قال مسؤول تركي رفيع المستوى، في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية، إنّ تحرّك الولاياتالمتحدة لوقف خدمات التأشيرات في تركيا كان مدعومًا بقلق واشنطن من سياسة أنقرة في سوريا، واعتقالها الأسبوع الماضي موظفًا في السفارة الأميركية بزعم أنّ لديه معلومات عن تورّط أميركي في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، حسبما نشرت «شبكة الجزيرة». وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ البعثة الأميركية في تركيا أعلنت الأحد الماضي أنها أوقفت جميع خدمات التأشيرات لغير المهاجرين، وسط مخاوف بشأن أمن البعثة الأميركية ومواطنيها؛ بعد تأكيد أنقرة أنها ستعامل أميركا بالمثل. ويعد هذا تطورًا غير مسبوق بين حلفاء الناتو، ويمثّل تداعيات كبرى على العلاقات الثنائية. وفي الأسبوع الماضي، اعتقلت السلطات التركية «ميتين توبوز»، مواطن تركي يعمل لدى القنصلية الأميركية في إسطنبول؛ واتهمته بارتباطه بتنظيم «فتح الله جولن»، الزعيم الديني المنفي ورجل أعمال في الولاياتالمتحدة ومطلوب لدى تركيا، وتتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب التي وقعت في 15 يوليو الماضي وأسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص. ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واشنطن مرارًا إلى تسليم جولن منذ محاولة الانقلاب، بيد أن الولاياتالمتحدة رفضت ذلك. واستدعى مكتب المدعي العام في إسطنبول يوم الاثنين موظف قنصلية أميركيًا آخر لاستجوابه، واُحتُجز ابنه وزوجته في مقاطعة أماسيا، وتقول السلطات التركية إنّ «متين توبوز» والموظف الثاني -الذي لم يُكشف عن اسمه- ليست لهما أي حصانة دبلوماسية أو حق ملكية. واستدعت تركيا وكيل السفارة الأميركية يوم الاثنين وطالبت بتخفيض التوترات وإنهاء تعليق خدمات التأشيرات. نداء ترامب اُعتقل مواطنون أميركيون من بين الآلاف في تركيا بعد محاولة الانقلاب؛ من بينهم القس «أندرو برونسون». وناشد دونالد ترامب تركيا بشكل ناجح لإطلاق سراحه، إلى جانب رسالة وقّعها 78 عضوًا من الكونجرس. وقال أردوغان الشهر الماضي إنّ أنقرة ستفرج عن القس بمجرد تسليم كولن إلى تركيا. وتقول الحكومة التركية إنّ الموجة الأخيرة من الاحتجاز والتطهير في القطاع العام تهدف إلى تطهير مؤسسات الدولة من مؤيدي جولن. وقالت جماعات حقوقية محلية ودولية وكثير من حلفاء تركيا الأوروبيين إنّ الاعتقالات والتطهير تعسفية، متهمة الحكومة باستخدام محاولة الانقلاب ذريعة لإسكات المعارضة في البلاد. قلق أميركي وقال برهان كوزو، مستشار أردوغان ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، إنّ الولاياتالمتحدة تشعر بالانزعاج من اعتقال «متين توبوز»؛ إذ كانت لديه معلومات بتورّط الولاياتالمتحدة في محاولة الانقلاب. وأضاف أنّ الولاياتالمتحدة تشعر بالغضب من هذا التطور؛ لأن دورها في محاولة الانقلاب قد يُكشف عنه عبر هذا الشخص، وجاءت خطوة التأشيرة للضغط على تركيا للإفراج عنه. وفي بيان مكتوب في وقت متأخر من يوم الاثنين، قال جون باس، السفير الأميركي لدى تركيا، إنه لم يتمكن من معرفة أسباب القبض على «متين» أو الأدلة التي استندوا إليها ضده. وأضاف أنه لم يُسمح له بالوصول إلى محامي الموظف، وقال إنّ الخطوة التركية أثارت تساؤلات بشأن ما إذا كان هدف مسؤولين عرقلة التعاون القائم منذ مدة طويلة بين واشنطنوأنقرة، مضيفًا: في هذا الوقت لا يمكننا التنبؤ بالمدة التي سيستغرقها حل هذه المسألة. وكانت الولاياتالمتحدةوتركيا على خلاف في سوريا. وتفاوضت أنقرة، التي دعمت الانتفاضة السورية، على اتفاقات متعددة مع روسياوإيران، مؤيدتا الحكومة السورية، وعبرت القوات التركية يوم الاثنين إلى محافظة إدلب السورية لتنفيذ نشاطات استطلاعية تهدف إلى منع العنف، تماشيًا مع اتفاق نصّ على إقامة مناطق لخفض التصعيد في سوريا. واستخدمت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها قاعدة أنجرليك الجوية التركية لإطلاق هجمات ضد تنظيم الدولة في العراق والشام. دعم الولاياتالمتحدة للجماعات الكردية كما أعربت أنقرة عن استيائها من تحرّك واشنطن لتسليم الأسلحة إلى المجموعات الكردية التي تعتبرهم تركيا إرهابيين. وتلقّت وحدات حماية الشعب الكردية، وهي الجزء الرئيس من القوات الديمقراطية السورية التي أنشئت لمحاربة تنظيم الدولة، شحنات أسلحة من الولاياتالمتحدة. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود حربًا ضد تركيا منذ أكثر من 35 عامًا. وانتقد كوزو الولاياتالمتحدة لدعمها الجماعات الإرهابية الكردية، بدلًا من تركيا، مضيفًا أنّ واشنطن واجهت مشاكل مع تعاون تركيا مع إيرانوروسيا في سوريا، وأضاف أنّ واشنطن، التي يفترض أن تكون حليفًا لنا، تهدف إلى إقامة ممر كردي في شرق تركيا؛ عبر دعم وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني، وهجمة «درع الفرات» في تركيا تهدف إلى منع ظهور هذا الممر. كما انتقد المسؤولون الأتراك الولاياتالمتحدة لقولهم إنها تؤيد الاستفتاء غير الملزم لدولة كردية مستقلة في العراق وإصدار مذكرات اعتقال لحراس لأردوغان بعد شجار أثناء زيارته واشنطن العاصمة في مايو.