بحثت بين الفضائيات لعلي أجد ما يشبع الوقت بدلاً من إهداره في العبث.. وجدت ضالتي المنشودة في صوت ابن السنوات العشر وهو يلبس زي الأزهر الشريف ويقرأ آيات الذكر الحكيم بصوت عذب كأنه قيثارة من السماء.. هذا الملاك الصغير حفظ القرآن في سبعة أشهر.. وحفظ الأحاديث النبوية في ثلاثة أشهر.. ولكن غريزة الإنسان جعلتني أقلب بالريموت في لحظات الفواصل.. وفي تلك اللحظة شاهدت برنامجا رياضيا شهيرا يستعرض أزمة مباراة الزمالك والشرطة.. أو مباراة »العار« التي أظهرت القبح والقاذورات التي تشوه الصورة الرائعة لمصر الطيبة. رأيت الأخ إبراهيم حسن يشتم في كل عناصر الكرة من سمير زاهر لعدلي القيعي الأهلاوي لضباط الشرطة الذين اتهمهم بالخروج عن وظيفتهم.. لكل أعضاء اتحاد الكرة والحكام ولجنة المسابقات الذين وصفهم بأنهم مش رجالة وحشرات لدرجة الإشادة برئيس الاتحاد الجزائري السيد راوراوة الذي أهان مصر الوطن والتاريخ.. فوصفه الأخ إبراهيم حسن بأنه أعظم من العيال بتوع اتحاد الكرة. لم أصدق عقلي.. في لحظة كنت أشاهد الملائكة في حلقات الذكر.. وفي اللحظة التي تليها كنت أشاهد حلقات من مسلسل »إبليس اللعين«.. صورتان أبيض وأسود.. ولكن كان في حلقة الذكر صحفي رائع يبكي بالدموع من فرحته وفخره بإنجاب مصري محترم اسمه شريف، وفي الناحية الأخري كنت أشاهد صحفيا يردح ويشتم بصوت عال، ويطالب إبراهيم حسن بتحدي النظام وأخذ يشتم علي الهواء كل من يقول كلمة حق في أسوأ وأبشع صورة لصحفي محترف . كذلك رأيت رجالا كبارا شربوا من تمثيلية الخداع التي يقودها إبراهيم حسن فوق قنبلة موقوتة قابلة للاشتعال منذ أن كان لاعباً ثم الأسوأ منذ كان مدرباً في المصري وطرد ثلاث مرات وأوقف خارج الملعب سبع مباريات ولكن القنبلة ظلت جاهزة دون انفجار. أقسم بالله العظيم ان هذا الرجل يهين الوطن والرأي العام.. ويرضي الغوغاء والجهلة لمجرد أن حكم كرة قدم أضاع حقه.. يا للعار.. لعبة للتسلية تتحول إلي عصبية وتصيب الأفراد بحمي الجاهلية ليصبح بعدها الإنسان الذي كرمه الله أشبه بالحيوان لأنه فقد عقله بحكم التعصب. هذا الوطن له قدسية.. لابد من إيقاف هذا العبث.. مين هو ده إبراهيم حسن.. ليس عالم ذرة أو طبيبا ينقذ الأرواح أو أستاذا جامعيا أو عاملا في مصنع.. إنه لاعب كرة قدم ليس أكثر! كل العيب أن ينساق الكبار ويسقط أصحاب الأقلام إلي الهاوية بسبب لاعب كرة.. الحقوا القنبلة قبل أن تنفجر من رجل فقد عقله! يحيي زگريا