اقترب الدوري الممتاز (ب) علي الانتهاء، فلم يتبق إلا أسبوعان فقط.. وصعد الداخلية عن مجموعة القاهرة، وغزل المحلة عن بحري، ويتنافس تليفونات بني سويف وأسوان عن الصعيد.. ومع كل ذلك يتأكد مشهد واحد من الصورة ألا وهو أن الأندية صاحبة التاريخ العريق أصبحت بعيدة عن الأضواء مما يؤكد أن الكرة لا تعرف بالتاريخ.. فقط!! الأندية العريقة في مصر بدأت تنزوي وتبتعد عن الأضواء، وتعيش في الظل، ورغم حالات عدم الاستسلام لقليل منها إلا أنها لم تستطع العودة إلي دوري الأضواء هذا الموسم.. ومن هذه الأندية الترسانة أو الشواكيش، والأوليمبي السكندري، ومنها السكة الحديد والترام وطنطا وبلدية المحلة.. وتتضاءل آمال هذه الأندية في العودة إلي الأضواء في ظل وجود أندية الشركات والمؤسسات، وعدم تطبيق المادة (81) إلي الآن. وأكد المهندس حسن فريد رئيس نادي الترسانة أنه يسعي للفوز بالمركز الثاني لمجموعة القاهرة في دوري الممتاز (ب) بعد الداخلية الذي صعد للأضواء.. علي أمل أن يصدر اتحاد الكرة قراراً بضم التوائم في المجموعات أو تنفيذ المادة (81)، وطالب فريد بالتدخل لمنع سطوة أندية الشركات والمؤسسات علي الدوري الذي تحول إلي دوري شركات، وكان الترسانة الذي أنشئ عام 8291 وفاز بدوري موسم 26/3691 كما فاز بكأس مصر 6 مرات وكأس السلطان حسين مرتين، وهبط الترسانة بعد موسم 28/3891 للمرة الأولي للدرجة الثانية ولكنه عاد في الموسم الذي يليه، وفي عام 5891 حقق بطولة كأس مصر للمرة السادسة والمركز الثالث في الدوري، وشارك في بطولة كأس افريقيا وخرج علي يد الترجي التونسي، وشارك في البطولة العربية أبطال الكئوس ولعب مع الهلال السعودي والجيش السوري والعربي القطري وجاء ثانياً بعد الهلال، وواجه اتحاد جدة وفاز عليه ليلعب علي المركزين الثالث والرابع وحصل علي المركز الرابع.. ولكن هذا التاريخ الحافل للترسانة لم يشفع له، ويبدو أن الفريق خرج ولن يعود! وإذا كان الشواكيش يتمسكون بالمادة (81) أو يضم توائم المجموعات إلي الصاعدين، فإن نادياً عريقاً مثل الأوليمبي لا يجد ما يقف عليه علي أرض صلبة.. رغم تاريخ النادي الذي يعود إلي عام 5091 قبل النادي الأهلي بعامين، وكان الجيل الذهبي للأوليمبي لا ينسي أمثال محمود بكر وبدوي عبدالفتاح وعزالدين يعقوب والبحر جاسور والهوا والطباخ وبدوي وشتا والبوري والدقاق وسعيد قطب وأمين رشدي والسيد محسن وأحمد الخولي.. ورغم توالي أجيال من النجوم علي الأوليمبي مثل حليمو والسويسي والكاس الكبير وطاهر الشيخ وأحمد الكاس.. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً كبيراً للنادي العريق وأصبح في وسط جدول الممتاز (ب) وغاب عن المنافسة بسبب صراعات في مجلس الإدارة وتغير الأجهزة الفنية. ويأتي الكروم مع الأوليمبي حيث كان الكروم علي وشك الصعود هذا الموسم مع المدير الفني مجدي علام، إلا أن الشركة القابضة طاردت الفريق وأصدرت قرارات بتجميد النشاط، مما أثر كثيراً علي مشوار الفريق الذي تراجع مع الأسابيع الأخيرة. من الأندية العريقة التي قبعت في الظل السكة الحديد الذي هبط الموسم الماضي إلي الدرجة الثالثة، وعاد هذا الموسم للدرجة الثانية.. ولكن الفريق يبقي بعيداً عن الوصول للأضواء، ورغم أنه يتبع السكة الحديد من أعرق الأندية المصرية الذي تأسس عام 3091 إلا أنه خرج ولن يعود للأضواء. ومن الأندية العريقة أيضاً الترام، الذي برز في الأربعينيات، وحقق كأس مصر عام 9391 ولعب له فاروق السيد واستمر ينافس حتي الستينيات، ولكنه باع فاروق السيد للأوليمبي مقابل ثمانية أشبال وفاز الأوليمبي بالدوري عام 6691، وبعدها غاب الترام ليلعب في الدرجة الثالية بالمجموعة التاسعة. وفي وسط الدلتا.. كان لطنطا وبلدية المحلة تاريخ كروي.. حيث صعد البلدية علي يد أحمد شعراوي موسم 29/3991 وتألق معه ياسر رضوان ومحمد عمارة نجما الأهلي ومنتخب مصر فيما بعد، وشق طريق الاحتراف الأوربي ثم برز أكرم عبدالمجيد ولقب الفريق بالحصان الأسود، وكان أحسن ترتيب له المركز الخامس في موسم 39/4991 أيام تولي محمود الشامي رئاسة النادي إلا أنه هبط.. وتاريخ البلدية يعود إلي عام 7391 حيث افتتحه الملك فاروق وسمي باسمه ثم تغير بعد ذلك. أما نادي طنطا فقد هبط في موسم 5002/6002 وهو الموسم الذي صعد فيه وكان يقوده حمادة مرزوق.. والطريف أن مرزوق صعد بطنطا وهو مدرب في هذا الموسم وهو لاعب به موسم 19/2991، ويسعي فايز عريبي رئيس النادي ومعه رضا عبدالعال المدير الفني الحالي لمنافسة الترسانة علي المركز الثاني في مجموعة القاهرة في آخر مباراتين من عمر المسابقة.