متي يفوز الزمالك على الأهلي؟

متي يفوز الزمالك علي الأهلي؟
«في المشمش»!
كنت أتصور أن هذه هي الإجابة النموذجية، وتأكد هذا الشعور لدي بعد هدف محمد بركات القاتل في الدقيقة الثانية من الوقت بدل القاتل - أو الضائع مثلما يقول البعض - وتصورت أن هذه عادة لاعبي الزمالك (متعودة دايما) لكن بعد أن شاهدت حزن لاعبي الزمالك وفرحة لاعبي الأهلي بعد انتهاء المباراة بالتعادل بل إنني رأيت محمود فتح الله - المدافع الأسطوري- يكاد يبكي، ومحمد عبدالشافي كأن «مات له حد» وعبد الواحد السيد يحاول أن يقف علي قدميه شعرت أن الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال «في عهد حسام حسن يمكن أن يفوز الزمالك علي الأهلي وليس في المشمش».
نعم.. الآن فقط يمكن أن نقول إن الزمالك عاد وإنه قادم بسرعة البرق ويمكن أن يفوز علي الأهلي ويحصل علي الدوري، بعد أن أصبح لاعبوه يرون أن التعادل مع الأهلي بنتيجة ثلاثة ثلاثة - في واحدة من أجمل مباريات الكرة - بمثابة الهزيمة بعد أن كانوا يحتفلون مع جماهيرهم بالتعادل دون أهداف والسر هو حسام حسن صاحب القدرات الخاصة والموهبة الاستثنائية والمدرب الفذ الذي استطاع أن يعيد افتتاح مدرسة الفن والهندسة بعد أن ظننا أنها أغلقت أبوابها إلي الأبد.
الزمالك علي مدار تاريخه لا يكره الخسارة لكنه فقط لا يحبها لذلك كان دائما مركزه المفضل والأقرب إلي قلب جماهيره وطموحات لاعبيه هو المركز الثاني في بطولة الدوري بعد الأهلي، ورغم اختلاف الأجيال وتعاقبها علي مدار 99 سنة هي عمر النادي لم يشذ جيل عن هذه القاعدة بل كانوا جميعا يؤمنون بأن الفنون الكروية مع الجلوس علي مقعد الوصيف أهم من البطولات التي قد يشارك في صناعتها الحكام، وكانت الجماهير أيضا تؤمن بهذه النظرية وتتوارثها الأجيال إلي أن جاء حسام حسن الشخص الوحيد في تاريخ لاعبي ومدربي النادي الذي يكره الهزيمة ويعشق الفوز ولا تعنيه المتعة بقدر ما تعنيه البطولة لكنه استطاع أن يجمع في أغلب مبارياته بين الأداء الممتع(اللي بيعجب الزمالكاوية) وتحقيق الفوز الذي يريده.
إنه حسام حسن المدرب الذي خرج ثائرا بعد تعادله وكأنه خسر مباراة في نهائي كأس العالم، فجعل لاعبيه لا يفرحون بل يبكون وجعل الجماهير تحييه وهي حزينة بعد أن كانت تصفق وتسب اللاعبين وتطالب بإقالة المدربين بل إنه جعل الجماهير التي كانت تتمني في مباريات القمة السابقة الهزيمة بأقل نتيجة بل تصفق للاعبيها عندما يخسرون بأداء مشرف تخرج من استاد القاهرة غير راضية عن النتيجة لكنها فخورة بالأداء.
وسبحان مغير الأحوال جماهير الأهلي رقصت فرحا بالتعادل بعد أن كانت تهتف في نهاية الدور الأول للاعبي الزمالك «هينزل.. ع الدرجة التانية.. وقطعوهم موتوهم» لكن في الدور الثاني تغيرت الهتافات، وشاهدنا لاعبي الأهلي وهم يسجدون شكرا لله بعد أن شعروا أنه أنجاهم من هزيمة محققة علي يد الزمالك لدرجة جعلت حسام البدري المدير الفني للأهلي يخرج سعيدا بالأداء والنتيجة ويري أن لاعبيه فعلوا كل ما كان في وسعهم.
دنياااااااااا.