.. هي واحدة من أعظم وأجمل مباريات الأهلي والزمالك.. إن لم تكن الأفضل عبر تاريخها الطويل. فاز الأهلي بالدرع.. وعادت مدرسة الفن والهندسة علي يد العميد.. العنيد حسام حسن. كان الزمالك الأكثر شراسة من أجل إحراز فوز يعيد للنادي مكانته وكبريائه.. وكان الأقرب للفوز بالفعل.. ولكنه غير محظوظ. وكان الأهلي مصمماً علي حسم بطولة الدوري.. وما عودته للمباراة بعد أن أحرز أحمد جعفر هدف السبق في الدقيقة الأولي، إلا دليل علي أن الفريق الكبير يستطيع أن يتحمل الصدمة حتي لو كانت مبكرة. اللقاء تاريخي من كل الوجوه.. أداء وسلوكاً ومستوي رفيع يعكس مدي الروح القتالية التي يتمتع بها الفريقان.. وبالطبع ساعد السلوك الحضاري للجماهير علي اكتمال الصورة الرائعة التي أعجبت وأدهشت الخبراء والنقاد والمحللين.. والضيوف الكبار الذين شاهدوا اللقاء في ستاد القاهرة. ظواهر كثيرة يمكن أن ترصدها القمة (501) في مقدمتها الميلاد الحقيقي والأكيد لحسام حسن كمدير فني يمتلك موهبة فذة تجعله في المقاعد الأولي للمديرين الفنيين. أجاد حسام فنياً بتكتيك جديد نجح من خلاله في الاستحواذ علي اللعب فترات طويلة، وكان لاعبوه هم الأخطر، وأهدروا عدداً كبيراً من الفرص السهلة التي كان يمكن أن تقلب نتيجة المباراة رأساً علي عقب. ولأنه جاء من بعيد.. حيث المركز الثالث أو الرابع عشر، ليتقدم خطوة خطوة بأداء مميز وروح عالية، وثبات شبه ثابت في المستوي.. فقد أكد بذلك أنه طراز فريد من الشخصيات القيادية، ومن المدربين الفاهمين. وبطبيعة الحال.. ورغم فوز الزمالك الذي كان مستحقاً فإن المسئولية أصبحت كبيرة علي حسام وأفراد الجهاز الفني، وعلي مجلس الإدارة الذي أصبح يتعين عليه أن يوفر للعميد العنيد كل الإمكانيات والأدوات التي تعينه علي تقديم ما هو أكثر، لما فيه مصلحة قطب كبير طالما ضل الطريق وابتعد عن البطولات. فاز الأهلي ببطولة الدوري.. وواصل تسجيل الأرقام القياسية مع الإنجازات.. وعاد الزمالك من جديد ليمثل قيمة كبيرة في الكرة المصرية هي في أشد الحاجة إليها في الوقت الحالي. التهنئة إذن واجبة للفريقين اللذين رسما صورة مضيئة لمستقبل أفضل، بما يضمانه من عناصر شابة. ربما كانت فرحة جماهير الأهلي أكبر بعد المباراة، ولكن سعادة جماهير الزمالك ينبغي ألا تقل بعد أن أطمأنت إلي أن فريقها يمضي علي الطريق الصحيح.