"جودة" يدعو لوقف زراعة القمح.. ونورالدين: خدمة لصالح رجال الأعمال

استنكر الدكتور نادر نورالدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة مقال سليمان جودة في جريدة المصري اليوم، الذي دعا فيه إلي الإقلاع عن زراعة القمح.
وقال "نورالدين" :" سليمان جودة، كتب في عموده اليومي في المصري اليوم بأن آراء بعض رجال الأعمال تقول أن مصر ليست بلدا لزراعة القمح وأنه ينبغي الإقلاع عن زراعته؟؟!
أتصلت بالكاتب الكبير وسألته هل ينبغي أن نكذب الكتب السماوية التي أشارت في قصة النبي يوسف وأن مصر زرعت القمح وأطعمت المنطقة العربية بأكملها؟!.. هل نكذب تدوينات جيوش الأسكندر الأكبر بأن قمح مصر أطعم جحافل جيوشهم؟!.. هل نكذب الإحتلال الإنجليزي والتركي العثماني؟ الذي أخذ قمح لمصر لبلدهم؟!.. هل نكذب عمرو بن العاص الذي كان يرسل القمح المصري إلى مكة والمدينة؟!.. هل مصر أعلى حرارة من السودان وأوغندا التي تزرع القمح؟!"
واضاف :"الخلاصة أن مصر بلدا للقمح من الدرجة الأولي فقمح الخبز يزرع في الدلتا وقمح المكرونة الأعلي سعرا يزرع في الصعيد، ولكن التجار ورجال الأعمال وعلى رأسهم الشاهبندر وساويرس يريدون أن تمتنع مصر عن زراعة القمح من أجل زيادة إستيرادهم له ومضاعفة أرباحهم على حساب الشعب المصري علما بأن مصر لو أمتنعت عن زراعة القمح سيتضاعف سعره فورا في البورصات العالمية ووقتها ندفع الثمن غالي!!"
يذكر أن الكاتب سليمان جودة، قد دعي في مقاله المنشور يوم الاثنين الماضي في صحيفة المصري اليوم تحت عنوان "انفصام القمح"، إلي وقف زراعة القمح، وقال:" اننا نعرف أن السعودية اتخذت قراراً، أيام الملك عبدالله، يرحمه الله، بوقف زراعة القمح، ليس لأنها لا تحبه، كمحصول، ولا لأن دمه ليس خفيفاً على قلب الحكومة فى الرياض، وإنما لسبب موضوعى جداً، هو أن استيراده ممكن، وسهل، ومتاح، بنصف تكلفة زراعته داخل البلد!"
وتابع :"وحين أثرت هذا الموضوع من قبل، روى لى المهندس محمود حبيب، وهو مهندس زراعى كبير، أنه درس مع زملائه فى كلية الزراعة أن مصر ليست بلداً تجود فيه زراعة القمح، وأن هذا المحصول يجود أكثر فى البلاد الباردة، وأننا، بحكم عوامل الطقس التى لا يد لنا فيها، لا نملك فيه أى ميزة نسبية، وأننا يمكن، بل يجب أن نزرع مكانه محصولاً آخر، يجود عندنا، ونبيعه بسعر أعلى، فنكسب من ورائه، ثم نشترى قمحنا بجزء من ثمنه فى ذات الوقت، وأننا.. وأننا!"