعبي الزمالك بأن مدربهم الأهلاوي يفضل لاعبي الأهلي عنه، وهذا ما كتبه أحمد سمير لاعب الزمالك المعار إلي الإسماعيلي علي صفحته في موقع التواصل الاجتماعي »انستجرام»، قائلا: حسبي الله ونعم الوكيل». سياسة الفشل: في نوفمبر عام 2014، كان فاروق جعفر وقتها كان المدير الفني لاتحاد كرة القدم والمسئول عن المنتخبات، لاتلوموني علي فشل منتخبات مصر، فأنا لم أقم باختيار أي جهاز فني لتلك الفرق في كافة الفئات العمرية. هذا التصريح يعكس سياسة العمل داخل اتحاد كرة القدم في عهد مجلس علام، فالجميع يتبرأ من المسئولية ودائما تقال عبارة: ننتظر تقرير المدرب لمعرفة أسباب الفشل، ثم يتم غلق الملف تماما دون حساب. بعدها بأيام تم إقالة جعفر من منصب المدير الفني للمنتخبات المصرية في اتحاد الكرة بحجة أنه غير متفرغ لمنصبه وانشغاله الدائم بالإعلام، وهذا القرار تم اتخاذه بعد فشل منتخب مصر في الوصول للبطولة الإفريقية لعام 2015 للمرة الثالثة علي التوالي، وفشل منتخب الشباب في الوصول لبطولة إفريقيا، وأيضا فريق الناشئين. مسلسل الاخفاقات: في عهد مجلس إدارة علام تحديدا في شهر أكتوبر عام 2012، خسر منتخب مصر بسداسية أمام غانا في الجولة الأخيرة والحاسمة للتصفيات المؤهلة لكأس العالم »البرازيل 2014»، في هزيمة فاضحة للفريق تحت قيادة المدرب السابق الأمريكي بوب برادلي. وقبلها خسر المنتخب مع نفس المدرب أمام إفريقيا الوسطي في التصفيات المؤهلة للبطولة إفريقيا لعام 2013 مع نفس المدرب، لتكون المرة الثانية علي التوالي التي لايصل فيها »الفراعنة» للبطولة القارية. ثم تولي شوقي غريب مهمة تدريب المنتخب الأول، وكانت مهمته الأولي التأهل إلي بطولة إفريقيا 2015، لكنه عجز أيضا عن تحقيق المهمة ليرحل سريعا، ليتم تعيين بعد ذلك المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، الذي تأهل بعد فصل بارد أمام تشاد إلي مرحلة المجموعات في تصفيات المونديال »روسيا 2018». نقطة بيضاء: يمكن اعتبار تتويج منتخب مصر للشباب عام 2013 ببطولة إفريقيا في الجزائر الحسنة الوحيدة علي مستوي المنتخبات المصرية في عهد علام، الفريق تحت قيادة المدرب ربيع ياسين نال اللقب القاري وتأهل للمشاركة في كأس العالم »تركيا 2013». لكن الإنجازات لم تدم طويلا لهذا الجيل، فالفريق ودع مونديال الشباب من الدور الأول، بعد الخسارة مباراتين أمام تشيلي والعراق، والفوز علي إنجلترا في الجولة الثالثة، لكن هذا الانتصار لم يكن كافيا للوصول إلي الدور التالي من البطولة. بعدهما تم إقالة ربيع ياسين ورفض اتحاد الكرة أن يواصل مهمته كمدير فني لنفس الفريق الذي تم تصعيده ليكون قوام المنتخب الأوليمبي، وتم اختيار حسام البدري بدلا منه. ضياع الشباب منتخب الشباب التالي مواليد 1995 لم يكن موفقا بأي شكل، فالفريق تحت قيادة المدير الفني قليل الخبرة ياسر رضوان فشل في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم إفريقيا »السنغال 2015»، بعد الخسارة أمام الكونغو ذهابا علي أرضها (1-0)، والفوز عليها (2-1) إيابا، لتكون المحصلة النهائية لصالح الفريق المنافس، لم نصل لبطولة إفريقيا، ولم نحاول المشاركة في مونديال »نيوزيلندا 2015». العدوي للناشئين: منتخب الناشئين مواليد 1998، لم يكونوا أسعد حظا بل طالتهم عدوي الفشل، فالفريق تحت قيادة المدير الفني جمال محمد علي لم يتأهل لبطولة إفريقيا »النيجر 2015» بعد الخسارة في التصفيات أمام جنوب إفريقيا في الذهاب (2-1)، وتعادل في الإياب (2-2)، ووقتها اكتفي اتحاد الكرة قرار بتسريح الفريق وإقالة الجهاز الفني.