بعد ساعات قليلة من وقوع أحداث استاد "الدفاع الجوي" قبل انطلاق مباراة الزمالك أمام انبي في مسابقة الدوري الممتاز، تسابقت الصحف العالمية علي مواقعها الالكترونية علي الانترنت لنشر صور من قلب الكارثة، حيث سقط ضحايا ومصابين بسبب تدافع الجماهير والأعضاء من رابطة "وايت نايتس" رغبة في دخول الملعب، وفي المقابل كان هناك تعليمات من الجهات الأمنية بعدم دخول مزيد من المشجعين الي المدرجات بسبب الوصول الي السعة المسموح بها (10 آلاف متفرج)، ومن هنا بدأت المأساة. ولأن أغلب الصحف العالمية نشرت تقاريرها الصادمة عن الأحداث قبل صدور أي أرقام رسمية بشأن المصابين، فاختلفت الأرقام التي ذكرتها عن الحصيلة النهائية والحقيقة لأحداث "الدفاع الجوي"، كمااعتمدت علي شهادات بعض المشجعين الذين تواجدوا في الحادث ونجوا لحسن حظهم من التدافع، واستعانوا بمراسليهم في مصر سواء كانوا مصريين الجنسية أو أجانب. ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في عنوانه الرئيسي للتقرير: "مصادر مسئولة 25 قتيلا في شغب بمباراة كرة قدم"، ووضعت 4 صور في تقريرها، الأول لسيارة شرطة تشتعل بالكامل بالنيران في محور "المشير" أمام الملعب، بينما الاتجاه الثاني مصابا تماما بالشلل المروري، والصورة الثانية لبعض الجماهير تريد الدخول وهم يمسكون بالتذاكر لكن الأمن يمنع تقدمهم، والثالثة لرجال الاطفاء وهم يخمدون النار في سيارة الشرطة، والأخيرة لبعض أفراد "التراس زملكاوي" وهم يشعلون شمروخا في الملعب احتجاجا علي ما حدث لزملائهم خارج الملعب. أزمة في توقيت خطير وذكرت الصحيفة في تقريرها أن الحادث وقع في وقت تمر فيه مصر بأزمة كبيرة بسبب كثرة العمليات الارهابية في كثير من مناطق الجمهورية، ومقتل فتاة في مظاهرة يوم 25 يناير 2015، كما أن هناك عشرات العائلات مازالت في انتظار العدالة لمعرفة القاتل في قضية كارثة استاد بورسعيد التي وقعت في فبراير 2012، ولم يتم معاقبة أي مسئول حتي الآن، لتقع أحداث "الدفاع الجوي" لتزيد من كم الغضب وعدد الضحايا في ملاعب كرة القدم المصرية. ونشرت تصريحا لأحد المشجعين قائلا: "كان الدخول في البداية مسموحا من خلال ممر ضيق وبوابة واحدة، لكن عندما تم منع الدخول حدث تدافع بسبب الهروب من قنبلة الغاز، كانت الناس تسقط وتفشل في النهوض مجددا". وأوضحت الصحيفة أن غضب زملاء ضحايا كارثة استاد بورسعيد كانوا غاضبين لدرجة أنهم حرقوا مقر اتحاد كرة القدم وبعض المباني المحيطة به، نتيجة شعورهم بغياب العدالة في المحكمة، وهذا سبب غياب الحكم المرضي لهم حتي الآن من وجهة نظرهم. تدمير ممتلكات عامة وبالانتقال لصحيفة "ماركا" الاسبانية وصفت أحداث "الدفاع الجوي" بمأساة كئيبة جديدة تضرب الكرة المصري، وكانت صورتها الرئيسية لقطة سيارة الشرطة وهي تحترق تماما، لكنها كتب أن 19 شخصا قتلوا في تلك الليلة أثناء صدام بين رابطة الألتراس والشرطة قبل مباراة جمعت الزمالك وانبي في بطولة الدوري، وأن هناك 30 آخرين أصيبوا بسبب التدافع أمام أبواب الاستاد، ونشرت جزءا من تقرير وزارة الداخلية التي قالت فيه ان هناك جماهير أرادت الدخول بقوة بدون تذاكر، وأن الشرطة كانت مهمتها ايقاف تدمير الممتلكات العامة، وأن الشرطة تعاملت بالقبض علي مثيري الشغب، خاصة بعدما تم اشعال النيران في سيارة شرطة، وتم التعامل بإلقاء قنابل الغاز. ونشرت صحيفة "آس" الاسبانية ألبوما يضم الكثير من صور أحداث الدفاع الجوي، وكتبت عنوانا "حادث خطير في القاهرة"، وكان من ضمن الصور شخص يرتدي قناع (فانديتا) ويقف متباهيا بأن سيارة الشرطة تلتهمها النيران، كما نشرت صورا للأسلاك الشائكة التي وضعتها الشرطة في طريق الجماهير أثناء دخول الاستاد، وعمليات القاء القبض علي الجماهير المشاغبة، واشتعال سيارة الشرطة بالنيران ومحاولات الاطفاء السريعة لها علي الطريق السريع الذي يربط القاهرة الجديدة بمدينة نصر. الألتراس والسياسة وكتبت صحيفة "ميرور" البريطانية عنوانا "علي الأقل 25 قتيلا في شغب بمباراة قمة في مصر"، وأن الصدام بدأ عندما منعت قوات الأمن الجماهير من مواصلة الدخول الي الملعب. وبدأت الصحيفة تقريرها بفيديو يضم لقطات لأحداث الدفاع الجوي تم نشره علي مواقع التواصل الاجتماعي بعد لحظات من وقوع الحادث، وربطت الصحيفة هذه الكارثة مع مأساة بورسعيد التي وقعت قبل 3 أعوام وسقط فيها 74 شابا، وأنه بسبب الكارثة الجديدة تم ايقاف النشاط الكروي لأجل غير مسمي. وتحدثت أيضا الصحيفة في نهاية تقريرا عن تورط روابط الألتراس الكروية في النشاط السياسي منذ الاطاحة بنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 2011، فهم شاركوا بقوة في المظاهرات وقتها، ثم تحولوا في نظر المسئولين الحاليين الي جماعات ارهابية تثير الشغب والعنف لذا يتم التعامل معهم بقوة بواسطة الشرطة، خاصة أن هناك تقارير تتحدث عن علاقتهم بجماعة الإخوان المسلمين..